الاشتباكات تتجدّد بين أرمينيا وأذربيجان

02 : 00

ناغورني قره باخ (أ ف ب)

تبادلت أرمينيا وأذربيجان أمس قصفاً مدفعيّاً لليوم الثاني توالياً، ما أدّى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا في صفوف القوّات الأذربيجانيّة إلى 4 قتلى، فيما اعتبرت الخارجيّة الروسيّة، القوّة الرئيسيّة في المنطقة، أنّه "من غير المقبول أي تصعيد إضافي من شأنه أن يُهدّد الأمن الإقليمي"، في منطقة القوقاز، ودعت طرفَيْ النزاع إلى "ضبط النفس".

وأجرى وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف مكالمتَيْن هاتفيّتَيْن مع نظيرَيْه الأرميني والأذربيجاني، وحضّ على "خفض التصعيد العسكري"، بينما ناقش اجتماع لمنظّمة الأمن المشترك التي تُديرها روسيا وتنتمي إليها أرمينيا، في اجتماع، التطوّرات الأخيرة.

توازياً، أشارت وزارة الدفاع الأرمينيّة إلى أن الجانب الأذربيجاني استأنف صباح أمس قصفه للمواقع الأرمينيّة، بعد قصف مدفعي متقطّع خلال الليلة الماضية. ولم تُعلن عن وقوع إصابات لديها، في وقت حذّر فيه رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان من أن "الاستفزازات لن تمرّ من دون ردّ"، بينما هدّد وزير الدفاع ديفيد تونويان بأنّ قوّاته "مستعدّة للسيطرة على مواقع في أراضي العدوّ إذا دعت الضرورة". ولفتت الخارجيّة الأرمينيّة في وقت لاحق إلى أن القصف من الجانب الأذربيجاني "تراجع"، مؤكدةً "السيطرة التامة" على الوضع.

من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانيّة أن 3 جنود قُتِلوا الأحد وقُتِلَ رابع الإثنين في منطقة تافوش الحدوديّة في شمال شرقي أرمينيا، مشيرةً إلى أن قوّاتها شنّت هجوماً مضاداً أدّى إلى تدمير موقع عسكري أرميني متقدّم، فيما قال الرئيس الأذربيجاني الهام علييف إنّ "السلطات السياسيّة والعسكريّة الأرمينيّة تتحمّل كامل المسؤوليّة عن هذه الاستفزازات"، معتبراً أن "المغامرة العسكريّة لأرمينيا تهدف إلى جرّ المنظومة السياسيّة - العسكريّة التي تنتمي إليها، إلى النزاع"، في إشارة إلى منظّمة الأمن المشترك، الحلف العسكري الذي تُديره موسكو.

من ناحيته، أعرب وزير الخارجيّة التركي مولود تشاوش أوغلو عن دعمه لأذربيجان، وهي دولة حليفة وتتحدّث اللغة التركيّة. واعتبر أن "ما فعلته أرمينيا غير مقبول"، مؤكداً أن "أذربيجان ليست وحدها وتركيا تقف إلى جانبها". وردّت يريفان على "الموقف الاستفزازي" لأنقرة، متهمةً إيّاها بـ"تقويض أمن واستقرار المنطقة"، في وقت دعا فيه الاتحاد الأوروبي في بيان يريفان وباكو إلى "وقف المواجهة العسكريّة" و"اتخاذ تدابير فوريّة لمنع تصعيد إضافي".

وتخوض أرمينيا وأذربيجان نزاعاً منذ نحو 30 عاماً للسيطرة على منطقة ناغورني قره باخ الانفصاليّة ذات الغالبيّة الأرمنيّة الساحقة. لكن المواجهات الأخيرة بين البلدَيْن وقعت بعيداً من هذه المنطقة المتنازع عليها. وأي حرب بين البلدَيْن يُمكن أن تُغرق كلّ منطقة القوقاز وتُقحم روسيا، الحليفة العسكريّة ليريفان، وتركيا الداعمة لباكو، واللتَيْن تتنافسان على النفوذ الجيوسياسي في هذه المنطقة الاستراتيجيّة الحسّاسة.

وناغورني قره باخ، الجيب الذي تسكنه غالبيّة أرمنيّة وألحقته السلطات السوفياتيّة بأذربيجان العام 1921، أعلن استقلاله من جانب واحد العام 1991 بدعم من أرمينيا. وبعد ذلك، اندلعت حرب بين البلدَيْن أوقعت حوالى 30 ألف قتيل ثمّ تمّ التوصّل إلى وقف لإطلاق النار العام 1994. ومنذ ذلك الحين، تتولّى مجموعة مينسك التي تضمّ وسطاء دوليين وتُشارك في رئاستها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، رعاية مفاوضات بهدف التوصّل إلى اتفاق سلام. ويأتي التصعيد الأخير، بُعيد تصريحات للرئيس الأذربيجاني هدّد فيها بالإنسحاب من محادثات السلام حول ناغورني قره باخ، واعتبر أن لبلاده الحق في السعي "إلى حلّ عسكري للنزاع".