محمد دهشة

طوابير أمام مؤسسات الصيرفة واستنفار صحّي بعد إصابة أول فلسطيني بـ "كورونا"

19 حزيران 2020

02 : 00

طوابير الناس أمام مؤسستي"حلاوي والقطب"

مُجدّداً، عاد فيروس "كورونا" ليؤرق أبناء صيدا ومعهم المخيمات الفلسطينية، مع تسجيل اول إصابة في المدينة لفلسطيني مُقيم فيها، ما فرض استنفاراً صحّياً لمتابعة حالته، على وقع استفحال الأزمة المعيشية والإقتصادية، في ظلّ التلاعب بسعر صرف الدولار الأميركي، حيث لم تُجد محاولات الحكومة السيطرة عليه نفعاً، مع ضخّ "الدولار المدعوم".

وأبلغت مصادر صحّية "نداء الوطن" أن الفلسطيني المُصاب يُدعى محمد. ش، وهو في العقد السادس من العمر، ويعمل خارج صيدا الإدارية، وتحديداً في برجا في إقليم الخروب، حيث يُرجّح انتقال العدوى اليه، بعدما تفشى الفيروس في أحد أحيائها، ويُقيم في شقّة في منطقة "ساحة القدس"، وتقطن معه ابنته وولداها، حيث أُجريت لهم فحوصات بانتظار النتائج اليوم، وسط تدقيق كبير بمن خالطوا على مدى الأسبوعين الماضيين لمتابعة حالتهم الصحّية، وضرورة الإلتزام بالحجر المنزلي في حال كانت النتائج إيجابية، خصوصاً وأنّ لديهم أقارب في مخيم عين الحلوة.

وأوضح عضو مجلس بلدية صيدا مصطفى حجازي لـ"نداء الوطن"، أن حالة المُصاب لم تستدع نقله الى المستشفى لأنه يُعاني من عوارض خفيفة، وأن البلدية تواصلت معه من أجل الالتزام بالحجر المنزلي، داعياً ابناء المدينة الى الإلتزام بالإجراءات الوقائية الإحترازية، وخصوصاً لجهة ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.

توازياً، أكّد مدير دائرة الصحة في "الأونروا" في لبنان الدكتور عبد الحكيم شناعة، أن الإصابة المُعلن عنها هي لشخص فلسطيني الجنسية، داعياً اهالي المخيمات الى التنبّه وأخذ الحيطة والحذر والإستمرار بالتزام الإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها وزارة الصحة اللبنانية ودائرة الصحّة في "الأونروا"، بينما تابع قسم الصحة في وكالة "الأونروا" في منطقة صيدا حالته الصحية وهو يخضع للحجر المنزلي مع أفراد عائلته، وتواصل رئيس القسم الدكتور وائل ميعاري معه وأعدّ خريطة سير بكلّ تنقّلاته مع أفراد عائلته، ليُبنى على الشيء مقتضاه في حال كانت النتائج إيجابية.

يُذكر أن المدينة سجّلت حالتي إصابة بالفيروس مع بدء الأزمة، الأولى لصيداوي يُقيم في طرابلس وقد وفد من تركيا والتزم الحجر في منزله في شارع الأوقاف الإسلامية في صيدا، وتماثل للشفاء التام من دون أن تستدعي حالته الصحّية نقله الى المستشفى، والإصابة الثانية لصيداوي يُقيم في منطقة الشرحبيل - بقسطا، وقد التزم الحجر المنزلي من دون نقله الى المستشفى، بينما جرى تسجيل إصابتين لفلسطينيَين من منطقة بيروت الأسبوع الفائت، وهم يتلقّون العلاج في مستشفى رفيق الحريري الجامعي وقد تمّ تسجيل حالتين جديدتين، وهما من نفس عائلة المُصابَيْن السابقيْن وقد تم حجرهما منزلياً، علماً بأن عدد المُصابين الفلسطينيين في لبنان بلغ حتى اليوم 14مُصاباً.

مشهد الحرب

واستعاد الصيداويون، وهم يرون طوابير الناس المُمتدّة لمئات الأمتار أمام مؤسستي"حلاوي والقطب" للصيرفة من فئة "أ"، ذكرى الحرب الأهلية التي إندلعت في العام 1975، حين كان اللبنانيون يقفون في طوابير طويلة، للحصول على إحتياجاتهم المعيشية، ويخشون فقدانها على حين غرّة.

اليوم، يتكرّر مشهد الإنتظار أمام مؤسسات الصيرفة للحصول على 200 دولار أميركي مدعوم من مصرف لبنان، مع فارق كبير، هو عدم إندلاع حرب أهلية تُستخدم فيها المدافع والرصاص، وانما اقتصادية ومعيشية خانقة، أفقدت اللبنانيين قُدرتهم على تأمين قوت يومهم، مع إنعدام القيمة الشرائية لليرة اللبنانية، وفتحت الباب على مصراعيه أمام مخاوف على المستقبل من فقدان كل المواد الغذائية الأساسية، حيث تلوح الأزمات المتتالية نحوها، ليعودوا الى ذات السيرة: الإنتظار في طوابير من أجل البقاء.

وكشف مشهد الإنتظار في اليوم الرابع، عن مدى الفوضى، حيث تهافت المواطنون على شراء "الدولار المدعوم"، وِفق السعر الذي حدّدته نقابتهم حصراً، وبهامش مُتحرّك بين الشراء بسعر 3860 كحدّ أدنى، والبيع بسعر 3910 كحدّ أقصى، ومن دون اتّخاذ الإجراءات الوقائية المطلوبة لمنع تفشي "كورونا" أو الإلتزام بالتباعد الإجتماعي، فيما أقفل عدد من محال الصيرفة الأبواب في شارع رياض الصلح الرئيسي في المدينة، وامتنع آخرون عن بيع الدولار بحجّة عدم تواجده، في وقت لامس سعر بيع الدولار في السوق السوداء 5200 ليرة لبنانية.


MISS 3