"نمور الوطن" تتبنّى وطهران تُحذّر إسرائيل

"حادث غامض" يهزّ موقع نطنز النووي!

02 : 00

صورة نشرتها منظّمة الطاقة الذريّة الإيرانيّة تُظهر الموقع المتضرّر في نطنز أمس

هزّت الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران خلال أيّام معدودات ثلاثة "حوادث غامضة" مرتبطة بانفجارات وحرائق، اثنان منها على الأقلّ في منشآت نوويّة ومستودعات أسلحة سرّية، كان آخرها إعلان طهران أمس أن حادثاً حصل في مستودع في مجمّع نطنز النووي الشهير، "من دون أن يُسفر عن إصابات أو تلوّث إشعاعي"، محذّرةً في الوقت نفسه أعداءها، خصوصاً إسرائيل، من القيام بأي أعمال عدائيّة ضدّها، ما أوحى بحسب الإعلام الإيراني بأنّ لتل أبيب يداً في التفجير.

إذ وبعد ساعات من الإعلان عن انفجار دوى في مستودع "نطنز"، نشرت وكالة الأنباء الرسميّة "إرنا" مقالاً يُحذّر من أنّه "إذا كانت هناك إشارات الى عبور دول معادية لخطوط إيران الحمراء بأي شكل من الأشكال، خصوصاً النظام الصهيوني والولايات المتحدة، فيجب إعادة النظر في استراتيجيّة إيران لمواجهة الوضع الجديد بشكل أساسي". كما ذكرت وكالة "إرنا" أن حسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيليّة زعمت أن الدولة العبريّة مسؤولة عن محاولات التخريب.

وربطت الوكالة الإيرانيّة فرضيّة الهجوم الإسرائيلي مع زيارة المبعوث الأميركي الخاص بإيران بريان هوك إلى إسرائيل قبل يومَيْن وتصريحاته حول "الخيار العسكري" المفتوح ضدّ طهران، وكذلك التصريحات الإسرائيليّة بخصوص منع إيران من الحصول على سلاح نووي، في وقت أفادت فيه بعض التقارير الصحافيّة عن "هجوم إلكتروني" محتمل في سياق "الحرب السيبرانيّة" القائمة بين تل أبيب وطهران.

وفي الأثناء، كشفت خدمة "بي بي سي" فارسي، التي تعتبرها السلطات الإيرانيّة معادية، أنّها تلقّت بياناً "قبل ساعات من الحادث" من مجموعة تُسمّى "نمور الوطن"، يُفيد بتنفيذ "عمليّات" في الساعة الثانية من فجر الخميس في منشأة نطنز وموقع نووي آخر في مدينة كاشان، في محافظة أصفهان. وزعمت المجموعة أنّها تضمّ "منشقّين موجودين في الأجهزة الأمنيّة الإيرانيّة"، لافتةً إلى أن الموقع استُهدف لأنّه ليس "تحت الأرض"، وبالتالي لا يُمكن إنكار الهجوم عليه. وأعادت طهران تخصيب اليورانيوم في نطنز خلال أيلول الفائت، بعدما كانت قد اتفقت مع القوى الدوليّة على تعليق تخصيب اليورانيوم ضمنه بموجب الاتفاق النووي.

وأوضح المتحدّث باسم منظّمة الطاقة الذريّة الإيرانيّة بهروز كمالوندي أنّ "حادثاً وقع صباح الخميس وأدّى إلى تضرّر مستودع قيد الإنشاء في فناء في موقع نطنز"، في وسط إيران. ومجمّع نطنز يُعتبر أحد منشآت تخصيب اليورانيوم الرئيسيّة في إيران. وأضاف كمالوندي أنّ المستودع "لا يشهد نشاطاً وهو ما يعني أنّه خال من مواد مشعّة".

ولم يوضح المتحدّث الإيراني طبيعة الحادث، لكنّه أكد أنّه تسبّب "ببعض الضرر الهيكلي". وأشار كمالوندي أيضاً إلى أنّه "لم يكن هناك انقطاع في عمل موقع التخصيب نفسه"، الذي "يعمل بالسرعة التي كان يعمل بها" سابقاً.

وموقع نطنز حدّده محلّلون في الولايات المتحدة كمصنع جديد لإنتاج أجهزة الطرد المركزي، إذ كشف محلّلان يُقيمان في الولايات المتحدة لوكالة "أسوشييتد برس" أنّهما يعتقدان أن حريقاً في موقع نووي إيراني أصاب منشأة جديدة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي. وأضاف المحلّلان أن الحريق أضرّ بالإنتاج، بناءً على صورة نشرتها إيران لموقع الحريق ولقطات للأقمار الاصطناعيّة. والمحلّلان هما فابيان هينز، الباحث في مركز "جيمس مارتن" لدراسات عدم الانتشار النووي في معهد ميدلبري للدراسات الدوليّة في مونتيري في كاليفورنيا، وديفيد أولبرايت من معهد العلوم والأمن الدولي.

على صعيد آخر، طالبت وزارة العدل الأميركيّة بالحجز على 4 ناقلات نفط إيرانيّة متوجّهة إلى فنزويلا لعلاقتها بـ"الحرس الثوري" الإيراني، في أحدث إجراء ضمن سلسلة جهود واشنطن في ملاحقة شبكات الشحن البحري التي تُساعد طهران وكاراكاس على خرق العقوبات القاسية المفروضة عليهما. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركيّة أنّه برفع شكوى المصادرة المدنيّة، لا يستهدف المدّعون الفدراليّون الأميركيّون منع توصيل الوقود الإيراني إلى فنزويلا فحسب، بل أيضاً حرمان طهران من عائدات الشحنات ومنع عمليّات النقل في المستقبل.