باريس تخشى اتفاقاً روسيّاً - تركيّاً في ليبيا

02 : 00

الساحة الليبيّة مفتوحة أمام أكثر من طرف خارجي (أ ف ب)

أبدت الرئاسة الفرنسيّة بالأمس قلقها البالغ إزاء الأوضاع في ليبيا، متخوّفةً من اتّفاق بين روسيا وتركيا "يخدم مصالحهما" على حساب مصلحة البلاد. وأكد بيان للإليزيه أن "الأزمة الليبيّة تتعقّد بسبب التدخّلات الخارجيّة الروسيّة والتركيّة"، محذّراً من "خطر تفلّت الأزمة من أيدي الجميع".

وأشار البيان إلى أن الرئيس الفرنسي يُبدي قلقه إزاء "تعزيز الوجود التركي وفق شروط تبدو خطرة". وتخشى باريس "السيناريو الأسوأ" المتمثّل بتوصّل روسيا الداعمة لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، وتركيا الداعمة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في طرابلس، إلى "اتّفاق حول سيناريو سياسي يخدم مصالحهما".

وأضاف بيان الإليزيه: "نحن أمام خطر كبير يتمثّل بأمر واقع عند حدود أوروبا، يُعرّض أمننا للخطر". وأوضحت الرئاسة أن "هذا ما يُفسّر التعبئة التي نقوم بها"، في إشارة إلى جهود تبذلها باريس لإحياء المبادرة الديبلوماسيّة بغية التوصّل إلى حلّ للنزاع الدموي الذي تشهده ليبيا.

وشدّد البيان أيضاً على أن ما تُريده فرنسا "ليس غلبة فريق على آخر بل بدء المفاوضات انطلاقاً من الواقع القائم اليوم على الأرض"، بما في ذلك تقاسم الموارد النفطيّة. وبحث ماكرون مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون خلال اتّصال هاتفي الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل الأفريقي.

توازياً، شدّد وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف لمسؤولين كبار في حكومة الوفاق الليبيّة على ضرورة عدم التأخر في وقف القتال واستئناف الحوار السياسي في البلاد، محذّراً من أن المعتقلين الروس في ليبيا يُشكّلون عقبة أمام التعاون بين موسكو وطرابلس. ويقصد لافروف بالسجناء، روسيَيْن احتُجزا في العاصمة طرابلس قبل أكثر من عام تقريباً، بتهمة التعاون مع سيف الإسلام القذافي، فيما تقول روسيا إنّهما باحثان اجتماعيّان فقط.

كذلك، أعلنت وزارة الخارجيّة المصريّة أن وزير الخارجيّة سامح شكري ناقش مع لافروف العلاقات الثنائيّة ومستجدّات الأوضاع بشكل عام، بما فيها ليبيا. وأكد شكري في هذا الصدد "ضرورة دعم الجهود الأمميّة للتوصّل إلى حلّ سياسي شامل، بما يُحقّق استعادة الأمن والقضاء على كافة مظاهر الإرهاب" في ليبيا.

تزامناً، شدّد وزير الخارجيّة التركي مولود تشاووش أوغلو على أن قوّات حفتر لن تستطيع حسم المعركة ضدّ ميليشيات حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة. وكشف أن السراج سيزور أنقرة اليوم، حيث سيستقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما كان حفتر قد وصل بالأمس إلى القاهرة للقاء عدد من المسؤولين المصريين للتنسيق والتشاور حول تطوّرات الأوضاع الراهنة في ليبيا.

ميدانيّاً، أعلنت ميليشيات "الوفاق الوطني" مساء أمس، استعادة سيطرتها على مطار طرابلس الدولي الواقع في جنوب العاصمة الليبيّة، بعد معارك عنيفة مع الجيش الوطني الليبي، في وقت استؤنفت فيه المحادثات العسكريّة بهدف التوصّل إلى وقف لإطلاق النار بين طرفَيْ النزاع، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة التي أشادت بـ"خطوة أولى إيجابيّة". وعقدت مبعوثة الأمم المتحدة بالوكالة، الأميركيّة ستيفاني وليامز، اجتماعاً عبر الفيديو مع الأعضاء الخمسة من وفد الجيش الوطني الليبي، بينما من المرتقب أن يُعقد اجتماع مع وفد حكومة الوفاق الوطني في الأيّام المقبلة.