بين الأمس واليوم

جوزف نعوم...27 سنة من التحكيم النظيف

02 : 00

حملَ الحكم الدولي السابق لكرة القدم جوزف نعوم صفارته في بداية الثمانينات في أقسى الظروف التي مرّ بها لبنان، حيث كان يقود اللقاءات الرسمية والودّية في المنطقة الشرقية آنذاك في ظلّ أجواء التشنج والتعصّب التي كانت تسيطر على الجماهير في المباريات الحسّاسة، ووسط غياب أيّة حماية أمنية شرعية، وعلى رغم ذلك إستطاع أن يصل بهذه المباريات الى برّ الامان، خصوصاً المواجهات القويّة مثل الحكمة مع الراسينغ، وهومنمن مع هومنتمن، أضافة الى النهائيّ التاريخيّ لكأس لبنان بين فريقي السلام زغرتا وهومنتمن.

في العام 1983 حصل نعوم على الشارة الدولية الموقعة رسمياً من الاتحاد الدولي للعبة، ليكون أول حكم خلال هذه الفترة على اللائحة الدولية، وعُيّن بعدها من قبل اتحاد المنطقة "الشرقية" محاضراً ومسؤولاً عن الإعداد البدنيّ والنفسيّ.

تعرض خلال مسيرته الى ضغوطات وتهديدات، الى إغراءت ماديّة عدّة من أجل استمالته، الا أنّ هذا لم يُثنه عن إكمال رسالته الرياضية بضمير حيّ، ونظراً لكفاءته كان يستعينُ به إتحاد "الغربية" لقيادة المباريات المهمّة كدورتَي 16 آذار والأضحى، حيث كان يخاطر بحياته لإجتياز المعابر بين المنطقتَين بلباسه الرياضي من دون أن يعترضَ سبيله أحد.

مع توحيد إتحاد كرة القدم برئاسة نبيل الراعي في أوائل التسعينات، ظلّ نعوم الرقم الصعب في قيادة المباريات الرسمية والخارجية حتى اعتزاله العام 1997، وكانت آخر المباريات التي قادها خلال البطولة العربية التي استضافها لبنان. وفي العام ذاته عُين نعّوم في جميع اللجان الإدارية للحكام، بالاضافة الى تولّيه مسؤولية تقييم المستوى البدنيّ والفنيّ للحكّام اثناء المباريات، مع تقديم تقرير مفصّل عنهم.

خضعَ في العام 2000 لدورات مراقبي حكام في البلدان العربية والآسيوية ونال شهادات عدّة بإمتياز أهّلته لاختياره أكثر من مرّة لمراقبة الحكام خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2010.