بكين تُهدّد واشنطن بالردّ في شأن هونغ كونغ

02 : 00

متظاهر يرفع علم "الاستعمار البريطاني" في تحرّك ضدّ بكين في هونغ كونغ أمس (أ ف ب)

هدّدت السلطات الشيوعيّة في بكين واشنطن بالردّ في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض قيود على طلّاب صينيين في الولايات المتحدة، احتجاجاً على قانون صيني جديد للأمن القومي سيُفرض على هونغ كونغ.

وبعدما أعلن ترامب الجمعة أنّه سيضع قيوداً على طلّاب صينيين وسيبدأ في إلغاء الامتيازات الخاصة الممنوحة لهونغ كونغ في ما يخصّ الرسوم التجاريّة وغيرها، ردّت الصين بغضب على الإجراءات الأميركيّة، معتبرةً أنّها "تُلحق الضرر بالجانبَيْن".

وفي هذا الصدد، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة تجاو ليجيان: "أي كلمات وخطوات من شأنها أن تضرّ بمصالح الصين ستُقابل بهجمات مضادة من الجانب الصيني"، من دون إضافة أي تفاصيل، معتبراً أن إجراءات واشنطن "تتدخّل بشكل خطر في الشؤون الداخليّة الصينيّة وتُقوّض العلاقات الأميركيّة - الصينيّة".

تزامناً، حظرت شرطة هونغ كونغ تجمّعاً مسائيّاً في ذكرى أحداث ساحة تيان انمين، وهي المرّة الأولى التي يتمّ فيها إلغاء التجمّع في ثلاثة عقود. وكان البرلمان الصيني قد صوّت الخميس لصالح مشروع القانون الذي يسمح "بمنع ووقف وقمع أي تحرّك يُهدّد بشكل خطر الأمن القومي، مثل النزعة الانفصاليّة والتآمر وإعداد أو الوقوف وراء نشاطات إرهابيّة، وكذلك نشاطات قوى أجنبيّة تُشكّل تدخّلاً في شؤون هونغ كونغ".

وفي المؤتمر الصحافي في بكين، استغلّ تجاو أيضاً التظاهرات وأعمال الشغب في الولايات المتحدة ليتّهمها بـ"النفاق"، معتبراً أن "العنصريّة مرض مزمن في المجتمع الأميركي". علماً أن الصين عاملت الجالية الأفريقيّة لديها أثناء الجائحة بطرق مهينة أثارت احتجاجات واسعة خصوصاً في أفريقيا. ورأى تجاو أن ردّ الحكومة الأميركيّة على وفاة الأميركي الأسود جورج فلويد على أيدي الشرطة "مثال واضح على معاييرها المزدوجة المعروفة عالميّاً". وتساءل قائلاً: "لماذا تُكرّم الولايات المتحدة ما يُسمّى بالعناصر المطالبة باستقلال هونغ كونغ بوصفهم أبطالاً ونشطاء، فيما تصف الأشخاص الذين يتظاهرون احتجاجاً على العنصريّة بمثيري شغب؟".

كذلك، اتهم تجاو الولايات المتحدة بـ"الأنانيّة" بعد إعلان ترامب إنهاء علاقة بلاده بمنظّمة الصحة العالميّة. وقال المتحدّث الصيني: "المجتمع الدولي يُعارض عموماً مثل تلك التصرّفات الأميركيّة من الأنانيّة والتهرّب من المسؤوليّة وتقويض التعاون الدولي ضدّ الوباء"، لافتاً إلى أن منظّمة الصحة العالميّة "ليس بإمكانها خدمة دولة واحدة، ويجب ألّا تتبع إرادة الدولة الأكبر من حيث تمويلها".

ورأى أنّه "في مواجهة الوباء، فإنّ أي قمع أو حتّى ابتزاز لمنظّمة الصحة العالميّة هو تجاهل للحياة وتحدّ للإنسانيّة وتدمير للتعاون الدولي"، مؤكداً أن الصين "ستقوم بدورها كدولة كبيرة مسؤولة وتدعم منظّمة الصحة في اتخاذ موقف القيادة في التصدّي للفيروس". كما دعا المجتمع الدولي إلى التكاتف وزيادة الدعم السياسي والتمويل للمنظّمة.


MISS 3