موسكو تنتقد "السياسة الخطرة" لواشنطن

إيران تتربّص بالبحريّة الأميركيّة!

02 : 00

إيران استعرضت قطعها البحريّة الجديدة في ميناء بندر عباس أمس (أ ف ب)

في سياق التوتّر القائم بين واشنطن وطهران، خصوصاً في بحر الخليج العربي، وجّه "الحرس الثوري" الإيراني تحذيراً إلى قوّات البحريّة الأميركيّة المتواجدة في مياه الخليج، وذلك عقب إعلانه التزوّد بـ 110 قطع بحريّة قتاليّة، قلّل بعض الخبراء العسكريين في تقارير غربية من قدراتها التكنولوجيّة المطلوبة لمواجهة القطع البحريّة الأميركيّة الأحدث عالميّاً. وتزوّدت القوّة البحريّة للحرس الثوري بزوارق من نوع "عاشوراء" ومراكب خفر "ذو الفقار" وغوّاصات "طارق"، فيما قال قائد القوّة البحريّة للحرس الثوري علي رضا تنكسیري خلال مراسم نُظِّمَت في جنوب البلاد: "نُعلن أنّنا بالمرصاد للأميركيين حيثما تواجدوا، وسيشعرون أكثر بحضورنا قريباً".

كما أكد القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي أن بلاده "لديها إرادة صلبة ولن تركع أمام أي عدوّ ولن تتنازل"، مضيفاً: "التقدّم وسط البقاء في موقف الدفاع يُمثّل طبيعة عملنا". وأوضح سلامي أنّ بحريّة "الحرس الثوري" تلقّت تعليمات بزيادة القدرات البحريّة لإيران حتّى تتمكّن البلاد من الدفاع بالشكل الملائم عن "سلامة أراضيها ووحدتها، وحماية مصالحها في البحر وملاحقة العدوّ وتدميره".

توازياً، أكدت طهران أن قرار الولايات المتحدة وضع حدّ للإعفاءات من العقوبات المفروضة على إيران في شأن برنامجها النووي هو "محاولة يائسة" لن تؤثر على الجمهوريّة الإسلاميّة. واعتبر المتحدّث باسم المنظّمة الإيرانيّة للطاقة الذريّة بهروز كمالوندي أن وضع حدّ لهذه الاستثناءات يهدف إلى "تحويل أنظار الرأي العام عن هزائم واشنطن المتواصلة في مواجهة إيران"، مضيفاً: "إنهاء العمل بالاستثناءات في التعاون النووي مع إيران ليس له أي تأثير فعلي على عمل إيران المتواصل".

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت انتهاء العمل بالاستثناءات التي كانت تسمح بمواصلة العمل على مشاريع مرتبطة بالبرنامج النووي المدني الإيراني على الرغم من عقوبات واشنطن، في آخر خطوة لفكّ الارتباط الأميركي بالاتفاق الدولي المبرم العام 2015 والذي انسحب منه الرئيس دونالد ترامب. وقال وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو في بيان: "لم أعد قادراً على تبرير تمديد هذه الاستثناءات"، مؤكداً أن "النظام الإيراني يُواصل تهديداته النوويّة".

ويُعرّض القرار الأميركي الأخير الدول التي ما زالت ملتزمة بالاتفاق النووي والمنخرطة في هذه المشاريع النوويّة المدنية الإيرانيّة، لعقوبات أميركيّة إذا لم تنسحب من هذه المشاريع. والدولة الأولى المعنيّة بذلك هي روسيا التي اعتبرت أن واشنطن تتصرّف بطريقة "خطرة ومزاجيّة".

وقالت المتحدّثة باسم الخارجيّة الروسيّة ماريا زاخاروفا للصحافيين إن "تصرّفات واشنطن تزداد خطورة ولا يُمكن التنبؤ بها"، مضيفةً: "طبيعة هذا السلوك معرقلة بشكل واضح". وتابعت زاخاروفا متسائلةً: "هل نفهم حقّ الفهم أن واشنطن الآن تُريد أن تُكمل إيران بنفسها مفاعل "أراك" على سبيل المثال؟ وهذه الفرصة كانت تستدعي مخاوف الجانب الأميركي قبل وقت قليل". كما انتقدت زاخاروفا الولايات المتحدة بسبب انسحابها من معاهدة الأسلحة النوويّة المتوسّطة المدى العام الماضي وعدم تجديد معاهدة "ستارت" للحدّ من الأسلحة النوويّة مع روسيا التي تنتهي صلاحيّتها العام 2021.

على صعيد آخر، انتخب مجلس الشورى الإيراني الجديد رئيس بلديّة طهران السابق محمد باقر قاليباف، رئيساً له، ليُعزّز بذلك سلطة المحافظين قبل الانتخابات الرئاسيّة المرتقبة العام 2021. ونال قاليباف (58 عاماً) 230 صوتاً من أصل 267 لتولّي واحد من أهمّ المناصب في الجمهوريّة الإسلاميّة. وسبق أن ترشّح قاليباف ثلاث مرّات للانتخابات الرئاسيّة وشغل منصب قائد الشرطة سابقاً وكان عضواً في "الحرس الثوري"، وتولّى كذلك منصب رئيس بلديّة طهران من 2005 حتّى 2017.