واشنطن تقطع "الجسر المالي" بين كاراكاس وطهران!

02 : 00

في خطوة صنّفها مراقبون بـ"الضربة الماليّة" القاسية لطهران وحلفائها، كما للنظام الاشتراكي في كاراكاس، شبيهة إلى حدّ ما بـ"الضربة الأمنيّة والعسكريّة" القاصمة التي تجسّدت مطلع العام باغتيال واشنطن لقائد "فيلق القدس" السابق الجنرال قاسم سليماني بضربة جوّية في بغداد، اعتقلت سلطات جمهوريّة الرأس الأخضر، بناءً على مذكرة توقيف أميركيّة، رجل الأعمال الكولومبي اللبناني الأصل أليكس صعب، الذي يُعتبر "الجسر المالي" بين كاراكاس وطهران، والمتّهم بـ"إجراء تعاملات فاسدة وغير قانونيّة" مع حكومة الرئيس الفنزويلي المشكّك في شرعيّته والمطلوب للعدالة الأميركيّة نيكولاس مادورو.

وبينما أكدت محامية صعب، ماريا دومينيغيز، توقيفه بموجب "نشرة حمراء" صادرة من "الإنتربول"، بحيث إنّه متّهم في ميامي بتهمة غسل أموال، في الأرخبيل الواقع في المحيط الأطلسي، أفادت مصادر مطّلعة بأنّ صعب اعتُقل عندما كانت طائرته، المسجّلة في سان مارينو، متوقّفة للتزوّد بالوقود على متن رحلة بين كاراكاس وإيران.

ورُصِدَ صعب على رادار السلطات الأميركيّة قبل بضع سنوات، بعد توقيع عدد كبير من العقود المشبوهة مع نظام مادورو. كما وجّه المدّعون الفدراليّون الأميركيّون في ميامي، اتهامات لصعب ولشريك تجاري له العام الماضي، بغسل الأموال المرتبطة بمخطّط رشوة مزعوم لتطوير إسكان للحكومة الفنزويليّة والذي لم يتمّ بناؤه مطلقاً.

كذلك، تُتابع تحقيقات فدراليّة أميركيّة أنشطة معيّنة يقوم بها صعب، ترتبط بعمليّات تمويل لـ"حزب الله"، الذي تُصنّفه واشنطن "منظّمة إرهابيّة"، بحيث تُشير معطيات ذات صلة إلى أن صعب هو رجل "حزب الله" في أميركا اللاتينيّة، حيث "يُشرف على عمليّات غير مشروعة هدفها توفير الأموال لتمويل أنشطة الحزب"، وفق مصادر مطّلعة.

وفي هذا الصدد، تتّهم الولايات المتحدة صعب وشريكه التجاري ألفارو بوليدو بغسل أموال ونقل 350 مليون دولار خارج فنزويلا، إمّا إلى الولايات المتحدة وإمّا عبر الولايات المتحدة إلى حسابات أجنبيّة. وفي حال إدانته، يُواجه صعب عقوبة بالسجن 20 عاماً، في حين لا تملك الرأس الأخضر اتفاقيّة لتبادل المطلوبين مع الولايات المتحدة التي تستطيع طلب استلامه كونه مواطناً أميركيّاً.

وبحسب وزارة الخزانة الأميركيّة، التي فرضت سابقاً عقوبات عليه، فإنّ صعب حاول منذ 2016 جني أرباح من استيراد مواد غذائيّة إلى فنزويلا، التي تُعاني شحّاً في المواد الأساسيّة، في مخطّط يشمل أيضاً أبناء زوجة مادورو و13 شركة في بلدان مختلفة.

وكشف مسؤول أميركي كبير لوكالة "فرانس برس" أنّه في مواجهة نقص العملات الأجنبيّة أوائل العام 2018، منح مادورو صعب احتكاراً لبيع الذهب المستخرج بشكل غير شرعي من مناطق في جنوب فنزويلا. علماً أن إيران أرسلت إلى فنزويلا العديد من ناقلات النفط التي يتمّ شراؤها بالذهب عبر شركات وهميّة يُسيطر عليها صعب.

ووفق الصحافة الإيطاليّة، فإنّ صعب وزوجته الإيطاليّة كاميلا فابري يخضعان للتحقيق في إيطاليا أيضاً بتهمة غسل أموال. ورحّبت المعارضة الفنزويليّة برئاسة خوان غوايدو باعتقال صعب، فيما اعتبر خوليو بورخيس، نائب غوايدو، أن "اعتقاله يُمثّل ضربة قويّة لهيكليّة النظام ويظهر أن الفنزويليين ليسوا وحدهم"، مؤكداً أنّه "مع مادورو لا يوجد مستقبل ولا حتّى لداعميه"، بينما ندّد وزير الخارجيّة الفنزويلي خورخي أريزا بما وصفه بـ "الاعتقال التعسّفي وغير القانوني" لصعب.


MISS 3