أنقرة انتقدت "المهمّة الأوروبّية" لمراقبة حظر الأسلحة على ليبيا

غارات جوّية تركيّة تقتل 5 مدنيّين في العراق

02 : 00

"سلام كورونا" بين تشاوش أوغلو ودي مايو في أنقرة أمس (أ ف ب)

قُتِلَ 5 مدنيين جرّاء غارات للطيران التركي في ثالث أيّام عمليّة عسكريّة جوّية وبرّية تشنّها أنقرة في شمال العراق ضدّ مقاتلي حزب "العمّال الكردستاني"، بحسب ما أفاد مسؤولون محلّيون لوكالة "فرانس برس" أمس.

وقُتِلَ ثلاثة مدنيين في ناحية شيلادزي في محافظة دهوك في غارات للطيران التركي "استهدفت سيّاراتهم". وقبل ذلك، أشار المسؤول في ناحية برادوست في محافظة أربيل حسان شلبي إلى أن "راعي أغنام قُتِلَ في قصف للطيران التركي على المنطقة الخميس، وهو يُعتبر أوّل ضحيّة مدني للهجوم التركي".

من جهة ثانية، أعلن مدير ناحية كاني ماسي في دهوك أيضاً سربست صبري العثور على جثة شخص مفقود منذ يومَيْن، وقُتِلَ بالقصف التركي. ورغم ذلك، لم تُعلن أنقرة أو حزب "العمّال الكردستاني" سقوط أي قتلى لدى الطرفَيْن. وأفاد ناشطون عن نزوح عدد كبير من العائلات هرباً من القصف في محافظة دهوك، مع تأكيد "العمّال الكردستاني" أن مقاتليه ردّوا على ضربات القوّات التركيّة.

وتتواجد مقار "العمّال الكردستاني" في مناطق عدّة على الشريط الحدودي العراقي - التركي، بدءاً من بلدة زاخو مروراً بمنطقة الزاب في قضاء العماديّة في شمال دهوك، وصولاً إلى شمال أربيل في مناطق برادوست وخواكورك وسفح جبل قنديل الواقع بين محافظتَيْ أربيل والسليمانيّة. ويخوض حزب "العمّال" تمرّداً ضدّ الدولة التركيّة منذ العام 1984 مستخدماً الجبال الوعرة في شمال العراق المجاور كقاعدة خلفيّة.

وشنّت أنقرة صباح الأربعاء عمليّة عبر الحدود، ونشرت قوّات خاصة في المناطق الجبليّة في شمال العراق، في إطار عمليّة ضدّ مقاتلي "العمّال" الذي تُصنّفه أنقرة "إرهابيّاً"، بينما طلبت بغداد الخميس من أنقرة سحب قوّاتها من الأراضي العراقيّة و"الكفّ عن الأفعال الاستفزازيّة"، بعد استدعائها السفير التركي فاتح يلدز للمرّة الثانية خلال أسبوع. وتحتفظ تركيا بأكثر من 10 مواقع عسكريّة منذ العام 1995 داخل الأراضي العراقيّة في محافظة دهوك.

على صعيد آخر، انتقد وزير الخارجيّة التركي مهمّة "إيريني" البحريّة الأوروبّية الرامية إلى مراقبة تنفيذ حظر الأسلحة على ليبيا، عقب فتح "حلف شمال الأطلسي" تحقيقاً حول حادث شمل سفناً تركيّة دانته فرنسا. وقال الوزير التركي مولود تشاوش أوغلو خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو في أنقرة، إنّ "المهمّة الأوروبّية منحازة ولم تأخذ في الاعتبار مطالب ومخاوف حكومة الوفاق الوطني"، الليبيّة المدعومة من بلده.

واعتبر أوغلو أن المهمّة تسعى إلى منع وصول شحنات الأسلحة إلى حكومة "الوفاق" عن طريق البحر، فيما تسكت عن الأسلحة الموجّهة جوّاً وبرّاً إلى قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر من جانب حلفائه. وتساءل الوزير التركي: "هل تقول أي شيء حول موضوع الطائرات (الروسيّة) التي تصل إلى ليبيا قادمة من سوريا؟". وأضاف أن "مهمّة "إيريني" ليست محايدة ولا تُساهم في تسوية المشكلة الليبيّة أو احترام الحظر".

من جهته، قال وزير الخارجيّة الإيطالي: "نعتقد أن هذه المهمّة يُمكن أن تُساهم، رغم أنّها لا تُمثّل علاجاً شاملاً، في إبطاء دخول الأسلحة واحترام الحظر الصادر عن الأمم المتحدة".

في سياق متّصل، تلقّت الأمانة العامة لجامعة الدول العربيّة طلباً من مصر لعقد اجتماع افتراضي طارئ على مستوى وزراء الخارجيّة من أجل بحث تطوّرات الأوضاع في ليبيا. وأوضح الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي في بيان أن "الأمانة العامة تلقّت طلباً من وفد مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربيّة على مستوى وزراء الخارجيّة، لبحث تطوّرات الأوضاع في ليبيا، وذلك عبر تقنيّة الفيديو كونفرنس".

وأشار البيان أيضاً إلى أنّه من المتوقّع أن يُعقد الاجتماع خلال الأسبوع المقبل "بعد أن حصل الطلب المصري على التأييد المنصوص عليه في النظام الداخلي من جانب دول عدّة".


MISS 3