نيودلهي وبكين تتفقان على "فضّ الاشتباك" الحدودي

واشنطن تُرسل حاملتَيْ طائرات إلى بحر الصين الجنوبي

02 : 00

آليّات عسكريّة هنديّة منتشرة قرب مناطق متنازع عليها مع الصين (أ ف ب)

في خضمّ "الحرب الباردة" الدائرة بين العملاقَيْن الاقتصاديَيْن وفي أحدث عرض للقوّة العسكريّة من واشنطن تجاه بكين، وصلت حاملتا طائرات أميركيّتان إلى بحر الصين الجنوبي للمرّة الأولى منذ 6 سنوات.

وأوضح قائد حاملة الطائرات "نيمتز" الأميرال جيمس كيرك أمس أن حاملتَيْ طائرات تُجريان تدريبات في بحر الصين الجنوبي المتنازع على أجزاء منه، تحت أنظار سفن البحريّة الصينيّة التي رُصِدَت قرب الأسطول.

وفي هذا الصدد، قال قائد "نيمتز" خلال مقابلة هاتفيّة من على متن الحاملة التي تُجري تدريبات للطيران في الممرّ المائي مع حاملة طائرات الأسطول السابع "رونالد ريغان": "لقد رأونا ورأيناهم"، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".

ولفت كيرك أيضاً إلى أن التواصل مع السفن الصينيّة لم يشهد أي حوادث، مضيفاً: "نتوقّع دائماً تفاعلاً احترافيّاً وآمناً بيننا. نعمل في مياه مزدحمة جدّاً، فيها الكثير من حركة الملاحة البحريّة من كلّ الأنواع"، في حين ذكرت وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون) أنّها تُريد "الدفاع عن حق كلّ الدول في الطيران والإبحار والعمل حيثما يسمح القانون الدولي". ووصفت الحاملتَيْن اللتَيْن تحمل كلّ منهما نحو 90 طائرة بأنّهما "رمز للعزيمة".

من جهتها، ندّدت السلطات الشيوعيّة في بكين بإرسال حاملتَيْ طائرات أميركيّتَيْن إلى بحر الصين الجنوبي، واعتبرت ذلك تقويضاً للسلام في المنطقة التي تشهد نزاعاً على السيادة بين دول عدّة. وتعليقاً على التدريبات الأميركيّة، رأت الخارجيّة الصينيّة أن إرسال حاملتَيْ الطائرات "نميتز" و"رونالد ريغان" يُمثّل استعراضاً للقوّة يحمل دوافع خفيّة. وأضافت أن إرسال واشنطن عمداً عدداً كبيراً من القوّات لإجراء مناورات عسكريّة واسعة النطاق في بحر جنوب الصين، يحمل دوافع لتقويض السلام والاستقرار في المنطقة.

ووصلت الحاملتان الأميركيّتان إلى المنطقة في الوقت الذي أنهت فيه الصين مجموعة من التدريبات البحريّة بالقرب من سلسلة جزر متنازع عليها بينها وبين فيتنام وتايوان وغيرهما، فيما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن قائد في البحريّة الأميركيّة أن التدريبات ليست ردّاً على تلك التي تُجريها الصين، وأن الهدف منها هو إظهار إشارة لحلفاء واشنطن الى أنّها ملتزمة بالأمن والاستقرار الإقليميَيْن.

وسلّطت الصحيفة الضوء على جانب من المناورات، مشيرةً إلى أن الطائرات الأميركيّة التي تنطلق من على الحاملتَيْن تُنفّذ طلعات تُحاكي غارات على قواعد معادية. وكانت وسائل إعلام صينيّة قد حذّرت من أن بكين قادرة على تدمير حاملتَيْ الطائرات الأميركيّتَيْن. وتعتبر بكين أن نحو 95 في المئة من هذا البحر ملك خاص لها، وأن لها حقوقاً تاريخيّة فيه، في حين تحتجّ جاراتها (تايوان، فيتنام، الفيليبين، ماليزيا وبروناي)، وتُطالب بما تعتبره حقوقاً لها في تلك المياه، يكفلها قانون البحار الدولي.

على جبهة أخرى، بدأت قوّات صينيّة انسحابها من سهل متنازع عليه مع الهند في جبال الهيمالايا، شهد اشتباكاً دامياً بين الجيشَيْن في الآونة الأخيرة، بعد الاتفاق على "فض الاشتباك" إثر مباحثات رفيعة المستوى بين الجارَيْن المسلّحَيْن نوويّاً. وأوضحت وزارة الخارجيّة الهنديّة أنّ الطرفَيْن اتفقا على "فضّ الاشتباك في شكل كامل" في المنطقة المتنازع عليها وضمان "تهدئة تدريجيّة ومرحليّة في المناطق الحدوديّة الهنديّة - الصينيّة". وفي وقت سابق، قال مصدر عسكري هندي لوكالة "فرانس برس": "شوهد جنود صينيّون يُفكّكون الخيم والبنى التحتيّة عند إحدى نقاط الاحتكاك في وادي غالوان". وعموماً لاحظ الجيش الهندي "تراجع آليّات" عسكريّة صينيّة في نقاط عدّة متنازع عليها في المنطقة، بينما قال وزير الخارجيّة الصيني وانغ يي إنّ بكين "ستُدافع عن سيادتها الإقليميّة مع الحفاظ على السلام في المناطق الحدوديّة".

وتحادث وانغ يي والمستشار الهندي للأمن القومي أجيب دوفال هاتفيّاً الأحد، واتفق المسؤولان على "إنهاء عمليّة فضّ الاشتباك القائمة على طول الخط الفاصل بين البلدَيْن في لاداخ في أقرب وقت"، وفق بيان صدر عن الخارجيّة الهنديّة، في وقت أعلن التلفزيون الصيني "سي سي تي في" أن الجانبَيْن "رحّبا بالتقدّم المحرز خلال اللقاءات الديبلوماسيّة والعسكريّة الأخيرة"، وتعهّدا "مواصلة الحوار والمشاورات".

ومن دون الخوص في التفاصيل، أشارت وزارة الخارجيّة الصينيّة أمس إلى "تقدّم إيجابي" لفك الاشتباك على طول الحدود. وقال المتحدّث باسم الخارجيّة الصينيّة زهاو ليجيان: "نأمل في أن يحذو الجانب الهندي حذو الصين لتطبيق التفاهم الذي توصّل إليه الجانبان لتهدئة الوضع في المناطق الحدوديّة".


MISS 3