بومبيو يُلمّح إلى دور إيراني في اغتيال الهاشمي

طهران ودمشق: إتفاقية عسكرية شاملة

02 : 00

أيوب وباقري يتبادلان الدروع بعد توقيع الاتفاقيّة في دمشق أمس (سانا)

بينما "صراع المصالح والنفوذ" على أوجّه بين موسكو وطهران في سوريا، وفي الوقت الذي تتعرّض فيه المواقع التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني والميليشيات التي تدور في فلكه، لضربات جوّية إسرائيليّة مكثّفة وموجعة و"مهينة" في عمق الأراضي السورية، وقّعت الحكومتان السوريّة والإيرانيّة أمس اتفاقاً عسكريّاً جديداً "لمساعدة دمشق في تعزيز دفاعاتها الجوّية"، ما قد يُثير غضب روسيا بالدرجة الأولى وفق بعض المراقبين.

إذ وبعد اجتماعات وجلسات عدّة، بحسب ما نقل الإعلام الرسمي السوري، أعلن وزير الدفاع السوري علي عبدالله أيوب ورئيس أركان القوّات المسلّحة الإيرانيّة اللواء محمد باقري، التوصّل إلى "اتفاقيّة عسكريّة شاملة لتعزيز التعاون العسكري والأمني في شتى مجالات عمل القوّات المسلّحة في البلدَيْن الصديقَيْن"، خلال مؤتمر صحافي في دمشق.

وقال باقري: "سنُعزّز نظام الدفاع الجوّي السوري بهدف تحسين التعاون العسكري بين البلدَيْن"، مشدّداً على أن الاتفاق "سيُعزّز إرادتنا لمواجهة الضغوط الأميركيّة"، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، بينما نقلت وكالة الأنباء السوريّة الرسميّة (سانا) عن أيوب أن "التعاون الثنائي العسكري والأمني نوعي ومستمرّ، وهو يشمل كافة الجوانب رغم اشتداد الضغوط وازدياد حدّة التهديدات". كما شدّد أيوب على مواجهة "أي تحدّيات جديدة بمزيد من الإصرار على التمسّك بالثوابت وتهيئة البيئة المطلوبة لتجاوز هذا الفصل الجديد من الحرب المفتوحة، بجهود جميع أبناء الشعب السوري والتعاون مع الأشـــقاء والأصدقاء والحلفاء".كذلك، أكد البيان الختامي المشترك، الذي جرت تلاوته خلال المؤتمر، "ضرورة مواصلة التنسيق لمواجهة الإرهاب التكفيري المدعوم من قوى إقليميّة ودوليّة"، مشدّداً على "ضرورة انسحاب كافة القوى الأجنبيّة العاملة في سوريا بصورة غير شرعية"، في إشارة بشكل رئيسي إلى الولايات المتحدة التي تنشر عسكريين في مناطق سيطرة "قسد" في شمال شرقي البلاد.

ووصل باقري إلى دمشق الثلثاء على رأس وفد عسكري رفيع المستوى. ويأتي الاتفاق في وقت تزداد فيه الضغوط الأميركيّة بشكل رهيب على سوريا وإيران مع تشديد العقوبات الاقتصاديّة القاسية عليهما. وازدادت وطأة التدابير الأميركيّة بصورة خاصة على دمشق، مع دخول قانون "قيصر" حيّز التنفيذ الشهر الماضي، وهو ينصّ على إجراءات تُعدّ الأكثر قسوة على سوريا حتّى الآن، وطالت الرزمة الأولى منه 39 شخصاً وكياناً، بينهم الرئيس بشار الأسد وزوجته.

على صعيد آخر، انتقدت الولايات المتحدة بشدّة تقريراً أمميّاً خلص إلى أن عمليّة قتل قائد "فيلق القدس" السابق في "الحرس الثوري" الجنرال قاسم سليماني بضربة جوّية أميركيّة في بغداد كانت "غير قانونيّة". وقالت المتحدّثة باسم الخارجيّة الأميركيّة مورغن أورتاغوس: "يتطلّب الأمر قدراً خاصاً من عدم النزاهة الفكريّة لإصدار تقرير يُدين الولايات المتحدة لتحرّكها دفاعاً عن نفسها، ويُلمّع في المقابل صورة الجنرال سليماني المعروف بأنّه كان من أخطر الإرهابيين حول العالم".

في الغضون، طالب وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو بإحقاق العدالة في شأن اغتيال الباحث العراقي البارز هاشم الهاشمي، مسلّطاً الضوء على تهديدات وجّهتها إليه جماعات مسلّحة مرتبطة بإيران. وقال بومبيو خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، من دون توجيه الاتهام صراحة إلى طهران: "في الأيّام التي سبقت وفاته، تلقّى تهديدات متكرّرة من قبل جماعات مسلّحة مدعومة من إيران"، مضيفاً: "الولايات المتحدة تنضمّ إلى الدول الشريكة في إدانة اغتياله بشدّة، وتدعو حكومة العراق إلى تقديم مرتكبي هذه الجريمة الرهيبة للعدالة بسرعة".

كما حضّ بومبيو مجلس الأمن الدولي على تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران، وقال إنّ الولايات المتحدة والقوّات المتحالفة معها ضبطت الشهر الماضي سفينة تحمل أسلحة إلى المتمرّدين الحوثيين في اليمن. وتابع: "لا بدّ لمجلس الأمن أن يُمدّد حظر الأسلحة على إيران، لمنع مزيد من الصراعات في المنطقة... لا يسع أي شخص جاد الاعتقاد بأنّ طهران ستستخدم الأسلحة التي تحصل عليها لأغراض سلميّة".