عيد وطني اتّسم بالانقسام... والمغنّي كانييه ويست يترشّح للرئاسة

ترامب يتوعّد "اليسار الراديكالي" والصين!

02 : 00

الرئيس الأميركي والسيّدة الأولى يُشاهدان عرضاً جوّياً خلال الاحتفال بالعيد الوطني (أ ف ب)

احتفل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بذكرى استقلال الولايات المتحدة السبت بخطاب قوي اتسم بطابع انتخابي في بلد يشهد انقسامات ايديولوجيّة حادة. وقال ترامب في مراسم جرت في حديقة البيت الأبيض: "نحن في طريقنا لدحر اليسار الراديكالي والماركسيين والفوضويين ومثيري الشغب واللصوص".

وخلال خطابه الحماسي، هاجم الرئيس الجمهوري وسائل الإعلام التي "تتّهم معارضيها ظلماً بالعنصريّة"، إذ يُعاني تيّار المحافظين في الولايات المتحدة من "الاتهامات المعلّبـة" والاجحاف في التغطية السياسيّة من قبل كرى المؤسّسات الإعلاميّة، بحسب ما تؤكد أوساطهم دائماً.

وفي هذا الصدد، قال ترامب قبل أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسيّة: "بقدر ما تكذبون وتفترون... بقدر ما سنعمل من أجل قول الحقيقة وسننتصر". كما حمل ترامب بعنف على الصين التي سُجّلت أوّل إصابة فيها بفيروس "كورونا المستجدّ"، مؤكداً أنّها "يجب أن تُحاسَب". وبقي الرئيس الأميركي وفيّاً للرسالة التي يُكرّرها منذ أيّام، مقلّلاً مرّة جديدة من خطورة الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بـ"كوفيد-19" الذي يُثير قلق السلطات الصحية، وقال: "حقّقنا تقدّماً كبيراً واستراتيجيّتنا تعمل بشكل جيّد". وبدت احتفالات الرابع من تموز، التي تشهد تقليديّاً عروضاً وحفلات شواء وألعاباً ناريّة، محدودة في كافة أنحاء الولايات المتحدة هذه السنة بسبب انتشار الوباء.

وبعد الخطاب الرئاسي العنيف، قامت طائرات من الحرب العالميّة الثانية وسريّة طائرات من وحدة "بلو انجلز" التابعة للبحريّة الأميركيّة، بعرض جوّي مهيب. وعلى الرغم من الوباء، بقيت ساحة "ناشونال مول" الهائلة، التي تضمّ نصباً رسميّاً في العاصمــة الاتحاديّــــة، ومحيطها، مفتوحين للجمهور لمشاهدة الألعاب الناريّة الضخمة. وتحيي الولايات المتحدة في هذه الذكرى يوم إعلان 13 مستعمرة بريطانيّة العام 1776 انفصالها عن المملكة المتحدة وتأسيسها الولايات المتحدة الأميركيّة.

وفي الغضون، كان لافتاً إعلان مغنّي الراب والمنتج الأميركي كانييه ويست ترشّحه للانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة التي ستُجرى في تشرين الثاني المقبل، إذ كتب ويست في تغريدة على "تويتر" نشرها تزامناً مع احتفال الأميركيين بالعيد الوطني: "علينا الآن تنفيذ وعد أميركا بوضع ثقتنا في الله وتوحيد رؤانا وبناء مستقبلنا. أنا مرشّح لرئاسة الولايات المتحدة". ولم يذكر المنتج الثري البالغ من العمر 43 عاماً أي تفاصيل إضافيّة. كما لم يتّضح ما إذا كان قد تقدّم بهذا الترشّح رسميّاً.

وردّت زوجته نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان على هذا الإعلان بنشرها صورة تعبيريّة للعلم الأميركي، فيما كتب رئيس شركة "تيسلا" إلون ماسك تعليقاً أعلن فيه "الدعم الكامل" للمغنّي في هذه الخطوة، بينما علّق آلاف مستخدمي "تويتر" على هذا الإعلان الذي احتلّ صدارة المواضيع الأكثر تداولاً عبر الموقع في بلدان عدّة حول العالم، مشكّكين في رغبة المغنّي في الاستمرار بهذا الترشّح، ومعتبرين أنّه مجرّد ضرب تسويقي.

وكان ويست قد احتلّ عناوين الصحف في السنوات الأخيرة بسبب مشكلات نفسيّة وتصريحـات مثيرة للجدل حول العبوديّة ودعمـــه للرئيس الجمهوري دونالد ترامب. والتقى ويست ترامب في البيت الأبيض العام 2018. وفي مقابلة في العام التالي، أوضح أن دعمه ترامب كان حيلة لإبعاد الديموقراطيين وتمهيد الطريق ليخوض سباقه الخاص إلى البيت الأبيض، قائلاً: "ستأتي اللحظة التي سأكون فيها رئيس الولايات المتحدة".

ويشهد الشارع الأميركي انقساماً سياسيّاً وايديولوجيّاً عموديّاً، ظهر جليّاً خلال الاحتفال بالعيد الوطني، إذ هتف متظاهرون "حياة السود مهمّة" وهم يسيرون في الجادة المتاخمة للبيت الأبيض موجّهين الشتائم لناشطة تحمل لافتة تُظهر دعمها لترامب. وعلى بُعد بضع مئات من الأمتار من حديقة البيت الأبيض، يجد الطرفان نفسيهما وجهاً لوجه، فيما لا يبدو أنّ ثمّة مجالاً للتوفيق بينهما.

ولتجنّب الصدامات، تمّ نشر قوّات ضخمة من الشرطة حول المقرّ الرئاسي الذي بدى كقلعة محصّنة. وقالت الناشطة الموالية لترامـــب كريستي بانـــدورا غريكتشوفســكي، التي وجّهت اللوم إلى المتظاهرين: "يجب أن نحتفل بوحدتنا وتنوّعنا وحرّيتنا، لا أن نُعدّ أنفسنا أعداءً جاهزين لخوض الحرب"، فيما أعربت جنيفر فريند عن حزنها لوجود هذه المواجهة، ورأت في ذلك "عدم احترام للرئيس، إنّه يتعرّض للهجوم من كلّ الجهات". وأضافت: "كلّ الحياة مهمّة... المتظاهرون يختارون ما يُريدون الاحتجاج عليه، إنّه نفاق". كما أبدى صديقها بيل يونغ قلقه حيال فقدان حرّية التعبير أمام هؤلاء المتظاهرين، وقال بأسف: "إذا كان لديك رأي مخالف، فأنت عنصري!".


MISS 3