كورونا يكشف الفوارق في التعليم بالمغرب العربي

02 : 00

يتخوف عدد كبير من التلامذة في دول المغرب العربي من عدم تمكنهم من اجتياز امتحانات البكالوريا هذه السنة، بعد أن عزّز إقفال المدارس بسبب وباء كوفيد - 19 عدم المساواة في مجال التعليم، لعدم توفر إمكانية الوصول الى الإنترنت للجميع.

ويقول محمد، الطالب في المرحلة الثانوية في ورقلة في جنوب الجزائر، "البكالوريا جواز سفر لحياة أفضل، لكن لا أعرف ما إذا كنت سأتمكن من تحصيلها". وأضاف الطالب الذي لا يملك خدمة الإنترنت في منزله، "أعتمد على الكتب المدرسية لكنها ليست كافية"، معرباً عن قلقه إزاء تقديم امتحان البكالوريا بعد ستة أشهر من التوقف عن الذهاب الى المدرسة.

وأجبر انتشار فيروس كورونا المستجد في الجزائر والمغرب وتونس، المدارس على إغلاق أبوابها منذ منتصف آذار. وضاع الفصل الثالث، بينما تختلف مواعيد شهادة البكالوريا الضرورية لدخول الجامعة، بين الدول الثلاث.

في تونس، خففت الحكومة إجراءات الحجر الصحي، وعاد أكثر من مئة ألف مرشح لشهادة البكالوريا إلى مقاعد الثانويات الأسبوع الماضي، على أن تجري الامتحانات في تموز. وتقول سارة تويتي قبل دخول ثانوية الآباء البيض الخاصة في تونس "عندما تدخل مدرستك وترى كيف يتم الاعتناء بك من خلال إعطائك قناعاً وقياس درجة حرارتك، تشعر بالأمان". كما تم تخفيض سعة الفصول الدراسية بمقدار النصف لضمان الإبقاء على مسافة لا تقلّ عن متر واحد بين التلاميذ، وفرض وضع القناع الإلزامي لكل طالب وأستاذ وموظف.





واعتبر البعض أن الحجر الصحي كان فرصة لـ "مراجعة جيدة للدروس"، لكن للأسف، لم يكن الوصول الى الإنترنت ومتابعة هذه الدروس مع الأساتذة عبر الإنترنت متوافراً للجميع. وكشف إغلاق المدارس انعدام المساواة هذا في الحصول على التعليم الذي يفترض أن يكون متاحاً للجميع.

وتقول الباحثة في الأنتروبولوجيا الاجتماعية عائشة بن عمار إن الأزمة الصحية أظهرت "محدودية النظام التعليمي الجزائري". وبسبب الوباء، اتسعت الفجوة بين الطلاب من القطاعين الخاص والعام، وبين أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى التعليم عبر الإنترنت أو الدروس الخاصة، وأولئك الذين ليست لديهم هذه الفرصة، خصوصاً في المناطق الريفية والفقيرة. وإضافة إلى أن التغطية بشبكة الإنترنت غير منتظمة، وفي بعض الأحيان غير موجودة، فإن العديد من العائلات وحتى الأساتذة، ليست لديهم أجهزة كمبيوتر.

في المغرب حيث ستُجرى امتحانات البكالوريا في تموز وأيلول لحوالى 400 ألف طالب، الوصول إلى "الفصول الافتراضية" عبر تطبيقات "تيمز أو واتساب أو فيسبوك" كما متابعة الدروس المقدمة على التلفزيون، غير مضمون للجميع.

وبرأي رئيس الاتحاد المغربي لجمعيات أولياء التلاميذ نور الدين عكوري، التعليم عن بعد "لم يكن ناجحاً" للأسر والتلاميذ في المناطق الريفية والمناطق النائية بسبب التكلفة العالية ونقص تغطية شبكة الإنترنت". واعترف وزير التربية المغربي سعيد أمزازي بأن الجهود المبذولة لنشر مثل هذا التعليم واجهت "مشكلة حقيقية في تكافؤ الفرص". ويقول "لم نتمكن من تقديم الخدمة لجميع الطلاب".

ومن أجل ضمان تكافؤ الفرص لجميع التلاميذ، ستتمحور مواضيع امتحانات البكالوريا في الدول الثلاث على الدروس التي أعطيت في المدارس قبل إغلاقها.

وتطالب رئيسة الاتحاد الجزائري لأولياء التلاميذ جميلة خيار، بـ "الدعم النفسي" للتلاميذ الذين لم يتمكنوا من المراجعة.

وبالنسبة للباحثة الأنتروبولوجية عائشة بن عمار، لا يوجد حل آخر سوى "العودة إلى المدرسة" للتلاميذ المحرومين "بعد رفع الحجر، لتجنب تركهم الدراسة" نهائياً.

في الجزائر، الدولة الأكثر تضرراً من الوباء بين البلدان الثلاثة، سيقدّم نحو 650 ألف مرشح امتحانات البكالوريا خلال الأسبوع الثالث من أيلول. وتأخرت وزارة التربية الوطنية في إطلاق قناة تلفزيونية تبث عبر الإنترنت لتحضير الامتحانات.

ويساور القلق الباحث الجزائري في علم الاجتماع زبير عروس في شأن المستقبل حتى بعد العام 2020، "مستوى البكالوريا ينخفض من سنة إلى أخرى، وسنتساهل أكثر في منح الشهادة. وسيكون هذا كارثياً للجامعة".


MISS 3