روي أبو زيد

مثقّفو لبنان وفنّانوه: دخلنا نفق المجهول واستقلاليّة القضاء ضرورية

29 حزيران 2020

02 : 00

دخل اللبنانيون نفق الجوع والفقر والعتمة والذل في الخدمات الأساسية ليغدو فيروس "كوفيد - 19" آخر همّ لديهم فيما يموتون كلّ يوم ألف ميتة... وفي ظلّ هذا الوضع المتأزم قرّر القاضي محمد المازح "منع أي وسيلة إعلامية لبنانية أو أجنبية تعمل على الأراضي اللبنانية من إجراء أي مقابلة مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا أو إجراء أي حديث معها لمدة سنة".

"نداء الوطن" تواصلت مع شخصيات ثقافية وفنية  ناشطة للوقوف على رأيها في ما حصل.



إسكندر نجار: قرار المازح "هرطقة قانونية"


أشار المحامي والكاتب اسكندر نجار في حديث لـ"نداء الوطن" الى أنّ قرار القاضي محمد المازح بشأن منع وسائل الإعلام من إجراء لقاءات مع السفيرة الأميركية في لبنان هو "هرطقة قانونية". وأشار الى أنّ "هرطقات القاضي القانونية كثيرة، خصوصاً وأنه كان قد منع أعضاء مجلس إدارة أحد المصارف من السفر بسبب عدم تمكّن أحد المودعين من تحويل أمواله للخارج. وقرار كهذا مخالف للقانون خصوصاً وأنّ هناك شخصية معنوية للمصرف مستقلّة تماماً عن أعضاء مجلس الإدارة، كما يقتضي إثبات مسؤولية مجلس الإدارة وفقاً لأحكام المادتين 166و167 من قانون التجارة قبل المبادرة الى منعهم من السفر".


وأضاف نجار أنّ "هذا القاضي يغرّد خارج السرب، وإنّ قراراته مخالفة لأبسط القواعد القانونية بدليل أنّ القرار بشأن المصرف قد فُسِخ لعدم توقيعه أصولاً من قبل القاضي المازح".وأكد أنّ "قرار المازح بشأن السفيرة الأميركية هو غير قانوني لعدم صفة وعدم مصلحة المستدعية للإدّعاء أي (Qualité à agir et interet à agir)، لذا كان على الاستدعاء أن يُردَّ فوراً".


وانتقد نجار "شمولية القرار التي جعلت منه نظامياً ما يخرج عن صلاحيّة قاضي العجلة"، موضحاً أنّ "قرارات كهذه يجب أن تكون محدّدة الأطر.علماً أنّ المادة 3 من قانون أصول المحاكمات المدنيّة تنصّ على أنه لا يجوز للقاضي أن يضع أحكامه في صيغة الأنظمة".


وإذ شدد نجار على أنّ "القرار يمسّ بحرية الرأي والتعبير المُصانة بموجب الدستور وشرعة حقوق الإنسان"، رأى أنّه "لا صلاحيّة نوعيّة للقاضي إزاء التطرّق لموضوع من صلاحية وزارة الخارجية".


وأكد أن "الخارجية هي من تستدعي السفير وتستوضح منه أو تعاتبه ولا يمكن أن يكون هذا الموضوع من شأن القضاء"، لذا قرار القاضي مازح "تشوبه عيوب جوهريّة".


ولفت نجار الى "حصانة البعثات الديبلوماسية التي لا يسري عليها قرار من هذا النوع". وأضاف أنّه "لا يعلم إن كان القاضي قد أخذ الإذن للتعليق على قراره في وسائل الإعلام"

وختم نجار حديثه بالقول: "ما دخلت السياسة الى القضاء إلّا وأفسدته"، وأضاف أنّ "هذا القرار خطير لأنه لو صحّ لسمح للجميع بالاستعانة بقاضي الأمور المستعجلة لإسكات أيّ شخصية عامة".








أيمن مهنّا: عجْز السلطة دفَعَها لقمع الحرّيات


أكد المدير التنفيذي لمؤسسة سمير قصير أيمن مهنّا أنّ "القرار القضائي تشوبه عيوب أساسية لعدم احترامه معاهدة فيينّا التي ترعى العلاقات الديبلوماسية وتشكّل أساساً للعلاقات الدولية". وأشار إلى أنّ "القرار يُتبع بعقوبات صارمة جداً بحق وسائل الإعلام اللبنانية، ولكنّ هذه الوسائل خاضعة إمّا لقانون المطبوعات أو لقانون الإعلام المرئي والمسموع اللذين يشيران الى الأخطاء المرتكبة وتبعاتها القانونية".


وإذ لفت الى أنّ "هذين القانونين لا يجرّمان الوسائل الإعلامية إن نقلت تصريحات سفير ما"، شدّد على أنّ "محكمة المطبوعات هي من تصدر قرارات متعلّقة بالإعلام اللبناني وليس القاضي المنفرد بالمحكمة الجزائية". وتساءل مهنا: "كيف يمكن تجريم وسائل إعلام نقلت تصريحاً للسفيرة موجودٌ أصلاً على موقع السفارة الإلكتروني، إلا إذا أصدر القاضي قراراً بحجب المواقع الالكترونية كافة"!


وأوضح أن "ردّ وسائل الإعلام اللبنانية يؤكد أنّ هذا القرار وُلِد ميتاً".


وتابع: "إنّ عجز السلطة الفادح عن معالجة القضايا المعيشية والاقتصادية في البلد دفعها إلى اللجوء الى قمع الحريات، خصوصاً تجاه أشخاص يُعبّرون عن موقف مناهض من موقع مستقلّ، بينما هذه السلطة عينها لا تقمع من يعبّرون عن مواقفهم من موقع حزبي تقليدي".


ورأى مهنا أنّ "السلطة تقوم بإلهاء الناس بموضوعات جانبيّة (كالشتم والفدرالية...) لنقل الحديث من التركيز على فشلها في إدارة الأزمات والتلهّي بنقاشات جانبية أخرى". وختم بالقول: "إنّ هذا القرار هو دليل قاطع على أننا بحاجة أكثر من أيّ وقت مضى إلى استقلالية فعّالة للقضاء".








راغب علامة: لوقف هذه المهزلة



أعرب الفنان راغب علامة عن إستيائه الكبير من رؤية المواطنين الواقفين على أبواب الأفران مشيراً إلى أنه "يشعر بالخجل والألم". ودعا علامة الحكومة الى الاستقالة "إن لم تتمكّن من إيقاف هذا الإنهيار".

وقال إنّ "زيادة الأسعار وارتفاع قيمة الدولار بجنون معناه فشل هذه الحكومة! الأشرف للحكومة أن تستقيل إذا لم تستطع إيقاف هذه المهزلة وهذا الإنهيار! حتى ولو كان هذا الإنهيار هو عبء قديم، لكن المطلوب قرارات فعّالة لإيجاد حلول إنقاذية".



أندريه ناكوزي: الوضع مُبكٍ



أشارت الممثلة أندريه ناكوزي الى أنّ «الوضع مبكٍ بسبب الفساد المستشري في لبنان»، معتبرةً أنّ «لا إصلاحات جديّة حتى الآن في لبنان». وأضافت أنّ «الناس تبيع ثيابها وأغراضها كي تتناول الطعام أو تحصل على بعض الحليب لأطفالها»، مردفةً أنّ «الجوع يعضّ اللبنانيين بنابه السام والمضني».

ولفتت ناكوزي الى أنّ «ما يخيفنا هو ذهابنا نحو المجهول وعدم معرفتنا ما هو مصيرنا». وأردفت أنّ «الحكام قد مسّوا بكرامات الناس، وأذلّوهم طيلـــة هذه السنوات».



سينتيا كرم: أتسلّح بالإيمان



لفتت الممثلة سينتيا كرم إلى أنّ «الوضع مخيف جداً لأنّ الآتي أعظم»!


وأضافت أنّه «لا ينقص اللبناني سوى هذا الجوع والرعب والخوف في ظلّ هذا الوضع المتردّي الذي يعيشه». وأكدت كرم أنّها «لا تفكّر بالغد بل تحاول عيش كلّ يوم بيومه متسلّحة بالإيمان والصلاة ومتأملّة بمعجزة ما قد تُنقذ وطن الأرز».


MISS 3