الحريري في بكركي محذّراً من تغيير النظام والسنيورة يدو الى "الالتفاف حول الشرعية"

01 : 50

السنيورة والوفد في بكركي

شهدت بكركي حركة لافتة أمس حيث قصدها الرئيس سعد الحريري وتلتها زيارة للرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد "لجنة متابعة اعلان الازهر للمواطنة والعيش معاً 2017 ووثيقة الاخوة الإنسانية 2019".

وأكدت مصادر مطلعة على أجواء بكركي أن "الرئيس الحريري والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي متفقان على الرؤية نفسها تجاه الأمور"، مضيفة: "إن البطريرك كان واضحاً بأنه لن يتراجع عن المسار الذي عبّر عنه في خطابه الأخير"، مشيرة إلى أن "بكركي تعتبر أن هناك دوراً أساسياً على موقع رئاسة الجمهورية في اعادة لبنان إلى الحياد". واعترض الحريري والراعي على سياسة الأطراف اللبنانية التي تعادي أشقاء وأصدقاء لبنان، وسط اتفاق على أن لبنان يحتاج إلى اصلاحات ومصالحة مع المجتمع الدولي.

وبعد لقائه الراعي، قال الحريري: "يمر لبنان اليوم في أسوأ وضع اقتصادي يمكن أن نشهده تاريخياً، وهناك تفكير في هذه الحكومة وهذا العهد بتغيير النظام الاقتصادي اللبناني الحر إلى نظام آخر. البعض يقول: كلا نحن لا نريد أن نغير النظام، ولكن كل الأفعال والتنظيرات التي نراها اليوم في الإعلام في ما يتعلق بالاقتصاد، هي لتغيير النظام الاقتصادي الحر، وهم يتهموننا بانتهاج الاقتصاد الريعي وغيره".

وأضاف: "نرى تعيينات شهدها الجميع من دون آلية، وهذه الآلية عادت إلى مجلس النواب بسبب عدم موافقة العهد عليها، علما أنها تأتي بالكفاءات. ما نقوله اليوم هو أننا نريد أن نأتي بالكفاءات. التشكيلات القضائية لم تحصل، والتعديل على قانون الهيئة الناظمة للكهرباء وكل هذه الأمور لا تخدم مصلحة لبنان في الإصلاح. إذا أردنا أن نضبط الليرة اللبنانية لا بد من خطوات إصلاحية حقيقية".

وقال: "أريد أن أتحدث عن موضوع التحقيق المالي، وهنا أتساءل عن أمر أحسه غريباً: يريدون وضع التهمة كلها على المصرف المركزي وعلى المصارف، في حين أن الدولة هي التي استدانت 90 ملياراً. فما الأفضل أن نحقق فيه: من صرف الـ 90 ملياراً أو من أعطى الـ 90 ملياراً؟ من أعطى هذا المبلغ كان مجبراً على إعطائه لأن الدولة طلبته لصرفه".



اتفاق في وجهات النظر بين الحريري والراعي



وعن إمكانية تشكيل جبهة معارضة تحت جناح الراعي أوضح الحريري أن "كلام البطريرك هو بطريرك الكلام. لقد تحدث غبطته عن وجع اللبنانيين وليس بالسياسة".

وأضاف: "هناك تحد سياسي في البلد بين تغيير النظام اللبناني وبين إصلاح هذا النظام الحر كي يسير في الطريق الصحيح. هناك من يريد تغيير النظام باتجاه ما سمعناه في الخطابات. بالمختصر، هناك مشروع لتأميم البلد ودمج المصارف في مصرفين أو ثلاثة، حتى يصبح البلد شبيهاً باقتصادات إقليمية يحبّذها البعض كالاقتصاد الإيراني، والبعض تساءل: مم يشكو الاقتصاد الإيراني؟".

وأشار إلى أنه "ليس هناك خلاف جذري مع "القوات اللبنانية" بل خلاف على بعض الأمور التي يجب أن تكون واضحة عند بعض الأطراف السياسية".


السنيورة

الى ذلك، استقبل الراعي وفداً من هيئة متابعة مؤتمر الأزهر برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وقدم الوفد إلى الراعي وثيقة "من أجل حوار وطني شامل"، وكان لافتاً وجود الدكتورين رضوان السيد وفارس سعيد ضمن الوفد نفسه. وأكد السنيورة أن "الراعي مؤتمن على فكرة لبنان الرسالة، للتأكيد أننا، ومن موقعنا، نؤيد كلامه المطالب بفك احتجاز الشرعية اللبنانية وتحريرها وتأكيد العيش المشترك الإسلامي - المسيحي والسلم الأهلي، وضرورة العمل على تثبيت استقلال لبنان وسيادته ووحدته وتطبيق القرارات الدولية، وتحييده عن سياسات المحاور والصراعات الإقليمية والدولية".

وتابع: "نرى أن كلام البطريرك يكمل طريقاً شقه أسلافه من البطاركة الكبار، دفاعاً عن لبنان كل لبنان، وليس عن فئة معينة دون سواها. نؤمن بوضوح أن الخلاص يكون بالجميع أو لا يكون، وللجميع أو لا يكون".

وتوجه إلى "كل المرجعيات الروحية والزمنية والوطنية، من أجل أن تتنادى لتحمل المسؤوليات الوطنية معه، والالتفاف حول الشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني، الشرعية العربية التي ترعى نظام المصلحة اللبنانية والعربية معاً، والشرعية الدولية التي من دونها نجد أنفسنا خارج العالم".


MISS 3