عقوبات صينيّة على مسؤولين أميركيين

بومبيو ينسف "حقوق بكين" في بحر الصين الجنوبي!

02 : 00

يُعتبر بومبيو "رأس حربة" الإدارة الأميركيّة في المواجهة مع النظام الشيوعي الصيني (أ ف ب)

لا يبدو أن هناك هدنة تلوح في أفق "الحرب الباردة" المستعرة بين "العم سام" و"التنين الأصفر"، إذ هدّد وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو أمس بأنّ الولايات المتحدة ستتعامل مع سعي بكين إلى الحصول على الموارد في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بوصفه "أمراً غير مشروع"، ممارساً مزيداً من الضغوط على النظام الشيوعي في بكين.

وقال بومبيو في بيان: "نحن نوضح أنّ مطالبات بكين بالموارد البحريّة في القسم الأكبر من بحر الصين الجنوبي غير مشروعة تماماً، وكذلك حملة الاستقواء للسيطرة عليها"، في وقت فرضت فيه بكين عقوبات على ثلاثة من كبار أعضاء الكونغرس الأميركي وديبلوماسي، في إطار الخلاف المتصاعد بين العملاقَيْن الاقتصاديّيْن في شأن تعامل بكين مع أقليّة الأويغور في منطقة شينجيانغ.

وأوضحت المتحدّثة باسم الخارجيّة الصينيّة هوا شونينغ أن خطوة بلادها تأتي "ردّاً على التصرّفات الأميركيّة الخاطئة"، وحضّت الولايات المتحدة على "التراجع فوراً عن قرارها الخاطئ والتوقّف عن التصريحات والخطوات التي تُعدّ تدخّلاً في شؤون الصين الداخليّة وتضرّ بالمصالح الصينيّة"، محذّرةً أيضاً من أن بلادها "ستردّ بشكل إضافي بناءً على تطوّر الوضع". وتستهدف عقوبات بكين كذلك اللجنة التنفيذيّة التابعة للكونغرس في شأن الصين، والتي تتولّى مهمّة مراقبة وضع حقوق الإنسان في البلد الآسيوي.

وفي ردود الفعل، أصدر سيناتور تكساس تيد كروز بياناً جاء فيه أن الحزب الشيوعي الصيني "مرعوب ويُنفّس عن غضبه". وتابع: "لا أعتزم السفر إلى أراضي النظام الاستبدادي الذي تستّر على جائحة "كوفيد-19" وعرّض أرواح الملايين من حول العالم للخطر". أمّا سيناتور فلوريدا ماركو روبيو فأعاد تغريد تقرير إخباري حول الموضوع، وجاء في تغريدته أن "الحزب الشيوعي الصيني منعني من دخول البلاد. أعتقد أنّهم غير معجبين بي؟".

ويُشير شهود عيان ومجموعات حقوقيّة إلى أن الصين اعتقلت أكثر من مليون من الأويغور وغيرهم في شينجيانغ، في إطار حملة واسعة النطاق لإجبار الأقليّات على التجانس مع الغالبيّة المنتمية لإتنيّة هان، فيما أصدر 78 عضواً في الكونغرس من الحزبَيْن الجمهوري والديموقراطي رسالة تحضّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التفكير في تصنيف ممارسات الصين على أنّها "إبادة جماعيّة". وكتبوا الرسالة بعدما أفاد باحث ألماني يُدعى أدريان زينز أن الصين منعت قسراً نساء الأويغور وغيرهن من الأقليّات من الإنجاب.

وفي الغضون، كشف المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو أنّه يتوقّع أن يتّخذ ترامب "إجراءً قويّاً" ضدّ تطبيقَيْ "تيك توك" و"وي تشات" الصينيَّيْن، اللذَيْن أشار إلى أنّهما يُرسلان كلّ البيانات "إلى خوادم في الصين، مباشرةً إلى الجيش الصيني والحزب الشيوعي الصيني والوكالات (الرسميّة) التي تُريد سرقة ممتلكاتنا الفكريّة".