ضربات مكثّفة على "المواقع الإيرانيّة" في شرق سوريا

درعا... المواجهة بين موسكو وطهران تحتدم

02 : 52

تزايدت وتيرة الغارات الجوّية على مواقع إيرانيّة في سوريا خلال الآونة الأخيرة (أرشيف)

لم يعُد الصراع على المصالح والنفوذ بين روسيا وإيران خفيّاً على أحد في سوريا، إذ باتت موسكو تتعاطى مع طهران على أنها بمثابة عائق أمام ترجمة "النصر العسكري الروسي" وترجمته إلى "حل سياسي" عادل يتيح إطلاق مشاريع إعادة الإعمار بالتنسيق مع الغرب والعرب، ويُعطي إلى حدّ ما كلّ ذي صاحب حق حقّه بالمشاركة في الحكم، مع احتفاظ روسيا بقواعدها العسكريّة في البلاد وتحقيق مصالحها الحيويّة هناك.

وفي آخر التطوّرات الملفتة على أرضية الصراع الروسي - الإيراني، برز مقتل عنصرين من "اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس"، المدعوم من موسكو، خلال اشتباكات ضارية مع قوّات النظام المدعومة من طهران، في بلدة محجبة في ريف درعا، وذلك بعد اعتداء عناصر حاجز تابع لشعبة المخابرات العسكريّة على أحد أبناء البلدة، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان". وسيطر مقاتلون من أبناء درعا في صفوف الفيلق المدعوم من روسيا على حواجز تقع بالقرب من طريق دمشق - درعا، تابعة لشعبة المخابرات العسكريّة، في كلّ من بلدتي صيدا وكحيل، شرق درعا. وساد توتّر كبير في المنطقة، إذ توجّه رتل عسكري لـ"اللواء الثامن" من مدينة بصرى الشام إلى موقع الاشتباكات في بلدة محجبة، بينما توجّهت أرتال من قوّات النظام إلى محيط البلدة أيضاً.

وتشهد قرى وبلدات في ريف درعا استنفاراً أمنيّاً واسع النطاق في كلّ من صيدا وكحيل، بعد طرد حواجز قوّات النظام منها. كما استنفرت قوّات "الفيلق الخامس" في قرى وبلدات الجيزة والسهوة والكرك وأم ولد وبصرى الشام ونصيب وأم المياذن والطيبة في ريف درعا. وشهد عموم القطاع الشرقي من الريف الدرعاوي توتراً عسكريّاً خطراً، عقب الأحداث التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة، لا سيّما أحداث السبت التي أدّت إلى مقتل 5 عناصر من قوّات النظام واثنين من "الفيلق الخامس"، بالإضافة إلى طرد عناصر النظام من الريف الشرقي.

وفي هذا الإطار، وصل وفد روسي كبير صباح أمس إلى مدينة بصرى الشام شرقي درعا برفقة وفد من النظام السوري بغية تهدئة الأوضاع وإيجاد حلّ للوضع المتفجّر، في حين يرى مراقبون أن روسيا تضغط على دمشق ومعها طهران في جنوب البلاد، وذلك في سياق الصراع على النفوذ بينها هناك، خصوصاً أن موسكو تسعى وبالتعاون مع واشنطن وتل أبيب إلى تحجيم الدور الإيراني في "بلاد الشام" وصولاً إلى إخراج طهران منها.

على جبهة أخرى، قُتِلَ 9 مقاتلين فجر أمس جرّاء غارة استهدفت موقعاً لمجموعات موالية للقوّات الإيرانيّة في شرق سوريا، في ضربة هي الثانية من نوعها خلال 24 ساعة فقط. وأوضح "المرصد السوري" أن طائرات "يُرجّح أنّها إسرائيليّة" استهدفت موقعاً في ريف مدينة البوكمال الحدوديّة مع العراق، وتسبّبت بمقتل 9 مقاتلين، غالبيّتهم من العراقيّين. وعدد القتلى مرشّح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، فيما تسبّب القصف بتدمير مستودعات.

وبذلك يرتفع عدد المسلّحين الموالين لإيران الذين قُتِلوا خلال 24 ساعة إلى 15 على الأقلّ، بعدما كانت غارات مماثلة استهدفت ليلاً مواقع أخرى وتسبّبت بمقتل 6 مقاتلين، 4 منهم سوريّون. كما جاءت هذه الغارات بُعيد أيّام من مقتل جنديَيْن سوريَيْن و5 مقاتلين موالين للنظام السوري في ضربات إسرائيليّة استهدفت جنوب سوريا وشرقها مساء الثلثاء الماضي.

وأفاد المرصد عن "استنفار كبير للقوّات الإيرانيّة والمجموعات الموالية لها في منطقة البوكمال وريفها عقب الضربات الجوّية"، مشيراً إلى "حملات دهم تطال عناصرها والمتعاونين معها"، ما أدّى إلى اعتقال 4 أشخاص بتهمة "التخابر والتعامل مع إسرائيل"، في وقت زار فيه قائد "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قاآني شرق سوريا في الأيّام القليلة الماضية، حيث نشر ناشطون إيرانيّون صورتين قالوا إنّها لقاآني خلال الزيارة التي شملت منطقة البوكمال على الحدود مع العراق.


MISS 3