عرس... بالدم والنار

09 : 12

أضرار مادية جسيمة من جرّاء الإشكال في يونين

منذ القدم وعادات العشائر وتقاليدها مدعاة فخرٍ لها ولأولادها، فكل تصرف محكومٍ بعادةٍ لا يتخطاها أحد، وإن فعل فقد أخطأ بحق العشيرة والمنطقة أجمع، ولا شك أن العادات والتقاليد المتبعة في الكثير من الأمور لا تتماشى وعصرنا هذا بل أصبحت عبئاً ثقيلاً يحتاج نهضةً فكرية كعادات الثأر مثلاً.



"السلاح زينة الرجال" هو مثلٌ وعادةٌ تتلطى خلفهما العشائر والعائلات، بحيث أصبح حمل السلاح مدعاة فخر ورجولة، تلك الرجولة المنقوصة التي تكتمل بالعقل والفكر والثقافة البعيدة من الجهل والتخلف، لا بإطلاق النار خوفاً وفزعاً وفزعةً لنصرة الغير. ولأن البقاع ساحةٌ مفتوحة على كل الإحتمالات والأحداث، عاش خلال المراحل الماضية ولا يزال أحداثاً أمنية متنقلة أصبحت شبه يومية شعارها الأساسي إطلاق نار وقذائف تروع الآمنين ليلاً ونهاراً.



إطلاق النار شبه اليومي في بعلبك لا يخلو من اي مناسبةٍ في الأفراح والأتراح، في النجاح والولادة، وغيرها من الأمور، غير أن ما حصل ليل السبت في بلدة يونين البقاعية كان كفيلاً بأن يسرق وهج الأحداث في المنطقة، حيث تحول عرسٌ إلى جريمة راح ضحيتها ثلاثة اشخاص وستة جرحى. موال عتابا ظن طالب زعيتر أنه موجّه له كان كفيلاً بأن يفتح العزاء في منازل آل ياسين وآل زعيتر، ويُرقد ستة اشخاص في المستشفيات للمعالجة.



وفي التفاصيل وخلال حفل زفاف لآل أمهز والنمر في محلة الفيضة في يونين، غنّى المطرب موالاً لأحد أقارب العريس واسمه طالب، فوقف طالب زعيتر متحمساً ظناً منه أن الموال له وأطلق النار تعبيراً عن شكره، فقال له علي ياسين إن العتابا ليست له فما كان منه إلا أن أفرغ رصاصةً فيه كانت كفيلة بإنهاء حياته، عندها قام عباس ياسين بإطلاق النار على زعيتر فأرداه أيضاً، فتدخل أولاده علي وأيلا وأردوا عباس، وبدأ إطلاق النار لينتهي العرس بثلاثة قتلى وستة جرحى هم: أيلا وعلي طالب زعيتر، مهدي النمر، رباب بحلق، أحمد أمهز وحسن النمر.



وعلى الأثر نقل زعيتر إلى مستشفى الريان وساد التوتر أجواء الشراونة حيث تعرضت دورية للجيش لإطلاق نار أصيب خلاله جندي بجروح طفيفة. وبعد الظهر شيع آل زعيتر وياسين القتلى وسط أجواء من التهدئة والدعوة إلى ضبط النفس.



وفي هذا الإطار وصفت مصادر أمنية لـ"نداء الوطن" الوضع في البقاع بالدقيق وعلى الجميع تحمّل مسؤولياته من أحزاب وعائلات وعشائر، داعية الجميع إلى ضبط النفس وعدم الإنزلاق إلى ردات فعل غير مضمونة النتائج، واشارت إلى أن الوضع الأمني في المنطقة والإجراءات المتخذة على بساط البحث وسيصار إلى إعادة النظر فيها، غامزة من قناة إجراءات جديدة وستكون إستثنائية هذه المرة لوقف ما يحصل، خاتمة بأن البقاع يحتاج إلى حال طوارئ عسكرية لإنهاء حال الفلتان وانتشار فوضى السلاح.