طهران تطلب توقيف ترامب... هوك يسخر والإنتربول يتجاهل

واشنطن والرياض: لتمديد حظر الأسلحة على إيران

02 : 00

هوك والجبير يستعرضان عيّنات من الأسلحة الإيرانيّة التي أطلقها الحوثيّون على السعوديّة (واس)

طالبت السعوديّة والولايات المتحدة أمس بتمديد حظر الأسلحة المفروض على الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وحذّرتا من تعقيدات أمنيّة إقليميّة في حال لم يتمّ التمديد، وسط اتهامات لطهران بتسليح المتمرّدين الحوثيين و"حزب الله" وغيرهما.

ورأى المبعوث الأميركي الخاص بشؤون إيران براين هوك خلال مؤتمر صحافي في الرياض، أنّ انتهاء الحظر سيُعزّز موقف طهران ويُطلق سباق تسلّح في المنطقة، معتبراً أن "هذا أمرٌ لا يُمكن للأمم المتحدة أن تقبله".

وحذّر هوك من مغبّة إنهاء الأمم المتحدة حظر السلاح على إيران، واصفاً حدوث ذلك بـ"الخيانة"، مضيفاً: "نقف مع السعوديّة ودول خليجيّة أخرى للمطالبة بتمديد حظر السلاح على إيران". وأوضح أن "قادة إيران يرفضون الديبلوماسيّة ويزيدون من انعدام الاستقرار".

وداخل مقرّ المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجيّة عادل الجبير، عُرِضَت أسلحة وبقايا صواريخ وطائرات مسيّرة أعلنت الرياض أنّها إيرانيّة وقد أُرسلت للمتمرّدين الحوثيين في اليمن.

من جهته، تساءل الجبير: "إيران تسعى إلى تسليح المنظّمات الإرهابيّة، فماذا سيحدث إذا رُفع الحظر؟". وأكد أن بلاده تعمل مع المجتمع الدولي لردع إيران، كاشفاً أنّه "منذ بداية الحرب في اليمن أطلقت ميليشيات الحوثي 371 طائرة مسيّرة على السعوديّة و64 سفينة مفخّخة لعرقلة حرّية الملاحة".

وتابع الجبير أن "إيران تُركّز على الطائفيّة والتدخّل في شؤون الدول الأخرى وتتعامل مع عصابات تروّج للمخدّرات وعصابات إجراميّة في كافة أنحاء العالم"، مشدّداً على أن الجمهوريّة الإسلاميّة هي الدولة الأولى التي تدعم الإرهاب حول العالم. وأردف الوزير السعودي: "إيران ستُصبح أكثر عدوانيّة في حال رفع تمديد حظر الأسلحة، فهي تُقدّم أسلحة لمنظّمات إرهابيّة كـ"حزب الله" والحوثيين... نعمل حاليّاً مع واشنطن لمنع إيران من تصدير الأسلحة للمنظّمات الإرهابيّة".

ودعا الجبير العالم أيضاً إلى "اتخاذ موقف حازم ضدّ طهران"، لافتاً إلى أنّه "إذا أرادت إيران أن تكون دولة طبيعيّة فعليها أن تحترم القوانين الدوليّة، آنذاك ستتمكّن من تحسين علاقاتها، لكن يبدو أن طهران لا تُريد أن تفعل ذلك". ومن المقرّر أن يبدأ تخفيف حظر السلاح المفروض على إيران بشكل تدريجي اعتباراً من تشرين الأوّل، إذا لم يُمدّد الحظر.

توازياً، طلبت إيران من الشرطة الدوليّة "إنتربول" المساعدة في توقيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب و35 مسؤولاً أميركيّاً آخر، على خلفيّة اغتيال قائد "فيلق القدس" السابق في "الحرس الثوري" الإيراني الجنرال قاسم سليماني. وأوضح مدّعي عام طهران علي القاصي مهر أن "التهم الموجّهة إليهم هي القتل والعمل الإرهابي"، مشيراً إلى أن "ترامب يتصدّر لائحة هؤلاء المتّهمين"، وأكد أن الأخير ملاحق قضائيّاً حتّى بعد نهاية فترته الرئاسيّة. لكن "إنتربول" أبلغت وكالة "فرانس برس" أن أي تدخّل من هذا النوع سيكون مخالفاً لنظامها، من دون إعطاء تأكيد صريح لتلقّي المنظّمة طلباً من إيران.

وجاء في بيان المنظّمة أن المادة الثالثة من دستور "إنتربول"، تحظر بشدّة على المنظّمة القيام بأي تدخّل أو أنشطة لها طابع سياسي أو عسكري أو ديني أو عنصري. وتابع البيان أن "إنتربول" لن تنظر في طلبات من هذا النوع، بينما سخر هوك من الطلب الإيراني، معتبراً إيّاه "حيلة دعائيّة لا أحد يأخذها على محمل الجدّ، وهي تجعل الإيرانيين يبدون في مظهر الأغبياء".

على صعيد آخر، أُفرج عن 14 مقاتلاً من تنظيم "كتائب حزب الله" الموالي لإيران كانوا قد اعتُقلوا على خلفيّة الهجمات الصاروخيّة على المصالح الأميركيّة في العراق، بحسب ما أكد المتحدّث العسكري باسم الكتائب جعفر الحسيني لوكالة "فرانس برس". وبعد أربعة أيّام من اعتقالهم على يد قوّات النخبة في جهاز مكافحة الإرهاب، تمّ استقبال 14 عنصراً من "كتائب حزب الله" في أحد مقار الفصيل المسلّح.

وقال الحسيني: "الخطوة المقبلة هي إقامة دعوى ضدّ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لنُثبت أنّه يجب أن تسود دولة القانون وليس دولة الأهواء الشخصيّة". وفي "استعراض للقوّة"، أحرق عناصر من "كتائب حزب الله" أعلاماً أميركيّة وإسرائيليّة، وداسوا صوراً للكاظمي والقائد العام للقوّات المسلّحة.


MISS 3