ندوة

ندوة لمركز التراث في "اللبنانية الأميركية" تتناول حماية التراث الشفوي

02 : 00

عقد "مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU ندوته الإِلكترونية الثانية عن بعد، بعد ندوة افتراضية أولى عن "التراث واحة تقارب ثقافـي: أي مفهوم له مع التباعد الاجتماعي"، وذلك بعنوان "كيف نحمي تراثنا الشفوي في زمن المنصات الإِلكترونية؟"، أعدها مدير المركز الشاعر هنري زغيب واستضاف المدير التنفيذي لجمعية "السبيل" في بيروت علي صباغ والباحث في الآلات الموسيقية التراثية للفولكلور اللبناني ناصر مخول.

افتتح زغيب الندوة انطلاقاً من قرار الجمعية العامة لمنظمة اليونسكو في دورتها الثانية والثلاثين بتحديد التراث غير المادي بأنه "مجموع التقاليد او اشكال التعبير الحية الموروثة من الأسلاف كي تنتقل إِلى الأحفاد، ومنها التقاليد الشفوية وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والمناسبات الاحتفالية والمعارف والمهارات المرتبطة بإنتاج الصناعات الحرفية التقليدية". وأضاف زغيب أنّ "التراث الثقافي غير المادي عامل مهم في الحفاظ على التنوع الثقافي، يساعد على الحوار بين الثقافات ويشجع على الاحترام المتبادل لطريقة عيش الآخر".

ثم كان الحوار مع ضيفي الندوة، فتحدث بداية صباغ وشرح "جهود جمعية السبيل في حفظ التراث الشفوي على مستويين: العديات (عملت على جمعها وإصدارها نجلاء جريصاتي خوري)، والحكواتي باستضافة رواة في مقرها وفي مدن لبنانية أخرى".

واشار إلى "جهود الجمعية في بناء قدرات ومهارات شابة تواصل رسالة هذا التراث، بين قراءات للصغار والكبار في مكتبات السبيل وسواها، وعن بعد على منصات إلكترونية تستقطب جمهورا من جميع المدن والبلدان".

ولفت صباغ الى أن "الجمعية تعمل على تركيز هذا الفن بمهرجانات خاصة للحكواتي يشارك فيها رواة من لبنان ومصر وفلسطين وتونس وسواها، وبذلك تواصل العمل على تفعيل التراث الشفوي بتدريب حكواتية جدد لمواصلة إحياء هذا التراث الشفوي العريق نشراً ومنشورات وقراءات".

أما مخول فتحدث عن الآلات الموسيقية التقليدية القديمة التي يصنعها في محترفه "وفق مقاييسها الأصلية في زمانها"، وعن كيفية "تأقلمها مع العصر حتى يكون التطور في استخدامها دافعاً لاستمراريتها، وإمكان تبديل أدوارها بجعل الجيل الجديد يعزف عليها".

وشرح مصدر كل آلة وطرق العزف عليها، كما قدّم نماذج على شرحه بعزفه على الناي والمزمار والبزق مع شرح كل نغمة، واختلاف تقنية العزف على آلات النفخ والآلات الوترية.

أما ضيف الندوة الراوي اللبناني العالمي جهاد درويش الذي امتهن الحكواتي منذ 40 عاماً، فشرح كيف "كان الحكواتي في الزمن الماضي يتوجه إِلى رواد ينتظرونه في المقاهي الشعبية، كي يحكي لهم عن عصور انقضت وأَبطال ضاعوا بين الحقيقة والخيال وبين الحلم والحقيقة، واليوم صار ناقلاً ثقافياً معرفياً في شخصية أخرى وأدوار هادفة ورسالة جديدة".

واشار إِلى ان "الحكواتي القديم كان أمام المستمعين يمسك الكتاب في يده إِيهاماً ليزرع فيهم حس المصداقية انه يقرأ من الكتاب قصصا خالدة، لكنه بالفعل في معظم الحالات كان هو من يؤلف الحكايات على لسان أبطالها".

وختاماً خصّصت مداخلات للمتابعين عن بعد.


MISS 3