غليان فلسطيني ضدّ خطّة الضمّ الإسرائيليّة

تظاهرات تعمّ الضفة الغربيّة وقطاع غزة

02 : 00

جانب من تظاهرة لحركة "فتح" في الخليل أمس (أ ف ب)

جرح فلسطينيّون خلال مواجهات أخذت طابعاً عنيفاً في بعض المناطق مع القوّات الإسرائيليّة، حيث جرت تظاهرات ومسيرات في عدد من المدن في الضفة الغربيّة وقطاع غزة بالأمس، ضدّ خطّة الضمّ الإسرائيليّة.

ودعت "القوى الوطنيّة والإسلاميّة" في الضفة الغربيّة إلى هذه التظاهرات في "الذكرى الثالثة والخمسين للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربيّة، بما فيها القدس الشرقيّة، ولقطاع غزة".

وشارك مئات الفلسطينيين في مسيرة في مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربيّة، رافعين الأعلام الفلسطينيّة وسط هتافات: "لا للضمّ" و"يسقط الاحتلال". وفي طولكرم في شمال الضفة الغربيّة، نُظِّمَت تظاهرة رُفِعَ خلالها العلم الفلسطيني عند حاجز جبارة العسكري الذي يفصل المدينة عن إسرائيل. وقد ردّد الفلسطينيّون هتافات ضدّ الاستيطان وضمّ غور الأردن.

ومنع الجيش الإسرائيلي المتظاهرين من الاقتراب من الحاجز وألقى باتجاههم قنابل الغاز المسيّل للدموع وأخرى صوتيّة، في وقت أكد أمين سر حركة "فتح" في طولكرم إياد جرادة لوكالة "فرانس برس" أن "هذه المسيرة تُظهر رفضنا لأي مشروع استيطان أو ضمّ"، مضيفاً: "هذه أرضنا وسنُدافع عنها بكلّ القوّة والطاقة التي نملكها".

وفي طوباس (شمال الضفة الغربيّة)، شارك فلسطينيّون في تظاهرة تخلّلتها صدامات ألقت خلالها قوّات الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيّل للدموع وأطلقت عيارات مطاطيّة، ما أدّى إلى إصابة أحد المتظاهرين الفلسطينيين برصاص مطاطي في الرأس، حسبما ذكرت منظّمة الهلال الأحمر الفلسطيني التي أوضحت أنّه تمّ نقله إلى المستشفى.

كما أُصيب فلسطيني في الصدر بقنبلة غاز مباشرة في قرية قوصين، غرب مدينة نابلس، من قبل الجيش الإسرائيلي، فيما أُصيب عشرات بحالات اختناق من الغاز المسيّل للدموع، وذلك أثناء قيامهم بزراعة الأشجار في أراضيهم المهدّدة بالمصادرة، بحسب شهود عيان ومصادر طبّية.

كذلك، نظّمت حركة "فتح" مسيرة في قرية فصايل في غور الأردن تنديداً بالخطّة الأميركيّة لتسوية النزاع وتأكيداً على "الهويّة الفلسطينيّة" للأرض. وأُصيب عشرات المواطنين بالاختناق بغازات مسيّلة للدموع أطلقها الجيش الإسرائيلي لتفريق المسيرة السلميّة الأسبوعيّة في قرية نعلين غرب مدينة رام الله.

توازياً، اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذيّة لمنظّمة التحرير الفلسطينيّة صائب عريقات في بيان أن "استمرار الاحتلال وترسيخه يوماً بعد آخر هو مسؤوليّة قانونيّة وسياسيّة وأخلاقيّة تقع على عاتق المجتمع الدولي الذي يُواجه خياراً واحداً: إمّا تمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير المصير وإمّا إبقاء المنطقة أسيرة لدوامة الفوضى والعنف".

وأضاف عريقات: "سيبقى شعبنا صامداً في أرضه متمسّكاً بحقوقه المشروعة التي كفلتها له الشرائع الدوليّة وفي مقدّمها حقه في تقرير المصير على أرضه، واستقلال دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وحلّ قضيّة اللاجئين وفقاً للقرار 194، والإفراج عن جميع الأسرى".

أمّا في قطاع غزة، فقد نظّمت حركة "حماس" تظاهرة أمام مسجد في بيت حانون (شمال) بعد ظهر الجمعة في "الذكرى الثالثة والخمسين لاحتلال الضفة والقدس وغزة"، شارك فيها عشرات من عناصر الحركة. ورفع المتظاهرون لافتات كُتِبَ على واحدة منها: "حتماً سوف نعود"، وعلى أخرى: "لن تسقط حقوقنا في العودة بالتقادم". وردّدوا هتافات منها: "العودة حق كالشمس"، و"على القدس رايحين... شهداء بالملايين!".

وتعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضمّ المستوطنات وأجزاء من الضفة الغربيّة، بينها غور الأردن، وسيُقدّم اعتباراً من الأوّل من تموز استراتيجيّته لتنفيذ ذلك. وخلال العقد الأخير، ازداد عدد سكّان المستوطنات المقامة في الضفة الغربيّة بنسبة خمسين في المئة، وبات يعيش فيها حوالى 450 ألف شخص، إلى جانب 2.7 مليون فلسطيني.


MISS 3