فادي سمعان

جورج عسّاف لـ"نداء الوطن": لا قيامة للرياضة في لبنان إلا بالإحتراف

6 حزيران 2020

02 : 00

باتت الرياضة الحديثة في العالم تتطلبُ الإختصاص في أيّ حقل كان، إدارياً وطبّياً وتدريبياً، فهذا القطاع الحيويّ أصبح في هذه الأيام صناعة مفيدة ورابحة تعتمدها الشعوب الحضارية المتقدّمة. "نداء الوطن" إلتقت مدير الدبلوم الاوروبي للياقة البدنية جورج عسّاف الذي أعطى لمحة عامة عن الرياضة اللبنانية، مشدداً على ضرورة تطبيق الإحتراف لكي يعيش الرياضيّ بكرامته أسوة بباقي العالم.




بداية تحدث عساف عن "المدرسة الأكاديمية الرياضية" (البكالوريا الفنية في التربية البدنية والرياضية) ومركزها في المعهد الأنطوني - بعبدا، والتي وضع أسسها شخصياً في العام 2015 مع الدكتورة زينا مينا، واعتمدتها وزارة التربية رسمياً في برامجها، وقد إستقطبت العديد من الطلاب والطالبات بدءاً من صفوف القسم المتوسط وممّن يحملون شهادة البريفيه، حيث يحصلون على حصص تدريسية تطبيقية ونظرية بما يعادل 17 حصّة تطبيقية و15 نظرية، يحصل في نهايتها الطلاب على شهادة البكالوريا الفنية في التربية البدنية، وهذه الشهادة تمنحهم الدخول الى الجامعة لمتابعة تحصيلهم العلميّ في التربية البدنية والعلاج الفيزيائيّ وإختصاصات أخرى.

وكشف عساف انه حتى الآن تخرّج من المدرسة 260 طالباً في خلال خمس سنوات، واليوم هناك 380 آخرون يتابعون الدراسة وموزّعون بين الانطونية بعبدا والمركز الجديد في نادي "E Club- الزوق"، مشيراً الى أنّ الدفعة الأخيرة التي تخرّجت استطاع طالبان إثنان من بينها ان يتابعا تحصيلهما العلميّ في جامعتين فرنسيتَين: الأولى في نيس والثانية في "باري ديسكارتس" للتربية البدنية والإدارة الرياضيّة. وحول الاتفاقيات المعقودة بين الأكاديمية والخارج، قال عسّاف: "نملك إتفاقيات تعاون عدّة على الصعيد الدولي أهمّها مع جامعة زغرب للتربية البدنية والاتحاد الفرنسي لكرة السلة.

الوضع يراوح مكانه

وعن نظرته الى الرياضة في لبنان، خصوصاً بعد "كورونا"، لفت عساف الى أنّ الوضع الرياضي ما زال يراوح مكانه ولم يتغيّر لا قبل الفيروس ولا خلاله، معتبراً انّ لبنان لا يملك استراتيجية إحترافية تجعل اللاعب يعتاش من رياضته التي هي مهنته في الأساس، كما يحصل في أوروبا والعالم، لذا يبقى وضع اللاعبين على حاله، مضيفاً أنّ هناك عدداً محدوداً من اللاعبين فقط في لبنان يعيشون الاحتراف، فيما الباقي يفتش عن مدخول آخر في وظائف حياتية مختلفة لكي يعيش موفور الكرامة.

تشريع الاحتراف

وشدّد عساف على أنه يجب الإرتكاز على أسسٍ إحترافية متينة والبناء عليها، وهذا الأمر يتطلب تضافر الجهود من قبل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية اللبنانية والاتحادات الرياضية كافة. وتابع: "حالياً هناك صعوبات جمّة في الوصول الى مستوى فنّي رفيع إذا لم نصل الى الاحتراف الحقيقي الذي يتطلب بدوره تأمين الميزانية لدعم اللاعبين الموهوبين في سنّ مبكرة وصقل مواهبهم ومهاراتهم الفنية ورعايتهم لفترة طويلة، كما يجب أن تؤمّن لهم إحتياجاتهم الأساسية وإيجاد الملاعب المناسبة لهم".

وكشف انه تمّ في الجامعة الأنطونية الاهتمام بموهبتين في رياضة ألعاب القوى هما نور الدين حديد من الجيش اللبناني وعزيزة سبيتي بالتعاون مع نادي "برفورمينس فيرست كلوب"، حيث أمّنت لهما الجامعة كل متطلباتهما وإحتياجاتهما، من ملاعب وإدارة ومدرّبين وجهاز بدنيّ وطبّي وصحّي، وخلال سنتين بدأت النتائج الإيجابية تظهر جلياً، حيث احتلّ حديد المركز الرابع آسيوياً في سباق الـ 200 متر بين عشرات المتسابقين البارزين.وعن تجاربه مع الأندية، ذكرَ عسّاف أنه عمل في عدّة فرق محلية وخارجية، كالجلاء السوري والنادي الرياضي بيروت ومنتخب لبنان لكرة السلة تحت الـ 19 سنة الذي تأهل الى نهائيات كأس العالم للعبة التي أقيمت في صربيا، إضافة الى أندية الأنصار والنجمة و"أول ستارز" في كرة الصالات، ونادي السدّ في كرة اليد.


MISS 3