دعا إلى فرض عقوبات دوليّة مشدّدة على طهران

نتنياهو يتعهّد بكبح "العدوان الإقليمي" لإيران

02 : 00

نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الإسرائيلي في القدس أمس (أ ف ب)

في ظلّ توتّر جيوسياسي متصاعد بين تل أبيب وطهران، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو بالأمس إلى فرض "عقوبات دوليّة مشدّدة" على إيران، متعهّداً بكبح "العدوان الإقليمي" لطهران.

وقال نتنياهو في ختام الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء: "قالت الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة إنّ إيران رفضت السماح لمفتّشي الوكالة بالوصول إلى موقعَيْن نوويَّيْن سرّيَيْن قامت إيران بنشاط عسكري فيهما". ووفق نتنياهو، فإنّ "إيران تنتهك بشكل منهجي التزاماتها، بإخفاء المواقع وتخصيب المواد الانشطاريّة وغيرها من الطرق".

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنّه "من الضروري الآن وفي ظلّ هذه الاكتشافات، أن ينضمّ المجتمع الدولي إلى الولايات المتحدة ويُعيد فرض عقوبات مشدّدة على إيران". وشدّد على موقف إسرائيل القديم "بالعمل ضدّ العدوان الإيراني" و"عدم السماح لإيران بالحصول على أسلحة نوويّة".

كما أكد نتنياهو أن إسرائيل "ستُواصل العمل بشكل منهجي ضدّ محاولات إيران إقامة وجود عسكري على حدودنا". وتأتي تصريحاته بعد ساعات من هجوم بثماني غارات شنّتها "طائرات مجهولة" على مواقع ميليشيات موالية لإيران في دير الزور شرقي سوريا، أسفرت عن مقتل 12 مقاتلاً عراقيّاً وأفغانيّاً، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان". وكانت الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت الجمعة، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب يتجاوز بنحو ثماني مرّات الحدّ المسموح به في الاتفاق النووي المبرم في العام 2015.

على صعيد آخر، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي قتل عنصر من الشرطة لشاب فلسطيني مصاب بـ"اضطرابات طيف التوحّد" بأنّه "غير مبرّر ومأسوي"، مقدّماً تعازيه للعائلة الثكلى. وكان عنصر في الشرطة الإسرائيليّة قد أطلق في 30 أيّار النار على إياد الحلاق (32 عاماً) المصاب بـ"طيف التوحّد" أثناء توجّهه سيراً على الأقدام إلى مدرسته لذوي الاحتياجات الخاصة داخل البلدة القديمة في القدس الشرقيّة، والتي قضى فيها 6 سنوات.

وقال نتنياهو في مستهلّ الجلسة الأسبوعيّة لمجلس الوزراء: "ما حدث مع إياد الحلاق مأساة، هذا رجل محدود لديه توحّد، اشتبه (الشرطي) في أنّه إرهابي لوجوده في موقع حسّاس للغاية، ونحن نعلم أن ذلك كان خطأ"، مضيفاً: "نُقدّم تعازينا للعائلة، ويُشاركنا في ذلك الجمهور الإسرائيلي بأكمله وكذلك الحكومة بأكملها". كما أشار نتنياهو إلى أنّه ينتظر نتائج التحقيق في الحادث.

وشارك الآلاف في تشييع الحلاق، وقدّم النوّاب العرب في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) العزاء لعائلة الشاب، كما توجّه إلى خيمة العزاء في حي وادي الجوز في القدس الشرقيّة كبير الحاخامات في القدس. ومن بين المعزّين أيضاً، كان النائب اليميني السابق في البرلمان يهودا غليك، الذي ينشط في سبيل زيادة التواجد اليهودي في الحرم القدسي، حيث المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة. لكن العائلة لم تستقبل غليك في منزلها.

وتُسيطر القوّات الإسرائيليّة على مداخل المسجد الأقصى، الذي تتولّى إدارته دائرة الأوقاف الإسلاميّة التابعة للأردن. ويُسمح للمسلمين بدخوله في أي وقت في حين لا يُسمح لليهود بذلك إلّا في أوقات محدّدة ومن دون الصلاة فيه. وذكر غليك، الذي نجا من محاولة اغتيال في العام 2014، أنّه تعرّض الخميس لهجوم أثناء خروجه من خيمة العزاء، مشيراً إلى إصابته بجروح طفيفة. ووصف نتنياهو بالأمس الهجوم على غليك بأنّه "وحشي ومقتل الحلاق لا يُبرّره"، مؤكداً أن "العدالة ستتحقّق في هذا الموضوع أيضاً"، فيما ألقت الشرطة الإسرائيليّة القبض على شخص على صلة بالهجوم على النائب السابق، وأطلقت سراحه بشرط الإقامة الجبريّة إلى حين انتهاء التحقيق.