بكين تعمّدت تأخير تقديم المعلومات عن الكورونا

فرنسا... عودة الـ"Café-trottoir"

02 : 00

المقاهي الفرنسيّة كما بدت أمس (أ ف ب)

في مؤشّر جديد إلى عودة الحياة ببطء إلى طبيعتها في أوروبا، فتحت المقاهي الباريسيّة أرصفتها مجدّداً للروّاد بالأمس، في وقت يُواصل فيه "العدو غير المرئي" تفشّيه في أميركا الجنوبيّة مهدّداً بانهيار الأنظمة الصحية فيها.

وإن كانت المقاهي في باريس ومنطقتها لا يُمكنها استقبال الروّاد إلّا في مساحاتها الخارجيّة، فبإمكان الحانات والمطاعم في بقيّة البلاد فتح صالاتها بشرط الالتزام بشروط التباعد الاجتماعي.

وتبقى الكمّامات إلزاميّة لجميع الندل كما للزبائن الراغبين في الذهاب إلى المراحيض. كما فتحت المدارس والثانويّات وصالات العرض الصغيرة في معظم أنحاء فرنسا، في حين رُفِعَ الحظر على التنقّلات لمسافة تزيد عن 100 كلم من المنزل.

لكن خبير علم الأوبئة والعضو في المجلس العلمي الذي تستشيره السلطات الفرنسيّة أرنو فونتانيه، قال: "العودة إلى الحياة كما كانت قبل الوباء؟ لا، ليس الآن"، مضيفاً: "لن أتحدّث عن تلاشي الوباء لأنّ الفيروس سيبقى، إنما هناك تراجع كبير يُلاحظ في انتشاره".

كذلك، باشرت مواقع سياحيّة كبرى في أوروبا استقبال الجمهور الثلثاء، ولو أن التدابير الصحية والقيود المفروضة على السفر لا تزال تحول دون إقبال حاشد عليها، بينما حذّر الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا من أن الأزمة الناجمة عن فيروس "كورونا المستجدّ" لم تنتهِ بعد في إيطاليا، وذلك في كلمة بمناسبة العيد الوطني، مثنياً على "وحدة" بلاده في مواجهة الوباء.

وفي إسبانيا، حيث لم تُسجّل أي وفاة خلال 24 ساعة للمرّة الأولى منذ ثلاثة أشهر، أعاد متحف غوغنهايم الشهير فتح أبوابه. أمّا روسيا فقد تجاوزت الخمسة آلاف وفاة جرّاء "كوفيد-19"، فيما وصلت حصيلة الإصابات إلى نحو 424 ألفاً.

وفي البرازيل، لامست حصيلة الوفيات الـ30 ألفاً من أصل 539 ألف إصابة، فيما تتداخل تدابير الحجر ورفع الحجر وتتباين بحسب الولايات والمدن، بينما يدعو الرئيس جايير بولسونارو بانتظام إلى رفع القيود المفروضة حفاظاً على الاقتصاد والوظائف. ويُواصل الفيروس تفشّيه في بلدان أخرى من أميركا اللاتينيّة، مثل المكسيك، حيث تخطّت حصيلة الوفيات الـ10 آلاف من أصل 93 ألف إصابة، في حين يُباشر البلد استئناف نشاطه الاقتصادي. كما تخطّت البيرو عتبة الـ170 ألف إصابة مؤكدة و4600 وفاة.

وفي الشرق الأوسط، أعلنت إمارة دبي السماح بعمل المراكز التجاريّة والشركات والمؤسّسات الخاصة بنسبة 100 في المئة بدءاً من اليوم، في إطار تخفيف القيود التي فرضت لوقف تفشّي الوباء. أمّا في جنوب آسيا، فقد قرّرت إندونيسيا عدم المشاركة في موسم الحج إلى مكة المكرمة هذا العام بسبب المخاطر المرتبطة بـ"كورونا المستجدّ"، وهو قرار يشمل نحو 221 ألف شخص سجّلوا أسماءهم لأداء هذا الفرض.

إقتصاديّاً، أعلن رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس خلال مقابلة مع وكالة "فرانس برس" أن الاقتصاد العالمي يُواجه "خسائر هائلة" والتعافي سيُعرقله النقص في الموارد الماليّة اللازمة لتعويض الخسائر التي تسبّب بها الفيروس القاتل، معتبراً أن الأزمة ستُجبر الدول النامية على إعادة التفكير في بناها الاقتصاديّة.

في الغضون، عملت منظّمة الصحة العالميّة طوال شهر كانون الثاني على الإشادة بما وصفته بـ"الاستجابة السريعة" للسلطات الصينيّة عقب ظهور الفيروس في ووهان، وقدّمت بشكل متكرّر الشكر لحكومة بكين الشيوعيّة لمشاركتها الخريطة الجينيّة للفيروس "على الفور"، واصفةً عمل والتزام الدولة بالشفافيّة "مثيران للإعجاب للغاية".

لكن خلف الكواليس القصّة مختلفة كثيراً بحسب وكالة "أسوشيتد برس"، التي كشفت التأخّر المتعمّد من الصين على صعيد تقديم معلومات عن "كورونا" يُقابله إحباط كبير بين مسؤولي المنظّمة العالميّة لعدم حصولهم على البيانات التي يحتاجون إليها لمكافحة انتشار الفيروس القاتل.

وعلى الرغم من الإشادة العلانيّة بجهود الصين، إلّا أنّ الأخيرة في الواقع انتظرت أكثر من أسبوع لنشر الخريطة الوراثيّة أو "جينوم" الفيروس، التي نجحت ثلاثة من مختبرات الصين الحكوميّة في فك شيفرة المعلومات بشكل كامل. وكشفت عشرات المقابلات التي أجرتها الوكالة ووثائق داخليّة، أن اللوم يُلقى على الرقابة المحكمة على المعلومة والمنافسة داخل النظام الصحي الصيني.