محمد دهشة

أمام شركة كهرباء صيدا: "طفّوا بيوت السياسيين وضوّوا بيوت الناس"

14 تموز 2020

02 : 00

اعتصام لمجموعة "أنا مستقلّ" في شركة كهرباء لبنان في صيدا

عاد هاجس فيروس "كورونا" ليؤرِق الصيداويين كما مختلف اللبنانيين، مع تسجيل أعداد مرتفعة من الإصابات، وظهوره في مناطق جديدة بعضها ذات كثافة سكانية، ما يزيد المخاوف من انتشاره، في وقت أعلنت فيه بلدية الغازية المجاورة للمدينة جنوباً، عن تسجيل أول اصابة ولكن من دون أي عوارض، وانها اجرت فحوصات PCR لكل الأشخاص المختلطين مع المُصاب، وعددهم حوالى 25 شخصاً، على أن تُعلن نتائج الفحوصات عند صدورها.

ولم تسلم المخيّمات الفلسطينية من الإصابة، اذ سُجّل نحو 6 حالات في مخيّم الرشيدية في منطقة صور للمرة الأولى. ودعا رئيس دائرة الصحّة في "الأونروا" في لبنان عبد الحكيم شنّاعة، أبناء المخيمات الى أخذ الأمور على محمل الجدّ، وعدم التهاون والإلتزام بالإرشادات الوقائية، وأكّد أن "الأونروا" لن تترك أي مُصاب من دون علاج، وستؤمّن الفحوصات لكلّ من هو بحاجة اليها حسب تصنيف وزارة الصحة.

وهواجس "كورونا" انعكست باكراً على العام الدراسي المقبل، وطرحته رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائبة بهية الحريري خلال لقاءين تربويين، عقدتهما في مجدليون، مع مدراء مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار الرسمية والخاصة، مؤكّدة أنّه في ظلّ استمرار تفشّيه، من الواضح اننا سنضطرّ للتعايش مع الفيروس لأنّ لا أحد يعرف متى ينتهي، وهذا الأمر يتطلّب المزيد من تعزيز إجراءات الوقاية لتُصبح نمطاً مُلازماً للحياة اليومية، ولكلّ انواع الأعمال للحفاظ على السلامة العامة والحدّ من انتقال هذا الفيروس"، لافتة الى أنّ "هناك ايضاً تأثيرات نفسية للأزمة على الطلّاب والمعلّمين وحتى الأهل، يجعل من عملية الدعم النفسي أولوية، وهذه لها مسار آخر لكن علينا دائماً البحث عن نقطة ضوء لنفتح باباً للأمل وعدم أخذ الناس الى مزيد من الإحباط.

الكهرباء والمياه

هواجس "كورونا" أُضيفت الى الهموم المعيشية والخدماتية، ودفعت مجموعة "أنا مستقلّ" في حراك صيدا الى دخول حرم "مؤسسة كهرباء صيدا" وتنظيم وقفة احتجاج، للمطالبة بزيادة ساعات التغذية بعد تراجعها بشكل كبير، ما انعكس أيضاً أزمة في انقطاع المياه. ورفع المحتجّون لافتات كُتب عليها "طفّوا بيوت السياسيين وضوّوا بيوت الناس"، "أوقفوا صفقات البواخر وضوّوا لبنان"، ولخّصوا مطالبهم بأربع نقاط: تخفيض رسوم الإشتراكات الشهرية للكهرباء بحسب ساعات التغذية، العمل على تأمين الكهرباء لمدينة صيدا 24/24، فتح ملفّات الفساد في قطاع الكهرباء ومحاسبة المتورطين، وتأمين خطّ خدمات لمحطات المياه التي تتأثّر بانقطاع الكهرباء. وخلال الوقفة، وقع اشكال مع أحد العاملين في المؤسسة على خلفية اعتراض الأخير على ما جاء في اللافتات.

وتسبّب التقنين بمعاناة شديدة للمواطنين فوق معاناتهم اليومية، فاضطرّ كثيرون لشراء الماء بالصهاريج، وتكبّد نفقات باهظة تُضاف إلى النفقات غير المحتملة نتيجة الإرتفاع الجنوني بأسعار السلع الأساسية والتلاعب بسعر صرف الدولار الاميركي.

وأجرى الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب أسامة سعد اتصالات مع المسؤولين المعنيين، أسفرت عن تعهّد بربط محطة المياه قرب مستديرة سراي صيدا بخطّ الكهرباء المُخصّص للخدمات العامة الذي يؤمّن التيار الكهربائي 24 ساعة على 24، وبإنجاز عملية الربط خلال الأسبوع القادم، ومن شأن ذلك بعد تنفيذه، معالجة مشكلة انقطاع المياه عن صيدا.

تحرّك واستقالة

وفيما دعا سعد المواطنين الى التحرّك للمطالبة بسائر حقوقهم في الخدمات العامة ومقوّمات العيش الكريم، أكّد المسؤول السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" في الجنوب الدكتور بسام حمّود أنّ "المرحلة تتطلّب من الحكومة العمل الجدّي لإنقاذ الوضع الإقتصادي، وعدم التلهّي بالقضايا الخلافية السياسية لتحقيق مكاسب حزبية"، موضحاً أنّ "الشعب اللبناني يشعر الآن أنّه تُرك في أسفل الوادي من قِبل الحكومة التي من واجبها أن تعمل على تأمين أمنه واستقراره، والأولى بها، بعد فشلها بإدارة الأزمات، أن تستقيل وتعطي فرصة لحكومة أخرى تستطيع ايجاد الحلول"، وأكّد أنّ الجماعة مع تغيير حكومي على أساس ما طُرح بعد حراك السابع عشر من تشرين، من أجل إيجاد مخارج حقيقية ووضع حلول إقتصادية وسياسية.


MISS 3