"رفع الدعم"... عن الأغنياء!

02 : 00

نشوة الفرح التي يحققها المستهلك بشراء ربطة الخبز المدعومة بـ 1500 ليرة، يقابلها إحباط واكتئاب من شراء بقية السلع على سعر صرف وصل أمس إلى 7 آلاف ليرة. وبحسب علم الاقتصاد فإن الاستمرار بدعم بعض السلع من احتياطي يتناقص يومياً سوف يجفف ما بقي من دولار، ويدفع بالليرة إلى مستويات قياسية من الانهيار.

الدعم على ربطة الخبز الذي لم يتوقف يوماً لم يحمها، وإذا كان سعرها قد بقي على حاله فإن وزنها قد تناقص تدريجياً من 1.5 كلغ وصولاً إلى أقل من 900 غرام. بمعنى آخر أنّ الفقير الذي يدافعون عنه أصبح بحاجة يومياً إلى ربطتي خبز بدلاً من واحدة، في حين "حقق كارتيل أصحاب المطاحن، ومن خلفه الأفران ثروات من هذا الدعم"، بحسب جمعية حماية المستهلك، إذ إن كل الدراسات التي أجرتها على الرغيف تحديداً أثبتت أن "الدعم يذهب إلى غير مستحقيه".

فعدا عن فوضى التسعير والشراء لمادة القمح تستخدم الافران المازوت والطحين المدعومين لصناعة ربطة الخبز العربي لإنتاج العديد من الأصناف التي تُباع على سعر صرف السوق، بينما كميات كبيرة من الطحين تذهب إلى سوريا عن طريق التهريب.

رفْض المعنيين رفع الدعم عن القمح والمشتقات النفطية، واستبداله بسياسات تحمي الطبقات الفقيرة والمحتاجة فعلاً هو المطلوب، بحسب الخبراء، بدلاً من أن تذهب منافعه لحسابات الأغنياء على حساب الفقراء.


MISS 3