ترامب ينتقد "ضعف" حكّام الولايات ويتوعّد "الأناركيين"

أميركا... الجيش إلى الميدان!

02 : 18

من عمليات نهب المحالّ التجارية في سانتا مونيكا في كاليفورنيا (أ ف ب)

بعدما انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالأمس حكّام ولايات أميركيّة تشهد أعمال شغب وتخريب ونهب وحرق للأملاك العامة والخاصة على نطاق واسع، ووصفهم بأنّهم "ضعفاء"، مطالباً بضبط الوضع على الأرض وبقمع الخارجين عن القانون، كشفت قناة "الحرة" أن ترامب أبلغ الحكّام خلال اجتماع عبر الفيديو نيّته تكليف رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك مايلي، بالإشراف على جهود مكافحة الشغب.

وتساءل ترامب: "لماذا لا تستعين السلطات المحلّية بالموارد العسكريّة الكبيرة لوقف التخريب وأعمال العنف الذي تخلّل الاحتجاجات؟"، وحضّ الحكّام على توقيف ومحاكمة المسؤولين عن الفوضى، بحسب ما نقل عنه مسؤول رفض الكشف عن اسمه.

ونشر الرئيس الجمهوري تغريدة جديدة أرفقها بمقطع فيديو، معلّقاً عليه بالقول: "أيّها الأناركيّون... نراكم!". ويظهر في الفيديو رجل أبيض وهو يُعطي شاباً أسود نقوداً، على ما يبدو، إذ يتّهم ترامب جماعات يساريّة متطرّفة، خصوصاً "أنتيفا"، بأعمال النهب والحرق التي تعمّ البلاد، وذلك عبر تلقّي أموال مشبوهة. كما اتّهم ترامب خصمه الديموقراطي جو بايدن بالعمل على إخراج مثيري الشغب من السجون.

من ناحيتها، أعلنت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني خلال مؤتمر صحافي، نشر 17 ألف عنصر من الحرس الوطني في 24 ولاية أميركيّة، مشيرةً إلى أن ترامب "طلب تشكيل مركز قيادة من وزيرَيْ العدل والدفاع ورئيس الأركان لبحث الأزمة"، ولفتت أيضاً إلى "أدلّة متزايدة على تورّط حركة "أنتيفا" في أعمال العنف".

وذكرت أن "الحرس الوطني موجود لخفض التصعيد في الشارع"، معتبرةً أن "وقف أعمال الشغب من مسؤوليّة حكّام الولايات، لكنّهم فشلوا في ذلك". وعرض البيت الأبيض خلال المؤتمر الصحافي مقاطع فيديو لعمليّات تحريض واضحة على التخريب أثناء التظاهرات، مشدّداً على أنّه "لا يُمكن السماح باستمرار عمليّات النهب والتدمير في المدن الأميركيّة".

توازياً، أعلن محامي عائلة جورج فلويد، الأميركي الأسود الذي قضى خلال توقيفه على يد شرطي أبيض الإثنين الفائت وتسبّبت وفاته بموجة تظاهرات وعمليّات تخريب واسعة، أنّ فريق أطباء شرعيين كلّفتهم عائلة الراحل تشريح جثّته، خلص إلى أنّ وفاته لم تنجم عن مشكلات في القلب، كما أورد تقرير رسمي، بل توفي اختناقاً من جرّاء تعرّضه إلى "ضغط قوي ومطوّل".

في الأثناء، أعلن رئيس بلديّة نيويورك بيل دي بلاسيو فرض حظر تجوّل ليلي في المدينة بسبب أعمال الشغب الخطرة، محتذياً بذلك حذو نحو 40 مدينة أميركيّة أخرى. وضمّدت العاصمة واشنطن وعشرات المدن الأميركيّة الكبرى الإثنين جراحها متخوّفة من تجدّد أعمال العنف والنهب، بعد أسبوع من وفاة جورج فلويد.

وفي واشنطن، التي شهدت ليلة حافلة بالاضطرابات وفرض حظر تجوّل، لا يزال محيط البيت الأبيض شاهداً على المواجهات مع واجهات زجاجيّة محطّمة وحاويات نفايات محروقة وكتابات وشعارات يساريّة معادية للولايات المتحدة تملأ الجدران.

وستبقى صورة البيت الأبيض غارقاً في السواد ومحاطاً بحرائق مفتعلة عالقة في الأذهان. وقد نقلت الأجهزة الأمنيّة ترامب على عجل إلى مخبأ تحت الأرض ليل الجمعة - السبت.

ومن نيويورك إلى لوس أنجليس مروراً بفيلادلفيا وسياتل، تظاهر آلاف الأميركيين ضدّ العنف الممارس من قبل الشرطة. وخلال النهار بقيت الاحتجاجات سلميّة بغالبيّتها، لكن مواجهات عنيفة سُجّلت ليلاً تخلّلها إشعال حرائق وعمليّات نهب وتخريب واسعة النطاق أثارت غضب السكّان وأصحاب المحال التجاريّة والمعارض والمصانع وغيرها، في وقت استخدمت فيه أجهزة الأمن المدرّعات المخصّصة لنقل العناصر والغاز المسيّل للدموع والأعيرة المطاطيّة لضبط الأمن. وفرض حظر تجوّل في مدن شيكاغو ودنفر ولوس أنجليس وسولت ليك سيتي وكليفلاند ودالاس وإنديانابوليس وغيرها.


MISS 3