ترامب يتوعّد بتصنيف "أنتيفا" منظّمة إرهابيّة

قضية فلويد تشعل "فتيل" السباق إلى البيت الأبيض!

02 : 00

خلال استهداف الشرطة بالمفرقعات الناريّة قرب البيت الأبيض أمس الأوّل (أ ف ب)

لقد بات محسوماً أن أعمال الشغب والتخريب والنهب وحرق الأملاك العامة والخاصة التي طالت مدناً عدّة في الولايات المتحدة، قد تخطّت حدود الاعتراض على مقتل الأفريقي - الأميركي جورج فلويد على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا، لتدخل في سياق "حرب السباق إلى البيت الأبيض" والتي تسعى من خلالها جهات أميركيّة وأجنبيّة إلى تقويض سلطة الإدارة الحاليّة وإظهارها بموقع العاجز عن ضبط الأمور، خصوصاً في وقت حسّاس تسعى فيه البلاد إلى فتح اقتصادها من جديد بعد فترة من تدابير العزل بسبب الوباء والتي أنهكت أكبر اقتصاد في العالم عقب خروج 40 مليون أميركي من سوق العمل.

وإذ اتهم الرئيس الجمهوري دونالد ترامب مجموعة "أنتيفا" اليساريّة المتطرّفة بقيادة أعمال التخريب التي شهدتها مينيابوليس ومدن أخرى، أكد أنّه سيُصنّف هذه الحركة "منظّمة إرهابيّة".

وقال ترامب: "أُهنّئ حرسنا الوطني على العمل الرائع الذي قاموا به فور وصولهم إلى مينيابوليس في مينيسوتا"، مضيفاً: "أُسكِتَ الفوضويّون الذين تقودهم "أنتيفا" وآخرون بسرعة، كان يجب أن يفعل العمدة ذلك في الليلة الأولى، لما واجهنا مشكلة حينها".

وبينما اتهم الرئيس الأميركي "أنتيفا" و"اليساريين الراديكاليين المتطرّفين السيّئين" بالوقوف وراء أعمال الشغب والنهب والحرق، دعا السلطات المحلّية في الولايات إلى أن تكون أكثر صرامة في التعامل معهم، مهدّداً باستخدام "القوّة العسكريّة" في حال تطلّبت الضرورة ذلك. واعتبر ترامب، الذي دان مرّات عدّة "الموت المفجع" لجورج فلويد وتحدّث إلى شقيقه مقدّماً تعازيه، أنّ المشاغبين يُلحقون العار بذكرى الرجل. كما اعتبر أنّه "يجب علينا ألّا نسمح لمجموعة صغيرة من المجرمين والمخرّبين بتدمير مدننا"، في وقت رأى مستشار الأمن القومي الأميركي روبيرت أوبراين أن أطرافاً خارجيّة ربّما تلعب دوراً في تغذية التوتّرات العرقيّة المرتبطة بقضيّة الشاب جورج فلويد، لافتاً إلى جهود الصين في هذا الصدد.

وقال أوبريان لمحطّة "سي أن أن": "لدينا على الدوام أعداء في الخارج يُحاولون زرع الفتنة بين الأميركيين عبر "تويتر" و"فيسبوك" ومنصّات أخرى"، وأشار موجّهاً حديثه إلى الصينيين والأطراف المستفيدة من أعمال الشغب التي تشهدها بلاده، إلى أن الفرق بين الولايات المتحدة وأعدائها يكمن في الشفافيّة وحرّية التعبير. وكان أوبراين قد ذكر كلّاً من روسيا وإيران وزيمبابوي سابقاً، في حين كشف نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ماركو روبيو أن هناك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ترتبط بثلاث دول معادية لواشنطن تُحاول إشعال التوترات عبر الإنترنت.

وفُرض حظر تجوّل في مدن أميركيّة كبرى إثر أعمال تخريب وحرق للمصالح الخاصة والأملاك العامة، إذ وقعت مواجهات في أكثر من 20 مدينة بينها لوس أنجليس وشيكاغو وأتلانتا، ما دفع السلطات في هذه المدن إلى فرض حظر تجوّل ليليّ، فيما استدعت ولايات عدّة قوّات الحرس الوطني للمساعدة في السيطرة على الاضطرابات الأهليّة التي لم تشهد الولايات المتحدة مثيلاً لها منذ سنوات عدّة. ونشرت ثماني ولايات على الأقلّ، بينها تكساس وكولورادو وجورجيا، الحرس الوطني، الذي تمّ نشره أيضاً في محيط البيت الأبيض حيث حصلت أعمال شغب حَرَقَ يساريّون متطرّفون خلالها العلم الأميركي. وفي مينيسوتا، أعلن الحاكم تيم والتز حشد جنود الحرس الوطني في الولاية البالغ عددهم 13 ألفاً في سابقة من نوعها. كما أُعلنت "حال الطوارئ" في جورجيا وفرجينيا.

ومن سياتل إلى نيويورك، عمّت الفوضى وأعمال التخريب التي تسبّب بها المئات في وقت تظاهر الآلاف بسلميّة تضامناً مع قضيّة فلويد، الذي قضى اختناقاً بعدما ثبّته الشرطي السابق ديريك شوفين على الأرض بساقه. وفي لوس أنجليس، أطلق عناصر الأمن الأعيرة المطاطيّة واستُخدمت الهراوات لتفريق مجموعات أحرقت سيّارة تابعة للشرطة، فيما أعلنت شرطة مينيابوليس العثور فجر الأحد على جثة قرب سيّارة محترقة.

وفي مدن عدّة، بينها نيويورك وشيكاغو، وقعت مواجهات بين خارجين عن القانون والشرطة التي استخدمت رذاذ الفلفل ردّاً على رشقها بمقذوفات، في حين تمّ تكسير الواجهات الزجاجيّة لمحال عدّة في فيلادلفيا ونهبها. كما حصل الأمر ذاته في مدن عدّة أخرى، بينما أوقفت الشرطة عشرات السارقين والمعتدين على الأملاك الخاصة والعامة في مينيابوليس وسياتل ونيويورك وغيرها.

كذلك، نُظِّمَت تظاهرات سلميّة في مدينة تورونتو الكنديّة، بعدما اتّسعت رقعة التنديد بالعنف الممارس من قبل الشرطة لتتخطّى حدود الولايات المتحدة، في وقت تحدّى مئات من سكّان لندن تدابير الإغلاق المرتبط بفيروس "كورونا المستجدّ" ونظّموا مسيرة احتجاجيّة أمام السفارة الأميركيّة تأييداً لقضيّة فلويد.


MISS 3