28 ألف مؤسسة تجارية في الشمال تتّجه الى الإقفال

صرخة من أصحاب مطاعم طرابلس قبيل لفظ أنفاسهم

00 : 12

أعلن عضو مجلس إدارة جمعية الصناعيين في لبنان عمر الحلاب، أن 28 الف مؤسسة تجارية في الشمال منها 10 آلاف في طرابلس تتجه إلى الإقفال، أي سيصبح 60 الف موظف في الشارع وإنعكاس ذلك سيكون خطيراً للغاية.

عقد تجمع أصحاب المطاعم والمقاهي في طرابلس إجتماعاً طارئاً شارك فيه ممثلو نحو 50 مؤسسة سياحية ومطاعم ومقاه في المدينة وضواحيها، ولا سيما في الميناء ومنطقة الضم والفرز "لدرس الأوضاع التي تعانيها هذه المؤسسات وإطلاق صرخة قبل أن يلفظ هذا القطاع أنفاسه الأخيرة".

وتحدث خلال الإجتماع صاحب مطعم "لابلاكا" ومقهاه مصطفى الصمد فقال: "ان الهدف هو "تأبين" القطاع السياحي في لبنان عموماً وطرابلس خصوصاً، جرّاء ما يعانيه، ونحن هنا لسنا في صدد البحث في التحديات والصعوبات التي نمر بها لأنه ليس هناك من يشعر معنا ويحس بأوجاعنا، هناك عشرات الآلاف الذين خسروا وظائفهم في هذه المؤسسات وأصبحوا يتقاضون نصف معاشاتهم".

وتوقف عند "مئات المؤسسات التي أغلقت أو في طريقها إلى التوقف عن مزاولة عملها خلال الأيام المقبلة، وتراجع الدخل السنوي لهذا القطاع مما يدفعه للدولة بمعدل 3 مليارات دولار سنوياً". وأشار إلى أن الصيف الحالي لن يشهد مجيء مغتربين بسبب موضوع الكورونا، وإجراءات التنقل بين الدول وتراجع السياحة الداخلية"، منوهاً بأن "ما تبقى من هذه المؤسسات في طريقها إلى الإغلاق الكامل".

ولفت الى "تراجع القيمة الشرائية للناس الذين لم يعد في إستطاعتهم تلبية حاجاتهم المعيشية والأولية لتوفير حياتهم اليومية، وبالتالي عدم قدرتهم على إرتياد المطاعم، وسط إرتفاع أسعار البضائع والحاجات اليومية التي تحتاج اليها المطاعم للإستمرار في عملها اليومي بسبب عدم إستقرار سعر الصرف اليومي للدولار".

وقال الحلاب: "ان الوضع الذي وصلنا إليه أصبح من الصعب جداً الإستمرار فيه وهناك امور شديدة الوطأة تدفعنا إلى إغلاق مؤسساتنا ولكننا نحاول الإستمرار في عملنا ومن شأن ذلك المحافظة على موظفينا وعلى أعمالنا، في الوقت نفسه. وطرابلس اليوم هي عاصمة إقتصادية ولكنها تعاني واقعاً إجتماعياً كارثياً، وهي نموذج للعيش المشترك وللثقافة وللعلم ولكننا نجلس على بركان مهدد بالإنفجار في اي وقت".

وأضاف: "نحن في الشمال 28 الف مؤسسة تجارية منها 10 آلاف في طرابلس وجميعها تتجه إلى الإقفال، أي سيصبح 60 الف موظف في الشارع وإنعكاس ذلك خطير للغاية، والتحديات اصبحت كبيرة أكثر مما في إمكاننا تحمله، الفقر سيتسع ليطاول أحياء ومناطق جديدة في البلد، ومن هنا الثورة ستشتد وتكبر، والفكر والثقافة سيدخلان إلى الثورة، وعلى السياسيين الذين يتربعون على كراسيهم ويكتفون بالنظريات ان يعوا خطورة الوضع وضرورة إيجاد الحلول، كأي بلد آخر يعاني ويطرح فيه المسؤولون الحلول المرجوة، والمطلوب من مصرف لبنان ان يضخ وبسرعة كمية كبيرة من الأموال بالليرة عبر المصارف لتمويل المؤسسات من دون شروط لتمكينها من الدفع لموظفيها ولكي تتمكن من الإستثمار وتشتري المواد الأولية لضمان استمرارها".

المطعم يُطعم 50 عائلة



ووجه صاحب مؤسسة "ليمون غاردن" رامي ماضي سؤالاً إلى المسؤولين في الدولة ماذا تنتظرون بعد؟ هل تنتظرون الفرج ومن أين؟ إلى الآن تستمرون في المناحرة بين بعضكم البعض، ولا تزال ارقامكم إلى اليوم غير دقيقة وغير صحيحة، وتستمرون في إجتماعاتكم والناس في جوع ومرض وفقر؟ والمطعم إذا أقفل فهذا يعني ان هناك 50 عائلة لن تتمكن من تأمين الطعام لأطفالها، والجوع كافر وبدأ يطال الجميع، في حين أن المسؤولين يبشروننا بأن الجوع سيعمّ وسينتشر ولا يفعلون شيئاً".

ورأى صاحب "رستو كافيه جينجر" محمد كبارة أنه يجب الإتكال على المقدرات الذاتية ونسبة 50 في المئة من المؤسسات المتبقية في هذا القطاع ستضطر إلى التوقف والإغلاق في مدة قريبة جداً، وباقي المؤسسات كي تستمر وتواصل عملها عليها الصمود والتفتيش عن حلول ذاتية.