الراعي: لا دين للدولة في لبنان

12 : 42

اعتبر البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي أن الدولة المدنية في لبنان تحترم جميع الأديان وشرائعها وتضمنها، كما تنصُّ المادة التاسعة من الدُّستور.

وأكد خلال عظة الأحد ألا دين للدولة في لبنان، ولا أيّ كتاب ديني مصدر للتشريع المدني، ولا استئثار لأي مكون من مكوناته بالسلطة السياسية بكل وجوهها.

وقال، “أما خصوصيَّة الدَّولة المدنيَّة في لبنان فهي نظامه الديمقراطي، وحرِّيَّاته العامَّة، وميثاقه الوطني للعيش معًا، مسيحيّين ومسلمين، بالولاء الكامل والاستئثاريِّ للوطن اللُّبنانيّ، وهذا الميثاق هو روح الدستور، وهو مترجم في صيغة المشاركة المتساوية والمتوازنة في المؤسَّسات الدستوريَّة والإدارات العامَّة”.

ورفض الراعي أن تتحول عملية تطوير النظام اللُّبناني إلى ذريعةٍ للقضاء على لبنان، هذا الخيار التاريخي بخصوصيَّاته. إنَّ لبنان الدَّولة المدنيَّة والشَّراكة والرِّسالة موجودٌ منذ مئة سنة. فلا يُخترع اليوم من العدم والفراغ. كان لبنان قبل أن نكون، وسيبقى بعدنا. لبنان أمَّةٌ موجودةٌ في التَّاريخ والحاضر، وفي الجغرافيا والوجدان، وقد تأسَّست بالإرادة والنِّضال. وحدها الحقيقة التَّاريخيَّة تبقى، أمَّا الباقي فمرحليٌّ وزائل.

وتابع، لذا يدعونا الواجب للدِّفاع عن هذا الكيان. لقد نذرنا أنفسنا للبنان حرًّا وللبنانيِّين أحرارًا. معًا يعيشون، ومعًا يقاومون كلَّ احتلال وتعدٍّ بقيادة الدَّولة وشرعيَّتها وجيشها. إنَّ لبنان كقيمةٍ ثمينة لا يزال يثير اهتمام الأسرة الدَّوليَّة، وبالتَّالي ليس دولةً متروكةً ومستباحة. فلا يحقّ للجماعة السِّياسيَّة أن تتصرَّف في شؤون البلاد والمواطنين بقلَّة مسؤوليَّة، وبذات الرُّوح التي أوصلَت الدَّولة إلى الحضيض.

MISS 3