خطوات إصلاحيّة جديدة في السعوديّة

تعديلات تاريخيّة جريئة تُعزّز مكانة المرأة في المجتمع السعودي

13 : 37

السعي إلى تحقيق المساواة بين الجنسَيْن في السعوديّة مستمرّ

في قرار إصلاحي جديد، أعلنت الحكومة السعوديّة أنّه سيُسمح للمرأة بالحصول على جواز سفر والسفر إلى الخارج من دون الحاجة إلى موافقة مسبقة من "ولي الأمر"، ما يُنهي جزءاً من قيود اجتماعيّة صارمة داخل المملكة المحافظة. ولقي القرار ردود فعل مرحّبة في المملكة وخارجها، واعتبره البعض خطوة تاريخيّة على طريق تحقيق المساواة بين الجنسَيْن في السعوديّة.

ونقلت صحيفة "ام القرى" الحكوميّة قراراً للحكومة جاء فيه: "يُمنَح جواز السفر لكلّ من يُقدّم طلباً بذلك من حاملي الجنسيّة العربيّة السعوديّة". وبحسب صحيفة "عكاظ" ووسائل إعلام أخرى، ستُطبّق هذه القاعدة الجديدة على النساء اللواتي يبلغن سن 21 عاماً وما فوق. وتشمل التعديلات الجديدة أيضاً، السماح للمرأة بتسجيل أولادها والطلاق والزواج، والاعتراف بها كوصي على أولادها دون سن الـ18. وجاء في أحد القرارات: "لأيّ من الزوجَيْن طلب الحصول على سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنيّة"، وفي آخر: "المكلّفون بالتبليغ عن المواليد هم: والدا الطفل". كما أوضح قرار ثالث: "على الزوج أو الزوجة التبليغ عن حالة الزواج أو الطلاق".

وكتبت السفيرة السعوديّة لدى واشنطن الأميرة ريما بنت بندر آل سعود عبر حسابها على "تويتر": "هذه التعديلات تكتب التاريخ، وتدعو إلى الانخراط المتوازي بين المرأة والرجل في مجتمعنا"، مضيفةً: "إنّها مقاربة تاريخيّة لتحقيق المساواة بين الجنسَيْن".

من جهتها، أعربت الإمارات عن سعادتها بخطوات "التجديد والتحديث" في السعوديّة. وكتب وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجيّة أنور قرقاش عبر حسابه على "تويتر": "نسعد بخطوات السعوديّة الواثقة نحو التجديد والتطوير والتحديث، والذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو الأمير محمد بن سلمان"، مضيفاً: "نفرح لأنّ السعوديّة هي الأخ الشقيق والجار الصدوق، ونستبشر لأنّ كلّ ما فيه خير للسعوديّة هو خير لنا وللمنطقة".

وأثار القرار أيضاً ترحيباً على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتبت سيّدة الأعمال السعوديّة منى أبو سليمان في تغريدة: "تخلّت نساء عن أحلامهنّ بسبب عجزهنّ عن مغادرة البلد لأيّ سبب كان... للدراسة في الخارج أو لفرصة عمل أو حتّى للهروب إذا رغبن بذلك". وتابعت: "هذا التغيير يعني أنّ النساء أصبحنَ يتحكّمنَ بشكل كامل بمصيرهنّ".

ويسود في المملكة نظام "ولاية الرجل"، الذي يُجبر المرأة السعوديّة على الحصول على إذن "ولي أمرها" للقيام بإجراءات عدّة. وينصّ "نظام الولاية" على حاجة النساء لموافقة الرجال من الأقرباء، الزوج أو الأخ أو الأب أو الابن، للتعلّم وتجديد جوازات السفر ومغادرة البلاد. ويأتي القرار الأخير في إطار برنامج إصلاحات طموح يقوده ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان، الذي تعهّد بالانفتاح والقضاء على التشدّد الديني. وحتّى 24 حزيران 2018، لم يكن مسموحاً للنساء بقيادة السيّارات في المملكة. وبعد رفع هذا الحظر قبل عام، جلست آلاف السيّدات خلف المقود، في مشهد يعكس تغييرات اجتماعيّة سجّلت خلال السنوات الأخيرة.ومنذ تعيين الأمير محمد ولياً للعهد، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز سلسلة قرارات لمصلحة المرأة، بينها السماح لهنّ بحضور مباريات بكرة القدم في الملاعب، والانضمام إلى الشرطة، والتقدّم عبر الانترنت بطلب لحيازة رخصة تأسيس عمل. وتشهد السعوديّة حملة إصلاحات قانونيّة وتغيّرات ثقافيّة هي الأكبر في تاريخها المعاصر، وتشمل هذه الإصلاحات قراراً بالسماح للمرأة بتولّي وظائف كانت في السابق حكراً على الرجال. كما حدّت الرياض من سلطة الشرطة الدينيّة التي كانت تُلاحق النساء اللواتي لم يكنّ يُغطّين رؤوسهنّ. وبدأت النساء في السعوديّة أخيراً في الظهور في الأماكن العامة من دون حجاب.


MISS 3