"رسائل صاروخية مشفّرة" بين تل أبيب ودمشق

نتنياهو للأسد: تُخاطر بنظامك!

02 : 00

نتنياهو يُصافح هوك خلال استقباله في القدس أمس (أ ف ب)

وسط ارتفاع ملحوظ في منسوب الحماوة على صفيح المنطقة الساخن وعلى وقع تزايد الشرارات المنذرة باحتمال نشوب مواجهات عسكرية على أكثر من جبهة، برزت بالأمس رسالة إسرائيلية هي الأولى من نوعها للنظام السوري منذ العام 2011 وتختزن في طياتها تحذيراً غير مباشر وجّهه بنيامين نتنياهو إلى بشار الأسد بأنّ مصلحة تل أبيب في عدم سقوط نظامه قد يُعاد النظر فيها في حال استمراره بالارتماء في أحضان طهران والسماح لها بترسيخ أقدامها أكثر في الأراضي السورية، متوجهاً إليه بلهجة حازمة إذا ما "سمح لإيران بتثبيت وجودها في سوريا وعلى الحدود مع إسرائيل" بعبارة: "أقول لبشار الأسد أنت تُخاطر بمستقبل نظامك".

وإذ أتت رسالة نتنياهو بشكل صريح لتحذّر نظام الأسد من تداعيات سطوة النظام الإيراني عليه، تفيد معلومات متداولة بين المقربين من النظام السوري بأنّ "الرسائل الإسرائيلية تكثفت في الآونة الأخيرة من خلال تعمد المقاتلات الإسرائيلية توجيه صاروخ على الأقل إلى أحد المقار الرسمية السورية مع كل غارة تشنها على المواقع الإيرانية في سوريا، وهو ما فهمته الدائرة المحيطة بالأسد على أنه بمثابة رسالة صاروخية "مشفّرة" مفادها أنّ إسرائيل تعتبر النظام مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن التواجد الإيراني في سوريا وعليه أن يتحمل تبعات ذلك".

وجاء موقف نتنياهو أمس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المبعوث الأميركي لإيران براين هوك، خاطب فيه كذلك المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بالقول: "إسرائيل ستُواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعك من إنشاء جبهة إرهابيّة وعسكريّة جديدة ضدّ إسرائيل في سوريا"، وأضاف: "لن نسمح لإيران بالتواجد عسكريّاً في سوريا. نحن عازمون وبشكل مطلق على منع إيران من ترسيخ وجودها العسكري على حدودنا المباشرة".

كذلك، دعا نتنياهو وهوك إلى تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران والذي ينتهي في تشرين الأوّل المقبل، في حين كان هوك قد وصل إلى القدس عشيّة الموعد النهائي المحتمل للإعلان الإسرائيلي عن جدول أعمال تنفيذ مخطّط ضمّ أجزاء واسعة من الضفة الغربيّة.

من جهته، اعتبر المبعوث الأميركي أن رفع حظر الأسلحة عن إيران "سيسمح لطهران باستيراد طائرات مقاتلة وأخرى مروحيّة هجوميّة وسفن حربيّة وغوّاصات وأنظمة مدفعيّة من العيار الثقيل وصواريخ ذات مدى معيّن"، مضيفاً: "ستكون إيران عندئذ في وضع يُمكّنها من تصدير هذه الأسلحة والتكنولوجيا الخاصة بها إلى وكلائها مثل "حزب الله" و"الجهاد الإسلامي" و"حماس"، والميليشيات الشيعيّة في العراق والبحرين وإلى الحوثيين في اليمن".

تزامناً، حضّ وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو مجلس الأمن على تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران، محذّراً من تهديد للاستقرار في الشرق الأوسط في حال عدم المضي بالتمديد، لكنّه واجه تشكيكاً في حق واشنطن بإعادة تفعيل العقوبات الدوليّة وتحذيراً من "تصعيد خارج السيطرة"، وذلك على لسان الروس والصينيين.

وحذّر وزير الخارجيّة الأميركي من أن "إيران ستكون سيفاً مصلتاً على الاستقرار الاقتصادي في الشرق الأوسط، ما سيُهدّد دولاً على غرار روسيا والصين، التي تعتمد على استقرار أسعار الطاقة". وأضاف أن إيران قد تُصبح "تاجر أسلحة مارقاً" إذا ما رفع الحظر.

وتخلّل الجلسة عرض تقرير أممي خلص إلى أن صواريخ "كروز" والطائرات المسيّرة التي استخدمت لمهاجمة منشآت نفطيّة في السعوديّة العام الماضي، كانت إيرانيّة الصنع، فيما اعتبرت الخارجيّة السعوديّة أن التقرير يؤكد ضلوع طهران المباشر في الهجمات الصاروخيّة التي استهدفتها.

من ناحيته، شدّد وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف أمام المجلس على أن إنهاء حظر الأسلحة المفروض على الجمهوريّة الإسلاميّة، هو شرط أساسي للحفاظ على الاتفاق النووي، معتبراً أن الموضوعَيْن "لا يُمكن فصلهما الواحد عن الآخر"، بينما أبدى الحلفاء الأوروبّيون للولايات المتحدة تأييدهم لتمديد حظر الأسلحة.

وفي الأثناء، وجّهت السعوديّة رسالة إلى مجلس الأمن جدّدت فيها تحذيرها من خطر التمدّد الإيراني في المنطقة. وأكدت في رسالتها أن هدف طهران زعزعة الاستقرار ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم أجمع، مستشهدةً بأنّ النظام الإيراني أرسل أسلحة إلى الميليشيات في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

وبالعودة إلى الملف السوري، فقد تعهد المجتمع الدولي بدعم اللاجئين السوريين بمبلغ 7.7 مليارات دولار خلال مؤتمر للجهات المانحة نظّمه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، في حين من المرتقب أن يبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النزاع في سوريا اليوم مع الرئيسَيْن التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني عبر الفيديو، بحسب الكرملين.


MISS 3