Wellness

النوم والنشاطات الخفيفة أفضل من قلّة الحركة!

02 : 00

يبدو أنك تستطيع تحسين مزاجك بفضل النوم أو المهام المنزلية بدل الجلوس في مكانك لساعات! تكثر الأدلة التي تثبت أن قلة الحركة تنعكس سلباً على الصحة، وجاء فيروس كورونا اليوم ليُصعّب متابعة النشاطات أو ممارسة الرياضة. يتعلق جزء كبير من هذه الظروف بعمل عدد كبير من الناس في المنزل. لكن يكون الجمود في بعض الحالات اختيارياً، على غرار الساعات التي نمضيها طوعاً أمام التلفزيون.

تكشف دراسة جديدة عوامل فاعلة ومفاجئة لتمضية أوقات الفراغ في زمن الوباء، حتى أنها تعطيك مجموعة من المنافع الصحية غير المتوقعة. نُشر هذا البحث حديثاً في "المجلة الأميركية للطب الوقائي".

وفق استنتاجات هذه الدراسة، يبدو أن الانتقال من الكنبة إلى السرير للنوم يبقى أفضل من الجلوس أمام الشاشة لساعات. ينطبق المبدأ نفسه على الأعمال المنزلية الخفيفة. ظهرت هذه النتائج في الوقت المناسب لكل من يشعر بالانزعاج بسبب تدابير الحجر المنزلي بعد انتشار وباء "كوفيد - 19". يقول المشرف الرئيس على الدراسة، جاكوب ماير، من جامعة ولاية "أوهايو" في "كولومبوس": "رغم كل ما يحصل اليوم، نستطيع التحكم بمستوى حركتنا وقد نستفيد في الوقت نفسه من الناحية النفسية".

انهض عن الكنبة!

كشفت الأبحاث السابقة أن الراشدين اليوم يمضون 75% من ساعات اليقظة من دون حركة، بما في ذلك 90% من أوقات فراغهم. حتى أن مستوى حركة الراشدين الناشطين تراجعت بنسبة 32% في زمن الإقفال التام وفق بيانات أولية صدرت في أيار الماضي.

في فترة الحجر المنزلي، وبعد يوم طويل من العمل، قد نبحث عن خطوات ممتعة داخل المنزل ونعتبر النشاطات الترفيهية على الإنترنت خياراً منطقياً للترفيه عن الذات. لكن تذكر الدراسة الجديدة خيارات أفضل لإدراجها في جداول الناس خلال فترة الحجر. يوضح ماير: "من الأسهل أن يغيّر الناس سلوكهم إذا شعروا بأن هذا الهدف قابل للتنفيذ ولا يفرض عليهم تعديلات كبرى". تستنتج الدراسة في البداية أن الناس يستفيدون من إطفاء التلفزيون والذهاب للنوم بكل بساطة طوال الليل.

ربط الباحثون أيضاً بين إطالة مدة النوم وتراجع الضغط النفسي وتحسّن المزاج، وحتى انخفاض مؤشر كتلة الجسم. كما أنهم رصدوا تراجعاً دائماً في مؤشر كتلة الجسم ولاحظوا تحسّناً في المزاج عبر ممارسة نشاطات خفيفة في المنزل.

تؤكد الدراسات السابقة على أهمية النشاطات المعتدلة أو المكثفة، لكن يرصد ماير وزملاؤه منافع حقيقية لنشاطات خفيفة، مثل التجول أثناء التكلم على الهاتف أو الوقوف عند تحضير العشاء: قد لا يعتبر الناس هذه النشاطات تمارين جسدية، لكنها كذلك! يبدو أن هذه النشاطات العابرة تفيدك أكثر من قلة الحركة. يقول ماير: "يكون النشاط البسيط أخف من التمارين في النادي الرياضي أو الذهاب إلى العمل سيراً على الأقدام. لكنّ اتخاذ هذه الخطوات لكسر فترات الجلوس الطويلة قد يعطي أثراً بارزاً".

حلل البحث الأخير بيانات "دراسة توازن الطاقة" بين العامين 2010 و2015 في جامعة جنوب كارولينا، واستعان بـ423 مشاركاً تراوحت أعمارهم بين 21 و35 سنة وكان مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 20 و35. تلقى كل فرد منهم 500 دولار للمشاركة في الدراسة.

لتعقب مستوى نشاطات المشاركين بدقة، أعطاهم الباحثون شريط الذراع SenseWear الذي يقيس مستوى النشاطات لتجنب الأخطاء الناجمة عن المعلومات التي يقدمها النــــاس عن أنفسهم.

خضع كل مشارك للمراقبة طول 10 أيام متلاحقة على مدار الساعة، باستثناء فترة النشاطات المائية مثل الاستحمام أو السباحة. في الوقت نفسه، سجّل المشاركون الفترات التي ينزعون فيها شريط الذراع وطبيعة نشاطاتهم في تلك الفترة. كشف فحص بعد سنة على بدء الدراسة منافع دائمة نتيجة استبدال قلة الحركة بتمارين خفيفة.

جرى تقييم مزاج المشاركين عبر "مقياس الضغط النفسي المنظور" المؤلف من 10 نقاط. أُخِذت أيضاً قياسات الطول والوزن ثلاث مرات لكل فرد لتحديد مؤشر كتلة الجسم لديه.

ربطت الدراسة بين قلة الحركة المطوّلة وتدهور الصحة والمزاج من جهة، وبين النشاطات الجسدية المعتدلة أو المكثفة وأكبر المنافع على الصحة والمزاج من جهة أخرى. لكن اتّضحت أيضاً أهمية التمارين الخفيفة والنوم، وقد تفاجأ الباحثون تحديداً بالأثر الإيجابي للنشاطات الخفيفة وبمفعولها المستمر.

حتى النوم إذاً قد يكون أفضل من الجلوس لوقتٍ طويل. إذا كنت تخطط للجلوس بدل القيام بأي نشاط، من الأفضل أن تفكر بالنوم خلال هذه الفترة لحصد بعض المنافع الصحية!