محمد دهشة

وقفة للعاملين في مستشفى صيدا الحكومي: "الجيش الأبيض" من دون مستحقّات

23 حزيران 2020

02 : 00

اعتصام العاملين في مستشفى صيدا الحكومي

"في زمن كورونا الجيش الأبيض من دون مستحقّات مالية"، صرخة تُجسّد المُعاناة المزمنة التي تترنّح تحت وطأتها المستشفيات الحكومية في لبنان، ومن بينها مستشفى صيدا الحكومي والعاملون فيها، الذين أطلقوا صرخة مُدوية، للمطالبة بدفع المستحقّات المالية المتأخّرة، وإقرار حقّهم في سلسلة الرتب والرواتب وإعادتهم الى كنف الإدارة العامة، وصرف مساهمات مالية لدعم المستشفيات الحكومية، في ظلّ تدهور العملة الوطنية.

صدى صرخة "الجيش الأبيض" تلقى تعاطفاً شعبياً كبيراً من اللبنانيين، صدّقوا الدولة بكل أركانها التي وقفت وصفّقت لهم بعدما أثبتوا وما زالوا انهم رأس حربة في مواجهة "كورونا"، وأن "الجيش الأبيض" سيتمّ إنصافه كما القوى العسكرية في هذا الوطن، وفجأة استيقظوا من حلمهم الجميل على واقع مرير، تمثّل باستمرار الإهمال والتقصير وغياب الدعم ودفع المستحقّات.

ويؤكّد رئيس لجنة متابعة موظفي مستشفى صيدا الحكومي خليل كاعين لـ"نداء الوطن"، أنّ "الحلّ يكمُن في إعادتنا الى كنف الإدارة العامة، عبر تبنّي اقتراح القانون المُقدّم من الدكتور بلال عبد الله بإعادة ضم موظّفي المستشفيات الحكومية الى ملاك الدولة، فهذا القانون خشبة خلاص لموظفي المستشفيات الحكومية وإنهاء معاناتهم"، مُطالباً وزير المال غازي وزني بالإفراج عن المستحقات الشهرية فوراً ومن دون "تقسيط"، مُشدّداً على ضرورة إنصاف الكادر البشري في المستشفيات الحكومية والذين يعملون في أصعب الظروف وفي زمن "كورونا"، ومُلوّحاً بخطوات تصعيدية في حال لم تلق مطالبهم آذاناً صاغية.

أمام مدخل الطوارئ، نظّم العاملون وقفة احتجاجية تلبية لدعوة الهيئة التأسيسية لنقابة عاملي المستشفيات الحكومية، تزامناً مع الوقفة امام مداخل كافة المستشفيات الحكومية، رفعوا اللافتات وأطلقوا الصرخات، للمطالبة بمستحقّاتهم المالية المتأخّرة وحقّهم في سلسلة الرتب والرواتب وصرف مساهمات مالية لدعم المستشفيات الحكومية في ظلّ تدهور العملة الوطنية.

وتساءل المعتصمون: "ماذا فعلتم لموظّفي المستشفيات الحكومية في هذه الظروف الصحّية والمالية والإقتصادية السيئة؟ أين الرواتب الشهرية بالرغم من أنها لم تعد تُذكر من حيث القيمة الشرائية؟ أين سلسلة الرتب والرواتب؟ أين المستحقاّت المدرسية اين المفعول الرجعي.. واللائحة تطول".

وفي خطوة إحترازية، طلبت مؤسسة "أوجيرو" في صيدا، من أحد موظّفيها التزام الحجر المنزلي، على خلفية مُخالطته عرضاً أحد الأشخاص المُصابين من دون علم مسبق، وتابعت مصلحة الصحة في محافظة الجنوب، عبر رئيسة طبابة قضاء صيدا الدكتورة ريما عبود، حالته الصحية، مؤكّدة أنه تم التواصل معه وقد أجرى فحص الـ PCR وهو مُلتزم بالحجر الذاتي لحين صدور نتيجة الفحص المخبري وانقضاء فترة الـ 14 يوماً للتأكّد من عدم إصابته.

وامتداداً الى عين الحلوة، وبناء على توجيهات وزير الصحة الدكتور حمد حسن، أجرى فريق من وزارة الصحة اللبنانية، بالتعاون مع دائرة الصحة في وكالة "الأونروا" ومنظمة "أطباء بلا حدود"، فحوصات PCR عشوائية، داخل مخيم عين الحلوة، وهي المرة الثانية منذ بدء جائحة "كورونا".

وجرت الحملة في مقر "القوة المشتركة" الفلسطينية في الشارع التحتاني، بإشراف رئيس قسم الصحة في "الأونروا" في منطقة صيدا الدكتور وائل الميعاري ومشاركة قائد القوة العقيد عبد الهادي الأسدي، وممثلين عن القوى الفلسطينية واللجان الشعبية.

ودعت لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني، التي يرأسها الوزير السابق حسن منيمنة، الجهات الرسمية اللبنانية والمنظّمات الدولية والمحلية والفاعليات الفلسطينية "إلى القيام بكل ما من شأنه من إجراءات لحماية المخيمات وسكانها، إذ يكفي هذه البيئة الفقيرة، التي ترزح تحت أعباء معيشية وصحّية قاسية ما تُعانيه، ما يجب أن يدفع إلى تكاتف كل الجهود للوصول إلى بيئة سليمة وخالية من مخاطر هذا الوباء القاتل"، مؤكّدة على أهمية تضافر هذه الجهود مع تحرّك المجتمع الدولي والأممي، ولا سيما المنظّمات الصحية المعنية للقيام بدورها المطلوب، وتوفير الإمكانات اللازمة لخوض مواجهة ناجحة مع وباء ما زال يتهدّد البشرية بأسرها. توازياً، دعت "الجبهة الديموقراطية" إلى "إعلان التعبئة العامة صحياً ومجتمعياً، داعية إلى "ضرورة وضع خطة مجتمعية، تشارك فيها المنظمات الأهلية والاجتماعية، الأمر الذي يتطلّب سلسلة من الإجراءات الفورية المتعلّقة بالصحّة البيئية، وتعزيز دور المراكز الصحية وتزويدها بالأدوات والمواد الضرورية لخوض معركة القضاء على "كورونا" في المخيمات".