عماد موسى

بلا مزح

29 حزيران 2020

09 : 58

لأول مرة يسمع اللبنانيون، من غير المتقاضين أمامه، باسم قاضي العجلة في صور محمد المازح، وقد تكون المرة الأخيرة، فالرجل ضرب ضربة العمر بقراره "منع أي وسيلة إعلامية لبنانية أو أجنبية تعمل على الأراضي اللبنانية، سواء كانت مرئية أم مسموعة أم مكتوبة أم إلكترونية، من إجراء أي مقابلة مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا أو إجراء أي حديث معها لمدة سنة" وفي المقابل تلقى المازح ضربة شبه قاضية تعلن عدم أهليته كقاضٍ.

أول إنطباع بعد "دوشة" المازح وقراره المثير للطعون: خطه بشع. 7 على عشرين.

الإنطباع الثاني: لماذا اقتصر المنع على سنة وليس مدى الحياة، لجعل دوروثي تلعن الساعة التي وصلت فيها إلى عوكر.

الإنطباع الثالث: أن القاضي المازح يجافي الحقيقة بقوله إن "قراره ليس له خلفية سياسية" فلو استهدف كلام السفيرة الأميركية حزب "الكتلة الوطنية" مثلاً أو حزب "التضامن" فهل كان سيتحرك بناء لاستدعاء تلقاه عبر البريد الإلكتروني؟ وهل كان سيتحرك في ما لو كان اسم المستدعي عماد عبده موسى واسم المدعى عليه علي عبد الكريم علي، المستفز والمثير للنعرات والمحرّض فئة لبنانية على فئة.

الإنطباع الثالث: مزحة سمجة تضاف بعد أيام إلى سماجة المدعي الملحد الذي ادعى على العلامة السيد علي الأمين بـ "إثارة النعرات الطائفية ودس الدسائس وتزييف المذهب الجعفري" موسم سماجة تلطفه تغريدات وزيرة إعلام، لا تعلم شيئاً لتعلمنا به، عدا وصفة خبز البطاطا، لكن الوزيرة تعلم أنها جميلة ولا تصمت.

الإنطباع الرابع: واضح أن القاضي المازح متأثر ببيئة المقاومة الإسلامية وأدبياتها على الرغم من إشادته بموضوعيته، ويعتبر تالياً أن ما يسيء إلى "حزب الله"، كقوة عسكرية وتنظيمية وسياسية ومالية فوق القوانين والدساتير، يسيء إلى لبنان الممانع، كون "حزب الله" توأم روح لبنان الكرامة والشعب العنيد.

الإنطباع الخامس: أخطأ سعادة القاضي بإصداره هذا القرار الذي يطاول الموظف ولا يطاول المسؤول عنه. كان حرياً به قطع الهواء والأكل عن مايك بومبيو والإدعاء عليه وعلى معلمه دونالد ترامب ومنع الإثنين من الظهور على الإعلام اللبناني حتى في برنامج "هيك منغني" مع مايا دياب.

الإنطباع السادس: محمد المازح ما عندو كبير، فلعب لعبة أكبر منه، "بلبش" فيها القضاء والخارجية وولي العهد والحكومة ومجلس النواب جملة ومفرّق. ولا قوة كان في إمكانها ثني محمد عن منع بث تصريح دوروثي شيا عالـ NBN ولو اضطره الأمر للتشويش أو قطع كوابل الدشات. محمد يفعلها.

الإنطباع السابع: أعتقد أن سعادة القاضي بعكس اسم شهرته، ما بيمزح ولا بينمزح معه لا بالقانون ولا بالدستور ولا بمصلحة لبنان العليا.

الإنطباع الأخير: فليتغمّد الله بول جاردان بواسع رحمته. ذكرني القاضي المازح به.


MISS 3