بيونغ يانغ تنتقد واشنطن بقوّة

02 : 00

انتقدت كوريا الشماليّة الرئيس الأميركي دونالد في الذكرى الثانية للقمّة التاريخيّة التي عُقِدَت في سنغافورة بين الرئيس الجمهوري والزعيم كيم جونغ أون. واتهم وزير الخارجيّة الكوري الشمالي ري سون غوون، واشنطن، أمس، بـ"النفاق" والسعي إلى تغيير النظام، معتبراً أنّ آمال العام 2018 "تلاشت" ليحلّ محلّها "كابوس مظلم".

ورأى ري في بيان أنّه "لا نفاق أكثر من إطلاق وعد فارغ"، مضيفاً أن "الأمل بتحسين العلاقات (بين البلدَيْن) التي كانت مرتفعة جدّاً ومحطّ أنظار العالم بأسره قبل عامَيْن، تحوّل الآن إلى إحباط يتّسم بتدهور متسارع".

واعتبر الوزير الكوري الشمالي أنّه على الرغم من أنّ شعبَيْ البلدَيْن يرغبان بالسلام إلّا أنّ واشنطن "عازمة على تأزيم الوضع". وتابع: "نتيجة لذلك، أضحت شبه الجزيرة الكوريّة حاليّاً أخطر نقطة ساخنة في العالم" و"يُطاردها باستمرار شبح الحرب النوويّة".

وكتب أنّ رغبة الكوريّين الشماليّين في إنهاء فترة العلاقات "العدائيّة" بين بيونغ يانغ وواشنطن وفي "فتح حقبة جديدة من التعاون والسلام والازدهار"، أصبحت "أعمق من أيّ وقت مضى". غير أنّه اعتبر أنّه "حتّى الشعاع الضعيف من التفاؤل بالسلام والازدهار في شبه الجزيرة الكوريّة" قد تلاشى، تاركاً مكانه "كابوساً مظلماً". وأشار ري إلى أنّه لم يعُد هناك أمل بتحسين العلاقات "عبر مجرّد الحفاظ على علاقات جيّدة بين زعيمنا الأعلى والرئيس الأميركي". ولم ينتقد ترامب بالاسم، لكنّه لفت إلى تعليقات أدلى بها سيّد البيت الأبيض، قائلاً: "لن نُقدّم له بعد الآن أبداً أي حزمة جديدة يُمكن استخدامها من دون تلقّي أي مقابل".

كذلك، اتّهم وزير الخارجيّة الكوري الشمالي، الولايات المتحدة، باستخدام ادعائها بالرغبة في تحسين العلاقات، من أجل إخفاء رغبتها في "تغيير النظام". كما اتّهم ترامب تحديداً بعدم تقديم أيّ عرض جوهريّ على بيونغ يانغ. وكانت كوريا الشماليّة قد حذّرت الخميس الولايات المتحدة من التدخّل في الشؤون الكوريّة إذا كانت تُريد ضمان تنظيم انتخابات رئاسيّة سلسة، بعدما عبّرت واشنطن عن استيائها من قطع بيونغ يانغ الاتصالات مع سيول.

وكان ترامب وكيم عقدا قمّة تاريخيّة في سنغافورة، كانت أوّل لقاء بين زعيم كوري شمالي ورئيس أميركي يتولّى مهامه، وبعد ذلك أعلن ترامب أنّه "لم يعُد هناك تهديد نووي من كوريا الشماليّة". لكن لقاءً ثانياً في هانوي السنة الماضية لمتابعة ما أعلن في سنغافورة في شأن "العمل في اتجاه إخلاء كامل لشبه الجزيرة الكوريّة من الأسلحة النوويّة"، انهار بسبب الخلاف حول التنازلات التي يُمكن أن تُقدّمها كوريا الشماليّة مقابل تخفيف العقوبات.

ويؤكد ديبلوماسيّون أميركيّون أن كيم وعد بالتخلّي عن ترسانته من الأسلحة، وهو ما لم تقُم بيونغ يانغ بأي خطوة في اتجاهه.