العراق يحبط مخطّطاً يستهدف المصالح الأميركيّة

الكاظمي يردع "حزب الله"!

02 : 00

يضمّ جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الذي أنشأه الأميركيّون قوّات النخبة الأفضل عتاداً وتدريباً (أرشيف)

حزم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمره وأعطى توجيهاته باعتقال عناصر تابعين لـ"كتائب حزب الله"، التنظيم المسلح الذي يدور في فلك إيران، بحيث نفّذت قوّة النخبة من جهاز مكافحة الإرهاب العراقي عمليّات دهم استهدفتهم ليل الخميس – الجمعة، في ضربة أمنيّة مباغتة وموجعة لنفوذ طهران في بغداد.

وبدأت القوّات العراقيّة أمس التحقيق مع المقاتلين على خلفيّة الهجمات الصاروخيّة ضدّ المصالح الأميركيّة في البلاد، في سابقة قد تُمهّد لمواجهة سياسيّة أو عسكريّة في العراق المنقسم على مستويات عدّة.

وأفاد مصدر حكومي ومسؤولان أمنيّان لوكالة "فرانس برس" بأنّه تمّ اعتقال 14 شخصاً في منطقة الدورة في جنوب بغداد، حيث ضبطت في حوزتهم صواريخ معدّة للإطلاق، بينما أصدر الجيش العراقي بياناً عن الاعتقالات من دون تحديد انتماء الأشخاص المعتقلين، موضحاً أنّه أُعدّت مذكّرة إلقاء قبض أصوليّة بحقهم مِن القضاء العراقي وفق قانون مكافحة الإرهاب.

وأضاف البيان أن جهاز مكافحة الإرهاب ألقى القبض على "14 متّهماً وهم عديد كامل المجموعة مع المبرزات الجرمية"، مشيراً إلى أنّه بعد ذلك أودع المتّهمون "لدى الجهة الأمنيّة المختصّة بحسب العائديّة للتحفّظ عليهم إلى حين إكمال التحقيق والبتّ بموضوعهم من قبل القضاء".

كما لفت بيان الجيش إلى أنّه بعد إتمام العمليّة "تحرّكت جهات مسلّحة بعجلات حكوميّة ومن دون موافقات رسميّة نحو مقرّات حكوميّة من داخل "المنطقة الخضراء" وخارجها، واقتربت مِن أحد مقار جهاز مكافحة الإرهاب". ومن دون ذكر الجهة، ألمح البيان بذلك إلى الفصائل الموالية لإيران، في حين أبلغ مسؤول في الحكومة العراقيّة وكالة "رويترز" أن أحد المحتجزين هو إيراني الجنسيّة.

ومن الواضح أن حكومة الكاظمي التي استلمت السلطة قبل نحو شهرَيْن، تبنّت استراتيجيّة جديدة حازمة، مختلفة جذريّاً عن مقاربات الحكومات السابقة، فيما علّق أحد المتحدّثين باسم "كتائب حزب الله" ويُدعى أبو علي العسكري، قائلاً: "أراد هذا المسخ المسمّى الكاظمي أن يُضيّع قضيّة مشاركته بجريمة قتل الشهيدَيْن ورفاقهما، ويُقدّم عربون عمالة جديداً لأسياده الأميركان".

لكن في دلالة على حنكة الكاظمي وعدم رغبته في تفجير الوضع برمّته، كشف مصدر في مديريّة أمن "الحشد الشعبي" لـ"فرانس برس" أن "المجموعة التي ألقي القبض عليها موجودة لدى "أمن الحشد"، ويتمّ التحقيق معها لعرضها أمام قاضي الحشد"، معترفاً بأنّه "تعرّضنا لضغوط وتهديد من "كتائب حزب الله" لإطلاق سراح أفرادها".

وبهذه الخطوة غير المسبوقة ضدّ فصيل مسلح تحميه طهران، كسب الكاظمي شعبيّة كبيرة في وسط الشارع، خصوصاً بين ثوّار "بلاد الرافدين"، الذين انتفضوا ضدّ المنظومة الفاسدة منذ تشرين الأوّل من العام الماضي. وتأتي الخطوة مع بدء الولايات المتحدة والعراق محادثات ثنائيّة تهدف إلى وضع إطار عمل لوجود القوّات الأميركيّة في البلاد وتعزيز العلاقات الاقتصاديّة والثقافيّة. والكاظمي، بحسب مقرّبين منه، يستعدّ لزيارة واشنطن، وهي رحلة لم يحظ بها سلفه خلال عام ونصف العام في سدة السلطة.


MISS 3