طهران تُقرّ بالأضرار "النوويّة" في نطنز

روحاني تحت "مقصلة" المحافظين!

02 : 00

روحاني بات في موقع لا يُحسد عليه داخل النظام الإيراني (إرنا)

يبدو أن رقعة الخلافات بين أبناء النظام الواحد في إيران تتّسع أكثر فأكثر مع استفحال الأزمة الاقتصاديّة - الاجتماعيّة، في ظلّ العقوبات الأميركيّة القاسية الهادفة إلى "تطويع" طهران واستدراجها إلى اتفاق نووي جديد يلجم سياساتها الخارجيّة التوسعيّة وطموحاتها النوويّة والصاروخيّة التي تُنهك بشكل هائل الشعب الإيراني وخزينة بلاده. وفي آخر المستجدّات الداخليّة الملتهبة، وقّع نحو 200 نائب في مجلس الشورى الإيراني أمس على مشروع قرار لمساءلة الرئيس الإيراني حسن روحاني حول عدد من الملفات، تشمل ما اعتبره نوّاب محافظون "أخطاء في توقيع الاتفاق النووي"، بالإضافة إلى تحليق سعر الدولار مقابل العملة الوطنيّة التي تشهد انهياراً غير مسبوق، وارتفاع أسعار العقارات والسيّارات، بحسب ما أفادت وكالة "فارس".

في المقابل، شدّد روحاني على ضرورة التعامل البنّاء بين السلطات الثلاث، بما يؤدّي إلى مزيد من التكاتف والتآلف والفهم المشترك للمشكلات التي تمرّ بها البلاد اليوم، معتبراً أن التغيّر الحاصل في سوق العملة بمثابة "حرب نفسيّة يشنّها العدو لزعزعة اقتصاد البلاد"، مؤكداً في الوقت عينه أن "مؤامرات الأعداء الرامية إلى تقويض الاقتصاد الإيراني لم ولن يُكتب لها النجاح"، في وقت تراجع فيه الريال الإيراني إلى مستوى قياسي جديد أمس ليصل إلى 215500 ريال مقابل الدولار.

وهجوم مجلس الشورى، الذي يُسيطر عليه الإسلاميّون المحافظون المتشدّدون، لم يقتصر على روحاني، إذ اتهم أحد قادة المجلس وزير الخارجيّة محمد جواد ظريف بأنّه اتّبع نهجاً خاطئاً في السياسة الخارجيّة ولم يهتم بملاحظات المرشد الأعلى علي خامنئي التي كرّرها مراراً أثناء مفاوضات الاتفاق النووي. وقد أثارت كلمة ظريف حول اتفاق بين طهران وبكين لمدّة 25 عاماً في البرلمان، غضب عدد من النوّاب الذين وصفوه بأنّه "كذّاب".

وبالفعل، فقد واجه عدد كبير من النوّاب ظريف، الذي كان حاضراً في جلسة علنيّة للبرلمان، بهتافات مثل "الموت للكذّاب" و"كفى أكاذيب"، بينما دافع وزير خارجيّة إيران عن نفسه مستشهداً بكلام المرشد الأعلى، قائلاً: "سأفدي بنفسي حتّى مقابل إهاناتكم، أنتم تتّهمونني بالكذب، لكنّي أترفّع عن إهانتكم، والمرشد الأعلى وصفني بالشجاع". وأضاف: "كلّ ما قلته سمعه سابقاً المرشد الأعلى، وإذا كذبت فقد سمع ذلك أيضاً، لكنّه قال إنّ ظريف صادق، وشجاع وثوري".

كذلك، كان لافتاً استعانة ظريف بحلفاء بلاده الإقليميين للدفاع عن نفسه، مشيراً إلى اجتماعاته التنسيقيّة الأسبوعيّة التي كان يعقدها مع قائد "فيلق القدس" السابق الجنرال قاسم سليماني حول القضايا الإقليميّة، وقال: "من كان يعرف الشهيد سليماني والسيّد حسن نصرالله والمقاومة في لبنان والعراق وفلسطين، يعلم كيف كانت علاقتنا". كما أكد ظريف أن واشنطن تستهدف كلّ إيران و"لا تُفرّق بين مبدئي وليبرالي وإصلاحي وثوري وغير ثوري".

هذا وكشف وزير الخارجيّة الإيراني وسط صيحات الاستهجان المتكرّرة في البرلمان أن إيران تبحث مع الصين في اتفاق شراكة استراتيجيّة لـ 25 عاماً، لافتاً إلى أن هذا "ليس سرّاً"، في حين وافقت الحكومة الإيرانيّة على مسودة خطّة التعاون مع بكين الأسبوع الماضي، وذلك بحضور الرئيس الإيراني، بحيث تمّ بموجبها تكليف وزارة الخارجيّة بالتوصّل إلى اتفاق مع الجانب الصيني في شأن تفاصيل الخطّة وإعداد النصّ الأصلي للتوقيع بين البلدَيْن.

على صعيد آخر، أقرّت هيئة الطاقة الذريّة الإيرانيّة بأنّ الحادث الذي تعرّضت له منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، حصل في وحدة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي من الجيل المتطوّر وأتلف معدّات دقيقة. وأوضح المتحدّث باسم الهيئة بهروز كمالوندي أن الحادث لم يُخلّف خسائر في الأرواح لكنّه تسبّب بأضرار مادية كبيرة في الوحدة وأتلف معدّات دقيقة تُستخدم في صناعة أجهزة الطرد المركزي المتطوّرة، المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، مؤكداً أن المعدّات لم تعُد قابلة للاستخدام.

وأشار كذلك إلى أن الحادث سيُعيق وسيُبطئ خطط طهران وعملها على إنتاج أجهزة الطرد المركزي، لافتاً إلى أن العلماء الإيرانيين سيبذلون جهدهم لتعويض الخسائر الناجمة عن الحادث. كما كشف أن بلاده تعتزم بناء وحدة جديدة أكبر وأكثر تطوّراً بدلاً من تلك التي تعرّضت للحادث، في وقت قال رئيس الحكومة الإسرائيليّة البديل بيني غانتس معقّباً على الانفجارات التي وقعت في إيران الأسبوع الماضي: "بإمكان الجميع الاشتباه بإسرائيل كلّ الوقت"، مضيفاً: "ليس كلّ ما يحدث في إيران مرتبطاً بنا"، لكنّه اعتبر في الوقت ذاته أن "إيران نوويّة ستكون خطراً على العالم وعلى المنطقة وعلى إسرائيل، ولهذا فنحن نُواصل تحرّكاتنا في كلّ الميادين الممكنة لدرء هذا الخطر وتقليص امكانيّات إيران لبلوغ القدرة النوويّة".

توازياً، حذّر قائد في الحرس الثوري من أن بحريّة قوّاته موجودة في كلّ مكان في الخليج مثل "كابوس" للأعداء، كاشفاً أن إيران أسّست قواعد صواريخ تحت الأرض على سواحل الخليج وخليج عُمان، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز".


MISS 3