باريس تُندّد بالتدخّل التركي "غير المقبول" في ليبيا

تأجيل زيارة لافروف وشويغو إلى اسطنبول

02 : 00

مخاوف دوليّة من أن تنزلق ليبيا إلى "السيناريو السوري" (أ ف ب)

في إعلان مفاجئ، كشفت أنقرة وموسكو عن تأجيل زيارة وزيرَيْ الخارجيّة والدفاع الروسيَيْن إلى تركيا، التي كانت متوقّعة أمس لتباحث الوضع في ليبيا وسوريا، حيث يدعم البلدان أطرافاً متنازعة.

وكان من المنتظر وصول وزيرَيْ الخارجيّة والدفاع الروسيَيْن سيرغي لافروف وسيرغي شويغو إلى اسطنبول، بناءً على اتفاق بين الرئيسَيْن رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، وفق ما أفادت خارجيّة البلدَيْن السبت.

لكن الخارجيّة التركيّة أعلنت في بيان الأحد تأجيل الزيارة، من دون كشف الأسباب. وخلال مكالمة هاتفيّة، اتفق وزير الخارجيّة التركي مولود تشاويش أوغلو ونظيره الروسي سيرغي لافروف على متابعة الاتصالات بين ديبلوماسيي البلدَيْن وعقد "اجتماعات على مستوى الوزراء في موعد لاحق"، وفق البيان ذاته.

بدورها، أكدت وزارة الخارجيّة الروسيّة في بيان أن "موعد اجتماع وزراء خارجيّة ودفاع البلدَيْن سيُحدّد في وقت لاحق". وشدّد البيان الروسي على أن وزراء البلدَيْن "يعملون بنشاط على دعم تسوية في ليبيا". كما يُنتظر وصول وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف إلى اسطنبول لعقد مباحثات مع المسؤولين الأتراك اليوم، بحسب ما أفاد مصدر ديبلوماسي تركي.

توازياً، صعّدت باريس موقفها تجاه التدخّلات التركيّة في ليبيا، واصفةً إيّاها بـ"غير المقبولة"، ومؤكدة أنّ "فرنسا لا يُمكنها السماح بذلك"، وفق ما صدر عن الاليزيه. واعتبرت فرنسا، التي تُكثّف منذ أشهر انتقاداتها للطموحات الإقليميّة التركيّة، أنّ أنقرة تُمارس "سياسة أكثر عدوانيّة وتصلّباً مع نشر سبع سفن قبالة ليبيا وانتهاك الحظر المفروض على التسليح". وأضافت الرئاسة الفرنسيّة أنّ "الأتراك يتصرّفون بطريقة غير مقبولة عبر استغلال "حلف شمال الأطلسي"، ولا يُمكن لفرنسا السماح بذلك".

وأوضحت أنّ الرئيس ايمانويل ماكرون تباحث في هذا الشأن خلال الأسبوع الحالي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب "وستجري مباحثات خصوصاً خلال الأسابيع المقبلة مع شركاء "حلف شمال الأطلسي" المنخرطين ميدانيّاً". وكان الاتحاد الأوروبي قد طلب الجمعة مساعدة الحلف في فرض احترام حظر التسليح على ليبيا، وذلك بعد منع القوّات التركيّة لسفنه من تفتيش سفينة مشبوهة.

وفي ظلّ الأطماع التي تُثيرها عمليّات التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسّط، تُقدّم تركيا الدعم إلى حكومة الوفاق الوطني الليبيّة برئاسة فايز السراج، التي تُقاتل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

في الغضون، حضّ البابا فرنسيس الذي يُتابع "بقلق شديد وألم الوضع المأسوي في ليبيا"، المسؤولين السياسيين والعسكريين، على "إنهاء العنف". وقال البابا من نافذة مقرّ الكرسي الرسولي المطلّ على ساحة القديس بطرس: "أحثّ المنظّمات الدوليّة وأصحاب المسؤوليّات السياسيّة والعسكريّة على استئناف البحث عن مسار يؤدّي إلى إنهاء العنف ويُحقّق السلام والاستقرار والوحدة في ليبيا باقتناع وحسم".

كما أعرب عن قلقه البالغ على جميع المهاجرين واللاجئين والنازحين في البلاد، لأنّ "الوضع الصحي أدّى إلى تفاقم ظروف معيشتهم غير المستقرّة أصلاً، ما يجعلهم أكثر عرضة لأشكال الاستغلال والعنف"، معتبراً أن "هناك قسوة!"، ودعا المجتمع الدولي إلى "أخذ وضعهم في الاعتبار".

وطلب البابا الأرجنتيني تزويد هؤلاء بـ"الوسائل اللازمة للحصول على الحماية التي يحتاجون إليها وعلى ظروف معيشيّة كريمة ومستقبل مليء بالأمل". ميدانيّاً، دفع الجيش الوطني الليبي بتعزيزات عسكريّة إضافيّة إلى مدينة سرت، استعداداً لهجوم محتمل من قبل ميليشيات "الوفاق". وذكر المركز الإعلامي لغرفة عمليّات "الكرامة" التابعة للجيش الوطني عبر "تويتر" أن قوّات "الكتيبة 302 صاعقة" توجّهت إلى غرب المدينة، مرفقةً التغريدة بهاشتاغ "سرت خطّ الموت". ونشر المركز الإعلامي صوراً أظهرت تحرّك رتل كبير يضمّ عشرات الآليّات العسكريّة تحمل عتاداً وأفراداً نحو سرت.


MISS 3