عمان وأبوظبي والمنامة تؤكد رفضها "خطّة الضمّ"

وزير الخارجيّة الأردني يُحذّر من "خطر غير مسبوق"

02 : 00

عباس خلال لقائه مع الصفدي في مدينة رام الله أمس (أ ف ب)

بينما تلعب المملكة الأردنيّة الهاشميّة دوراً محوريّاً في المساعي الهادفة إلى حضّ الدول المؤثّرة على الضغط على إسرائيل لثنيها عن "خطّة الضمّ" المرتقبة التي تتسبّب بتوتّرات متصاعدة في المنطقة، التقى وزير الخارجيّة الأردني أيمن الصفدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله أمس، حيث حذّر الصفدي من أن "موضوع الضمّ هو خطر غير مسبوق على العمليّة السلميّة".

وأشار مكتب الرئيس الفلسطيني لوكالة "فرانس برس" إلى وصول الصفدي بطائرة مروحيّة في رحلة نادرة إلى مقرّ القيادة الفلسطينيّة في رام الله. وقال وزير الخارجيّة الفلسطيني رياض المالكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الصفدي: "اللقاء مع الوزير الصفدي كان مركّزاً حول كيفيّة منع التوجّه الإسرائيلي لضمّ أجزاء واسعة من الأرض الفلسطينيّة المحتلّة، وتنسيق الخطوات المشتركة الفلسطينيّة - الأردنيّة للوصول إلى ما نعمل عليه، وهو منع الضمّ"، مشيراً إلى جهود أردنيّة "مضنية وكبيرة وشجاعة على مستوى العالم أجمع لمنع الضمّ الإسرائيلي".

من جانبه، قال الصفدي: "تشرّفت بنقل رسالة من الملك عبدالله بن الحسين الثاني إلى أخيه الرئيس محمود عباس، في إطار عمليّة التنسيق والتشاور المستمرَّيْن بين المملكة والأشقاء في دولة فلسطين"، مؤكداً موقف بلاده التاريخي والثابت القائم على "تلبية حقوق أشقائنا في الحرّية وإقامة الدولة الفلسطينيّة الكاملة وعاصمتها القدس المحتلّة على حدود الرابع من حزيران 1967". كما اعتبر الصفدي أن "منع الضمّ هو حماية للسلام وكلّ جهودنا منصبّة على منع الضمّ وإيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام على أساس حلّ الدولتَيْن، الذي أجمع العالم أنّه السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل"، محذّراً من أن "الضمّ يعني أن إسرائيل اختارت الصراع بدلاً من السلام، وتتحمّل هي تبعات مثل هذا القرار".

بدوره، شدّد أمين سرّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة صائب عريقات على أن "الأردن وفلسطين في خندق واحد في مواجهة الضمّ والأبرتهايد"، مؤكداً عبر "تويتر" أن الموقف الأردني والفلسطيني "مشترك ويستند إلى القانون الدولي والشرعيّة الدوليّة ومبادرة السلام العربيّة وإنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقيّة على حدود 1967".

وتُعتبر زيارة الصفدي إلى رام الله الأولى لمسؤول رفيع المستوى منذ بداية تفشّي فيروس "كورونا المستجدّ"، في حين كان قد زار إسرائيل الأسبوع الماضي وزير الخارجيّة الألماني هايكو ماس من دون زيارة الأراضي الفلسطينيّة. لكنّه عقد في عمان التي زارها عقب مغادرته إسرائيل، مؤتمراً عبر الفيديو مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية. ووصل إسرائيل أيضاً هذا الأسبوع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في زيارة استمرّت يومَيْن. وكان الصفدي قد اعتبر الأربعاء أن المنطقة تقف على "مفترق طرق حاسم"، فإمّا "سلام عادل" عن طريق حلّ الدولتَيْن وإمّا "صراع طويل أليم" نتيجة ضمّ إسرائيل أراضي واسعة من الضفة الغربيّة.

توازياً، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، رفضهما لأي إجراء إسرائيلي لضمّ أراض في الضفة الغربيّة، وفق ما أفاد الديوان الملكي الأردني في بيان. وحذّرا من أن ذلك "سيُقوّض فرص تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط". وشدّد الملك الأردني على "ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حلّ الدولتَيْن، الذي يضمن إقامة دولة فلسطينيّة مستقلّة ذات سيادة وقابلة للحياة، على خطوط 4 حزيران من العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقيّة"، في وقت قال ولي عهد أبوظبي في تغريدة له عبر "تويتر": "أكدت لأخي الملك عبد الله الثاني خلال إتصال هاتفي تضامن دولة الإمارات الكامل مع الشقيق الأردن، ورفضنا القاطع لخطوة الإحتلال الإسرائيلي لضمّ أراض فلسطينيّة بصورة غير قانونيّة"، مضيفاً: "نتحرّك سياسيّاً ضمن الإجماع العربي ضدّ هذه الخطوة غير المشروعة".

كذلك، تلقّى العاهل الأردني اتصالاً هاتفيّاً من نظيره البحريني الملك حمد آل خليفة بحثا خلاله "مستجدّات الأوضاع في المنطقة وعلى رأسها القضيّة الفلسطينيّة". وأكد الجانبان "رفضهما القاطع لأي إجراء إسرائيلي أحادي لضمّ أراض في الضفة الغربيّة، والذي من شأنه تقويض فرص تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط". كما شدّد العاهل البحريني على أن "مملكة البحرين تقف ضمن الإجماع العربي ضدّ هذه الخطوة غير المشروعة".

من جانب آخر، أكد العاهل الأردني خلال اجتماعات منفصلة عبر تقنيّة الاتصال المرئي، مع رئيسة مجلس النوّاب الأميركي نانسي بيلوسي، وأعضاء لجنة العلاقات الخارجيّة في مجلس الشيوخ، ولجنتَيْ الشؤون الخارجيّة والخدمات العسكريّة في مجلس النوّاب الأربعاء، أن أي ضمّ من قبل إسرائيل هو "أمر مرفوض"، معتبراً أنّه يُقوّض فرص السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وكان الملك عبد الله الثاني قد أكد خلال مقابلة مع مجلّة "دير شبيغل" الألمانيّة الشهر الماضي، أن الضمّ سيؤدّي إلى "صدام كبير" مع الأردن. وكان المتحدّث الرسمي باسم وزارة الخارجيّة الأردنيّة ضيف الله الفايز قد أعلن أن الوزارة أرسلت مذكّرة احتجاج إلى إسرائيل لقيامها بأعمال في الحائط الغربي للمسجد الأقصى في القدس الشرقيّة.