محمد دهشة

الشموع تُضيء هواجس الصيداويين من ظلام التقنين الكهربائي

3 تموز 2020

02 : 00

الحريري تعقد اجتماعاً للخدمات الحياتية في مجدليون

كسر رتابة المشهد اليومي في صيدا، مع الأزمات المعيشية المُتلاحقة جرّاء الضائقة الإقتصادية الخانقة والغلاء وارتفاع الأسعار وتفلّت سعر صرف الدولار، إقبال الصيداويين على التزوّد بالشموع، في استعادة لذكرى الحرب الأليمة، وذلك خِشية من الظلام، مع ارتفاع وتيرة التقنين القاسي بالتيار الكهربائي والذي فاق 16 ساعة في اليوم الواحد، ما ادّى الى انقطاع الشموع من الأسواق والكثير من المحال، بعدما بلغ سعر الشمعة الواحدة أكثر من الفي ليرة لبنانية.

والإقبال على التزوّد بالشموع لم يكن وحيداً، إذ تزامن مع التهافت على شراء المواد الغذائية والإستهلاكية، ما دفع الكثير من السوبرماركات والتعاونيات، المعروفة منها والمرموقة، الى إغلاق ابوابها باكراً في أولى ساعات المساء، بسبب عدم قُدرتها على تلبية احتياجات الناس ونقص المواد فيها بعدما فرغت رفوفها، ناهيك عن الإرتفاع المُضطرد في الأسعار ارتباطاً بصرف الدولار، ما أحدث مزيداً من الهلع والخشية من موجة غلاء كبيرة إضافية.

وقال الصيداوي يوسف المغربي لـ"نداء الوطن": "إنّ فقدان الثقة بين السلطة الحاكمة والشعب أدّى الى هذه النتيجة المأسوية، أزمات متلاحقة في ظلّ مؤشرات سلبية نحو الاسوأ". وأضاف: "للأسف، لم يعد السؤال اليومي الوحيد كم هو سعر صرف الدولار الأميركي وهو في تحليقه المستمرّ عالياً، بل أزمة اليوم ماذا تطال، حتى الشمع فُقد من السوق، فهل يُعقل؟ والى أين وصلنا"؟

وتزامنت أزمة الشموع مع شحّ في الغاز والمازوت والبنزين والملح والسكر والحليب وسواها، فيما بعض الصيدليات يتهدّدها شبح الإقفال.

وقفات إحتجاجية

الواقع المأسوي دفع العشرات من الناشطين في حراك "صيدا تنتفض"، الى تنظيم وقفات احتجاجية مُتدحرجة، بدأت أمام مؤسسة كهرباء لبنان في شارع حسام الدين الحريري، ثم انتقل المحتجّون الى مركز "أوجيرو"، قبل أن يُكملوا الى شارع رياض الصلح الرئيسي في وسط المدينة حيث تتواجد غالبية محلات الصيرفة، طالبين من أصحابها الإقفال، فاستجاب البعض وفضّل البعض الآخر الإقفال موقّتاً، أو وقف عمليات البيع والشراء، وسط إجراءات أمنية للجيش اللبناني في المكان.

شؤون حياتية

والخوف من انفجار اجتماعي كان يتردّد صداه لدى نائبي صيدا بهية الحريري وأسامة سعد، اللذين تابعا الشؤون الحياتية الصيداوية في ظلّ تفاقم الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها. وعقدت الحريري في مجدليون، اجتماعاً مع رؤساء وممثلي عدد من المصالح التي تُعنى بالخدمات الأساسية للمواطنين، بحضور رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي. وأكّدت أهمية التنسيق بين مختلف المصالح التي تُعنى بالقضايا الحياتية للمواطنين من أجل التعاون في ما بينها على تجاوز هذه الأزمة على نحو يُخفّف قدر الإمكان عنهم، وخصوصاً في ما يتعلق بمشكلة الكهرباء وأزمة المياه وغيرها، حتى وصول بواخر الفيول لمعامل الكهرباء وعودة التغذية للإنتظام تدريجياً.

وشكا وفد من جمعية تجّار صيدا برئاسة علي الشريف، الى النائب سعد الركود وخطر الافلاس والإقفال، فأكّد على مسؤولية السلطة بكلّ أطرافها عن الإنهيار الذي طال كل القطاعات، بما فيها القطاع التجاري، داعيا اللبنانيين إلى الوقوف صفّاً واحداً دفاعاً عن لقمة عيشهم في مواجهة السلطة العاجزة والفاسدة التي أدّت سياساتها في رعاية الإقتصاد الريعي والإحتكارات ومحاصصات الهدر والفساد، إلى ما نشهده من انهيار مالي واقتصادي واجتماعي ومعيشي.

فلسطينياً، نقلت "القوى الإسلامية" في مخيم عين الحلوة الى رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، حرصها وكل القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية على حفظ أمن واستقرار المخيمات والجوار اللبناني، وعلى وأد الفتنة المذهبية، في ظلّ المعلومات التي تحدّثت عن نقل مجموعات "جبهة النصرة" الى لبنان لإثارة القلائل، حيث كان تأكيد مشترك على أن هذه المعلومات ينقصها الكثير من الدقّة، وفي الوقت نفسه اعتبار أن الجهوزية الامنية اللبنانية والفلسطينية كفيلة بضرب مثل هذه المؤامرة الدنيئة في مهدها.


MISS 3