جاد حداد

Netflix Corner

Quicksand... دراما سويدية عن جريمة قتل غامضة

20 حزيران 2020

02 : 00

يُعرَض مسلسل Quicksand (الرمال المتحركة) على شبكة "نتفلكس" باللغة السويدية لكنّ الترجمة متاحة. تبدأ الأحداث مع خمس طلقات نارية وصفّ غارق في الدم وشابة مصدومة اسمها "ماجا" (هانا أردين)، تجلس في مكانها وهي عاجزة عن الكلام وغير مصابة وسط الفوضى المحيطة بها.

تلقي الشرطة القبض على "ماجا" بتهمة القتل فوراً. على مر الحلقات المشوّقة الست، سنتعمق في تفاصيل حياتها التي تسبق مشهد القتل. تُساق "ماجا" إلى السجن ولا يُسمَح لها بالتكلم مع أحد، باستثناء محاميها (ديفيد دينجيك) والحراس.

تحاول "ماجا" في زنزانتها ربط خيوط القصة لأنها لا تتذكر جزءاً من التفاصيل. سنشاهد عدداً من لقطات الماضي لكنها لن تكون متسلسلة ولا مكتملة. ولن نجد الأجوبة على أكبر الأسئلة العالقة إلا في الثواني الأخيرة من المسلسل.

تحمل هانا أردين المسلسل على عاتقها وتبرع في هذا الدور. هي تظهر في جميع المشاهد، بدءاً من حياة "ماجا" العائلية السعيدة مع والدتها (آنا بورك) ووالدها (كريستوفر وولتر) وشقيقتها الصغرى "لينا" (أيريس هيرنغرين).

تتّسم العلاقة والكيمياء بين الشقيقتين (هيرنغرين وأردين) بالصدق والحب الواضح. حين نشاهد جمال العلاقة بين "ماجا" و"لينا"، قد يتذكر البعض دوراً سابقاً لعبته هانا أردين. هي قدّمت شخصية بارزة في مسلسل 30 Degrees in February (30 درجة في شباط)، حيث جمعتها أيضاً علاقة ودودة وجميلة مع شقيقة أصغر منها.





في Quicksand، تبدأ "ماجا" بمواعدة فتى مضطرب من المدرسة الثانوية اسمه "سيباستيان" (فيليكس ساندمان). هو يبدو ثرياً وساحراً في البداية، فيقوم بمبادرات مبهرة ويستعرض غناه. لكن حين تتعرف "ماجا" عليه عن قرب، تكتشف علاقته التعيسة مع والده "كلايس" (روبين سالماندر). والدته غائبة (ربما مفقودة)، لكنّ أحداً لا يبحث عنها. هو يأخذ كميات مفرطة من الأدوية لدرجة ألا يكون في وعيه في معظم الأوقات. سرعان ما يزداد سلوكه اضطراباً.

تحاول "ماجا" الانفصال عنه، وتراقب صديقتها المقربة "أماندا" (إيلا رابيش) ما يحصل معها وتدعمها في كل ما تفعله. تُخبر "ماجا" "سيباستيان" بأن علاقتهما انتهت وتحاول إقامة علاقة جديدة مع "سمير" (ويليام سبيتز). تحمل شخصية "سمير" في هذه القصة هدفاً مزدوجاً، فهو مهاجر إيراني في السويد ويتعامل معه "سيباستيان" بوحشية لمجرّد أنه مهاجر. من الواضح أن هذه المعاملة المشينة تعكس مشكلة مستمرة في المجتمع السويدي.

عندما تستعد "ماجا" لترك "سيباستيان"، يحاول هذا الأخير الانتحار. فتضيع "ماجا" في المرحلة اللاحقة وتغرق في دوامة هذه العلاقة السامة. هي تظن أنها مضطرة لإنقاذ "سيباستيان" لأن الجميع تخلوا عنه، بما في ذلك والده.

مع تقدّم الحلقات، يزداد الغموض في القصة. لن نسمع ما تقوله "ماجا" للمحققين ولن نعرف تفاصيل قضيتها أو مسار الدفاع عنها. بل نشاهد بكل بساطة أجزاء متقطعة من القصة، ما يزيد منسوب التشويق بدرجة معينة، لكنّ هذا الأسلوب قد يزعج بعض المشاهدين. تنكشف جميع الحقائق في لقطات الماضي وتظهر أهم التفاصيل خلال المحاكمة.

تبدأ محاكمة "ماجا" في الحلقة الخامسة ولن تتّضح القصة بالكامل إلا في هذه المرحلة. يصدر الحكم عليها في الحلقة السادسة وتَقِلّ التطورات بعد هذا الحدث لكنها أساسية لمعرفة كامل الحقيقة.

في النهاية، يتّسم Quicksand بغموضه المشوّق ويقدم جميع الممثلين فيه أداءً ممتازاً يعطي القصة مصداقية إضافية. كانت الخيارات السردية التي تسمح بإخفاء الحقائق عن المشاهدين مختلفة عن المقاربات المألوفة في هذا النوع من المسلسلات الغامضة، لكنها حققت هدفها في هذا العمل.