دمار هائل في منشأة "نطنز" النوويّة الإيرانيّة

التحالف يُدمّر زورقَيْن حوثيَّيْن مفخّخَيْن قبالة اليمن

02 : 00

صورة ملتقطة من قمر اصطناعي تُظهر حجم الدمار الضخم الذي طال منشأة "نطنز"

في عمليّة نوعيّة ناجحة، استهدف تحالف دعم الشرعيّة في اليمن زورقَيْن مفخّخَيْن مسيّرَيْن عن بُعد ودمّرهما، كونهما شكّلا تهديداً وشيكاً على الملاحة الدوليّة، وهما يتبعان للمتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران.

وأوضح المتحدّث الرسمي باسم قوّات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، أن الهدفَيْن دُمِّرا على مسافة 6 كلم جنوب ميناء الصليف وعلى مسافة 215 متراً من الساحل، وتمّ تجهيزهما لتنفيذ أعمال عدائيّة وعمليّات إرهابيّة وشيكة في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، مبيّناً أن عمليّة الاستهداف تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفيّة، وتمّ اتخاذ الإجراءات الوقائيّة لحماية المدنيين خلال العمليّة.

وذكر المالكي أن "الميليشيا الحوثيّة الإرهابيّة تتّخذ من محافظة الحديدة مكاناً لإطلاق الصواريخ الباليستيّة والطائرات من دون طيّار والزوارق المفخّخة والمسيّرة عن بُعد، وكذلك نشر الألغام البحريّة عشوائيّاً في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وانتهاكاً لنصوص اتفاق ستوكهولم".

كذلك، أكد استمرار قيادة القوّات المشتركة للتحالف بتطبيق الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع مثل هذه الأهداف العسكريّة المشروعة التي تُشكّل تهديداً وشيكاً، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفيّة، واستمرار دعمها لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتطبيق اتفاق ستوكهولم، وإنهاء الانقلاب والوصول إلى حلّ سياسي شامل ومستدام للأزمة اليمنيّة.

على صعيد آخر، أظهرت صور حديثة ملتقطة بالأقمار الاصطناعيّة حجم الدمار الضخم الذي طال منشأة "نطنز" النوويّة الإيرانيّة، إذ نَشر "معهد العلوم والأمن الدولي"، وهو مؤسّسة بحثيّة مقرّها واشنطن، الصور الملتقطة بعد ساعات من الحادث وتُظهر اختفاء أجزاء من المنشأة النوويّة بالكامل، فيما تنتشر الأنقاض على جانبَيْ المبنى.

وأشار المعهد إلى أنّه من الواضح أن انفجاراً كبيراً قد حصل، ما أدّى إلى تدمير ما يقرب من ثلاثة أرباع قاعة تجميع أجهزة الطرد المركزي الرئيسيّة، ونشوب حريق ألقى بظلاله على جزء كبير من المبنى، بما فيه سقفه. ومن المتوقّع أن يستغرق استبدال المبنى عاماً على الأقلّ، إن لم يكن أطول من ذلك، وفق المعهد الذي رأى أن الحادث يُعدّ "انتكاسة كبيرة لجهود إيران في تطوير عمليّات الطرد المركزي المتقدّمة".

وكان المتحدّث باسم الحكومة الإيرانيّة علي ربيعي قد أعلن أن بلاده "ستردّ بالشكل المناسب" في حال كان حادث تخريب موقع "نطنز" النووي ناجماً عن اعتداء أو إجراء خارجي. وقال ردّاً على سؤال حول بعض الفرضيّات التي أُثيرت حول "حادث نطنز" وتعليقات المسؤولين الإسرائيليين: "منذ البداية، تمّ التحقيق في هذا الحادث بدقّة ونشرت مجموعات متخصّصة هناك. ووفقاً لإجماع الخبراء المعنيين، يتمّ استكمال البحث عن سبب الحادث بتوافق الآراء".

وأشار ربيعي إلى أنّه "منذ بداية الحادث، شاركت بعض الوسائل الإعلاميّة والنشطاء الإعلاميين، ومعظمهم يعملون مع "الموساد"، في جهد مخطّط ومنسّق لتقديم صورة قويّة للكيان الصهيوني، وربط الحادث به. لكن وعلى الرغم من أن المسؤولين السياسيين الإسرائيليين رحّبوا بالحادث، إلّا أنهم رفضوا صراحة تحمّل المسؤوليّة".

في الغضون، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الضغوط الأميركيّة على طهران تهدف إلى جعل إيران تُعاني من مشكلات في تأمين العملة الأجنبيّة. وأضاف روحاني خلال افتتاح مشاريع صناعيّة في أقاليم أصفهان وفارس وسيستان عبر الفيديو، أن "تذبذب أسعار العملات الأجنبيّة في الآونة الأخيرة يعود إلى توقف الصادرات الإيرانيّة خلال الشهور الماضية، نتيجة إغلاق الحدود في ظلّ الوباء".

ودعا إلى زيادة الإنتاج والتصدير، معتبراً أن ذلك إحدى وسائل السيطرة على أسعار العملات الأجنبيّة في البلاد. كما شدّد الرئيس الإيراني على "ضرورة عودة العملة الصعبة من عائدات السلع المصدّرة إلى الدورة الاقتصاديّة في البلاد"، و"الاستفادة منها لتوفير إحتياجات التوريد والانتاج"، مشيراً إلى أن 20 مليار يورو ناجمة عن الصادرات، لم تعُد إلى البنك المركزي، ومحذّراً في هذا السياق من أنّه "سيجري التعامل بالقانون مع التجّار الذين لا يُعيدون عائدات الصادرات"، في وقت يتهاوى فيه سعر صرف الريال الإيراني في السوق السوداء، بحيث يُواصل تسجيل أرقام قياسيّة مقابل الدولار الأميركي.


MISS 3