صندوق النقد يتوقّع انكماش اقتصادات الـ MENA بنسبة 5,7%

أزعور: البطالة وتفاقُم الفقر يولّدان تحدّيات لحفظ الإستقرار

02 : 00

مستويات الفقر تتفاقم (رمزي الحاج)

قال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور، إنّه "من المتوقع أن تزداد مستويات الديون بسرعة في السودان إلى 258 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي ولبنان إلى 183 في المئة ومصر أكثر من 90 في المئة".

عقد أزعور مؤتمراً صحافياً إفتراضياً أمس، لمناسبة صدور تقرير لمستجدات آفاق الإقتصاد الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا وآسيا الوسطى.

وخفّض الصندوق في تقرير مرة جديدة توقعات النمو في الشرق الأوسط وشمال افريقيا لتتراجع إلى أدنى مستوياتها منذ 50 عاماً، وذلك على خلفية استمرار تداعيات تراجع أسعار النفط وانتشار فيروس كورونا. وحذّر من أن الأزمة الاقتصادية في المنطقة التي تعصف بها الازمات، ستشهد ارتفاعاً في معدلات الفقر والبطالة ما قد يؤجّج الاضطرابات الاجتماعية ويزيد عجز الميزانيات وارتفاع الدين العام.

ويتوقّع الصندوق أن تنكمش اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا MENA بنسبة 5,7 في المئة العام الجاري، بانخفاض عن توقّعاته في نيسان. وقد تنكمش اقتصادات دول تشهد نزاعات بنسبة 13 في المئة. وبحسب بيانات البنك الدولي، إنّ التوقعات هي الأدنى منذ أكثر من 50 عاماً، وتأتي بعدما سجلت المنطقة نمواً متواضعاً العام الماضي.

ومن المتوقع أن تنكمش الاقتصادات المعتمدة على الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 7,1 في المئة، أي أقل بنسبة 4,4 في المئة من التوقعات السابقة في نيسان الماضي.

تراجع أسعار النفط

وأشار ازعور الى أنّ "المنطقة تواجه أزمة لا مثيل لها، صدمة مزدوجة أثّرت على طبيعة عمل اقتصاداتها خلال إجراءات الحجر". وطبّقت دول الشرق الأوسط بعضاً من أكثر عمليات الإغلاق صرامة والإجراءات المرتبطة بمحاولة منع انتشار الفيروس، وعلّقت معظم الأنشطة الاقتصادية.

في الوقت ذاته، فقدت أسعار النفط نحو ثلثي قيمتها مع تراجع الاقتصاد العالمي لوقف الفيروس، قبل أن تتعافى جزئياً وتبلغ نحو 40 دولاراً للبرميل".

ولفت الى أنه "من المتوقع أن تخسر الدول المصدرة للنفط في المنطقة نحو 270 مليار دولار من عائدات الطاقة، وهو انخفاض كبير".

وذكر تقرير صندوق النقد أن أكثر البلدان تضرراً في المنطقة ستكون تلك "الهشة وفي حالات الصراع"، مع توقع بأن تنكمش اقتصاداتها بنسبة تصل إلى 13 في المئة.

ومن المتوقع أن يتراجع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في تلك البلدان من 2900 دولار في 2018-2019 إلى 2000 دولار فقط هذا العام. هذا التراجع "سيزيد من حدة التحديات الاقتصادية والإنسانية القائمة ويرفع مستويات الفقر المرتفعة بالفعل"، بينما "قد تشتعل الاضطرابات الاجتماعية من جديد مع رفع إجراءات الإغلاق"، بحسب التقرير.

ورأى أزعور أن "فقدان الوظائف إلى جانب تفاقم الفقر وعدم المساواة يمكن أن يخلق تحديات في مجال المحافظة على الاستقرار بالنسبة لحكومات المنطقة.

وقال الصندوق إن "العجز الكبير والمتزايد من المتوقع أن يدفع مستويات الدين العام إلى نسبة 95 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لدى مستوردي النفط في الشرق الأوسط بحلول نهاية العام".

كما حذّر تقرير صندوق النقد من أن "التراجع المحتمل في العمالة الوافدة، التي تشكّل أكثر من نسبة 70 في المئة من القوى العاملة في بعض البلدان المصدرة للنفط، سيؤثر على إعادة إحياء الاقتصادات في هذه الدول".ويعمل نحو 25 مليون مغترب في دول مجلس التعاون الخليجي الست، ويشكّلون نحو نصف أعداد سكان هذه الدول وهي السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان وقطر.

وتوقعت "اكسفورد إيكونوميكس" في أيار أن ينخفض التوظيف في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 13 في المئة هذا العام، مع فقدان نحو 1,7 مليون وظيفة في السعودية و900 ألف في الإمارات".

ورأى أزعور أنّه "في ظلّ عدم اليقين الحالي، يمكن أن يتجه الوضع للأسوأ". موضحاً أنه "في وضع غريب حيث لا يزال مستوى عدم اليقين مرتفعاً، عدم اليقين بشأن القدرة على السيطرة على الوباء وانتشاره وعدم اليقين بشأن التعافي (الاقتصادي) نفسه وعدم اليقين بشأن أسعار النفط".


MISS 3