"سلاح افتراضي" روسي - صيني لاستهداف ترامب

قضيّة فلويد... القضاء يتشدّد ويوسّع دائرة الاتهام

02 : 00

مؤيدون لفلويد يشتبكون مع الشرطة أمام "10 داونينغ ستريت" في لندن أمس (أ ف ب)

في تطوّر قضائي جديد بقضيّة مقتل الأفريقي - الأميركي جورج فلويد، أعاد المدّعي الذي يُحقّق في وفاة فلويد في مينيابوليس توصيف الوقائع ووجّه إلى الشرطي ديريك شوفن الذي جثا على عنق الضحية تهمة جريمة قتل من الدرجة الثانية، مع توجيه اتهامات أيضاً إلى الشرطيين الثلاثة الآخرين.

وأشادت عائلة الضحية الذي قضى في 25 أيّار بهذه الخطوة المتقدّمة، وذلك في بيان وزّعه محاميها بين كرامب، في حين أبدى وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر معارضته في الوقت الحالي اللجوء إلى القانون الذي يسمح بنشر الجيش في المدن الأميركيّة بهدف التصدّي لأعمال الشغب والنهب والحرق والتخريب التي تراجعت وتيرتها نسبيّاً ليل الثلثاء - الأربعاء.

وأضاف إسبر أمام الصحافيين في وزارة الدفاع: "على خيار استخدام قوّات في الخدمة أن يكون الملاذ الأخير ويقتصر على الحالات الأكثر إلحاحاً والأخطر... لسنا في وضع كهذا الآن". وبالفعل، فقد كانت ليلة الثلثاء - الأربعاء أكثر هدوءاً من الليالي السابقة، واقتصرت خلالها الاضطرابات على عمليّات النهب المحلّية في أعقاب مسيرات سلميّة نُظِّمَت خلال النهار.

وفي واشنطن، تقرّر خفض ساعات حظر التجوّل، إذ توقّعت السلطات استمرار الأجواء السلميّة. وانتشرت أعداد كبيرة من عناصر الشرطة لمنع الوصول إلى البيت الأبيض. وبعدما أوردت وسائل إعلام تقارير تُفيد بأنّ جهاز الأمن في البيت الأبيض نقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على عجَل مساء الجمعة إلى ملجأ محصّن خلال أعمال الشغب التي كانت تحصل أمام البيت الأبيض، نفى ترامب هذا الأمر قائلاً: "إنّها معلومات خاطئة. كان ذلك خلال النهار".

وبعد توجّه ترامب سيراً من البيت الأبيض إلى كنيسة "سانت جون"، التي يُطلق عليها اسم "كنيسة الرؤساء"، المجاورة لمقرّ الرئاسة والتي طالتها أعمال التخريب، زار الرئيس الجمهوري أيضاً برفقة زوجته ميلانيا مزار البابا يوحنا بولس الثاني، وسجدا أمام مذبح الكنيسة للصلاة. وفي نيويورك، حيث تمّ تمديد حظر التجوّل حتّى الأحد، كانت الأجواء مساء الثلثاء - الأربعاء أكثر هدوءاً، بعد مشاهد العنف وعمليّات النهب الواسعة التي سجّلت مطلع الأسبوع. وبالإجمال، أجرت الشرطة أكثر من تسعة آلاف عمليّة توقيف في أنحاء البلاد كافة في الأيّام الأخيرة.

تزامناً، توقّف تطبيق "سناب تشات" للتواصل الاجتماعي عن دعم ما ينشره ترامب، مشيراً إلى أنّه يُحرّض على "العنف العنصري"، في وقت أغرقت فيه روسيا والصين وسائل التواصل الاجتماعي بمحتوى يستهدف الإضطرابات والعنف في الولايات المتحدة، وفق تحليل أجرته مجلّة "بوليتيكو" الذي كشف أن مسؤولين حكوميين ووسائل إعلام مدعومة من الدولة ومستخدمين آخرين على "تويتر" مرتبطين ببكين أو بموسكو، قاموا بدعم "هاشتاغات" مرتبطة بقضيّة فلويد للترويج لرسائل مثيرة للإنقسام وانتقاد تعامل واشنطن مع الأزمة وتصوير بلاد "العم سام" على أنّها على حافة الهاوية.

وحذّر خبراء من أن البلدَيْن يُكثّفان جهودهما عبر الإنترنت قبل الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة المقبلة، مشيرين إلى أن الصين تزداد جرأة في استخدامها لـ"السلاح الافتراضي" لترويج نظرتها الخاصة للعالم في الولايات المتحدة، وذلك لضرب صورة ترامب أمام الرأي العام الأميركي.

في الأثناء، تظاهر الآلاف في لندن احتجاجاً على وفاة فلويد، فيما دان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ما حصل لجورج، ووجّه رسالة إلى ترامب قال فيها إن "لا مكان للعنف العنصري في المجتمع". وحصلت بعض المواجهات مع الشرطة خارج مقرّ رئيس الحكومة "10 داونينغ ستريت"، قبل أن تتقدّم التظاهرة في اتجاه السفارة الأميركيّة.


MISS 3