ليبيا... غطاء عربي لمصر واجتماع طارئ اليوم

02 : 00

جانب من أرتالدبّابات الجيش المصريعند الحدود الغربيّة مع ليبيا(وسائل تواصل)

بينما لوّحت القاهرة بـ"تدخّل عسكري مباشر" في ليبيا لحماية وتأمين حدودها الغربيّة بعمقها الاستراتيجي إذا ما واصلت الميليشيات الإسلاميّة الموالية لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من أنقرة التقدّم نحو مدينة سرت، وذلك تحت "غطاء شرعي" من الأزهر وبمساندة سياسيّة وديبلوماسيّة عربيّة ودوليّة ملحوظة، أعلنت جامعة الدول العربيّة في بيان أمس أنّه تقرّر عقد اجتماع طارئ عبر الإنترنت على مستوى وزراء الخارجيّة اليوم، لبحث تطوّرات الأوضاع في ليبيا. وأوضح بيان الجامعة أن الاجتماع سيُعقد "برئاسة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجيّة في سلطنة عُمان بناءً على طلب من جمهوريّة مصر العربيّة، لبحث تطوّرات الوضع في ليبيا عبر تقنيّة الفيديو كونفرنس"، فيما كانت الأمانة العامة قد تلقّت الجمعة طلباً من مصر لعقد هذا الاجتماع، الذي أعلنت "الوفاق" أنّها لن تُشارك فيه.

وبعدما حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت من أن سرت، المدينة الاستراتيجيّة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، والجفرة، "خط أحمر"، معيداً "خلط الأوراق" العسكريّة على الساحة الليبيّة، قائلاً أثناء تفقّده المنطقة العسكريّة الغربيّة في مصر إنّ "أيّ تدخّل مباشر من الدولة المصريّة باتت تتوفّر له الشرعيّة الدوليّة، سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة لجهة حق الدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعيّة الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي، أي مجلس النوّاب"، علّق رئيس مجلس النوّاب الليبي عقيلة صالح أمس مشدّداً على أنّ كلمة السيسي "جاءت استجابة لندائنا أمام البرلمان المصري بضرورة التدخّل ومساندة قوّاتنا المسلّحة في الحرب على الإرهاب والتصدّي للغزو الأجنبي".

وأضاف صالح: "تُدرك مصر حقيقة وأسباب الأزمة وتأثيرها الخطر على أمنها القومي وأمن مواطنيها الذين ذبحوا بدم بارد ونكّلت بهم الجماعات الإرهابيّة والميليشيات". كما دعمت كلّ من السعوديّة والإمارات والبحرين والأردن واليونان وغيرها، الموقف المصري الذي حظي بغطاء أعلى مرجعيّة إسلاميّة في البلاد، بحيث أعلن الأزهر بدوره دعمه موقف القيادة المصريّة في "كافة الإجراءات التي تتّخذها للحفاظ على أمن مصر القومي وحماية حدودها"، مؤيّداً حرص مصر الدائم على الحلّ السلمي للأزمة الليبيّة.

من جهتها، أكدت "الوفاق" رفضها تصريحات السيسي، معتبرةً إيّاها "إعلان حرب"، فيما أعربت الرئاسة التركيّة عن تفهّمها لمخاوف مصر في شأن أمن حدودها مع ليبيا، لكنّها اعتبرت أن القاهرة تنتهج "سياسة خاطئة" بدعمها قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، في حين أكد وزيرا الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف والمصري سامح شكري خلال اتصال هاتفي، استحالة الحسم العسكري في ليبيا، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وبدء الحوار بين الأطراف الليبيّة.

وكانت الخارجيّة الأميركيّة قد ذكرت مساء السبت أن موقف السيسي يؤكد أهمّية أن تعمل ليبيا وجيرانها وكلّ الجهات الخارجيّة الفاعلة معاً لتعزيز وقف إطلاق النار عند خطّ المواجهة الحالي في سرت والجفرة، لتجنّب التصعيد إلى صراع أكبر.