جاد حداد

Netflix Corner

Bad Blood... بين الدراما العائلية وجرائم المافيا

1 تموز 2020

02 : 00

المسلسل الكنديBad Blood (الدم الفاسد) دراما عائلية مقتبسة من كتابBusiness or Blood: Mafia Boss Vito Rizzuto’s Last War (أعمال أو دماء: آخر حرب لزعيم المافيا فيتو ريزوتو) للكاتبَين أنطونيو نيكاسو وبيتر إدواردز. يؤدي الممثل الأسترالي المعروف أنطوني لابغليا دور زعيم المافيا المشهور في مونتريال. لكن على غرار قصص المافيا التي تكون دوماً أقرب إلى الحكايات العائلية التحذيرية بدل التركيز على الجرائم المنظمة، لا يتمحور هذا المسلسل حول شخصية "فيتو" الذي يترك فراغاً في أوساط المافيا حين يُدان ويُسجَن في الولايات المتحدة.

يعكس المسلسل مدى قوة "فيتو" في قيادة عصابته قبل البدء بتصوير انهيارها، ويكشف النفوذ الذي يملكه على الناشطين السياسيين في مونتريال والطبقة الدنيا الإجرامية التي تسعى إلى التكيّف مع الظروف المحيطة بها على نحو غريب. حين يختفي "فيتو" من الساحة، يسهل أن نتصور طريقة سقوط هذه المنظومة تدريجاً. هي تنهار بسبب تهور ابن "فيتو"، "نيكو" (بريت دوناهيو)، الذي يعجز عن أداء دور قيادي لكنه يصرّ على استلام العصابة رغم ذلك.





يحمل Bad Blood أفكاراً عن طبيعة العائلة، لا سيما العلاقة بين الآباء والأبناء، والمسؤوليات الموروثة، ومعنى التخلي عن الطموحات، وتقبّل الدور الذي تفرضه علينا الحياة مهما كان مزعجاً. تتّضح هذه النقطة الأخيرة عبر شخصية "ديكلان" (كيم كوتس)، اليد اليمنى لـ"فيتو"، فهو يتولى معظم أعمال العصابة في غياب رئيسه ويتحمّل جميع المسؤوليات على مر أحداث المسلسل، مع أن صلاحيات "نيكو" تُضعف سلطته. في النهاية، لا ترتكز الجرائم المنظمة على عامل الجدارة، أقلّه في هذا النوع التقليدي من قصص الجرائم العائلية.

أخيراً، يتّسم المسلسل بإيقاعه السريع والسلس. ورغم مشاهد العنف والحركة المتكررة، ترتكز الأحداث على تطور الشخصيات والمواضيع المطروحة. هو لا يقدّم أي جوانب جديدة، بل نشعر بأن الأفكار نفسها انتقلت بكل بساطة إلى كندا، لكن لا يحتاج العمل في مطلق الأحوال إلى عناصر متجددة بالضرورة. إنه مسلسل متماسك وممتع وتزيد قوته بفضل أداء الممثلين المميز، لا سيما كوتس، والكاتبَين سيمون باري ومايكل كونيفيس. باختصار، قد يكون العمل مألوفاً، لكنه يستحق المشاهدة حتماً!


MISS 3