كارين جيمس

هوليوود القديمة لا "نتفلكس" دمّرت قطاع الأفلام

14 تموز 2020

المصدر: The Wall Street Journal

02 : 00

"كانت إيرادات فيلمي على شباك التذاكر مريعة"! هذا ما يقوله كاتب السيناريو والمخرج تشارلي كوفمان، تعليقاً على التجربة الفاشلة التي دفعته إلى كتابة روايته الأولى Antkind، كوميديا مؤلفة من 705 صفحات عن ناقد سينمائي فاشل. تعجّ الرواية بإشارات غامضة ابتكر كوفمان بعضها، لكنها تشمل أيضاً مراجع مقتبسة من أعمال أخرى، على غرار فيلم A Florida Enchantment (سحر في فلوريدا) من العام 1914، حيث تبتلع امرأة بذرة سحرية وتصبح رجلاً!

على صعيد آخر، كتب كوفمان حديثاً فيلم I’m Thinking of Ending Things (أفكر بإنهاء الأمور) وأخرجه، ومن المنتظر أن يُعرَض على شبكة "نتفلكس" في 4 أيلول. العمل مبني على قصة نفسية مشوّقة للكاتب إيان ريد، حيث تقوم امرأة برحلة مع حبيبها إلى مزرعة عائلته المعزولة ثم يشتدّ خوفها منه هناك.

في ما يلي، يتكلم كوفمان في مقابلته مع صحيفة "وول ستريت جورنال" عن عملية تأليف الروايات والأفلام وتفاصيل أخرى...





هل تخفي أي كتب غير مكتملة أخرى أم بدأتَ تكتب هذه الرواية في الفترة الأخيرة؟

لم يسبق أن خضتُ هذه التجربة سابقاً. بدت لي فرصة جيدة. لا ضوابط على ما نستطيع كتابته ولسنا مضطرين للتعامل مع مسائل مثل الميزانية عند كتابة الروايات. بل يمكننا أن نتوسّع في كتاباتنا بقدر ما نشاء. الرواية ليست منتجاً بيد شركة معينة.

لماذا اخترتَ أن يكون بطل القصة، ب. روزنبيرغر، ناقداً سينمائياً شائباً وأنانياً وفاشلاً؟

لا أشكك بالمواصفات التي عرضتَها، لكني أريد أن أوضح أن هذه الكلمات من اختيارك وليست من اختياري. أنا أتعاطف كثيراً مع شخصية ب. أشعر بأنه إنسان بمعنى الكلمة نظراً إلى حجم إخفاقاته. أحب فكرة الأشياء المستحيلة، على غرار ما يفعله ستانيسلاف ليم (كاتب الخيال العلمي الراحل) حين يقيّم كتباً غير موجودة. لهذا السبب، أحببتُ فكرة أن أَصِف فيلماً غير موجود وغير قابل للوجود على الأرجح. بدت هذه الفكرة مناسبة لتأليف كتاب عن ناقد سينمائي.


يقول ب. في الكتاب إن مشاهدة الأفلام عمل إبداعي، وهي أشبه بتعاون بين المخرج والمشاهد. هل توافقه الرأي؟


أنا أوافقه الرأي فعلاً وهكذا أتعامل مع كل ما أفعله. أي عمل إبداعي يختبره الأفراد يعكس تجربتهم الخاصة مع ذلك العمل. ونظراً إلى وفرة الأفلام ومنتجات الثقافة الشعبية، يتسنى للناس أن يشاهدوا موادّ تحمل مغزىً محدداً وتُعلّمهم الدروس وتُقدَّم لهم هذه الأعمال بدقة عالية جداً. أنا أحاول تجنب هذه الأجواء. أهتم بالأعمال الحالمة لأنها تسمح لي ولكل من يقرأها أو يشاهدها بإعطاء تفسير شخصي لها.


فيلمك الجديد مقتبس من رواية. كيف وصل هذا المشروع إليك؟


كنتُ أبحث عن مشروع أستطيع أن أتولى فيه الإخراج، ومن الأفضل دوماً أن نُخرِج عملاً مقتبساً من رواية أو كتاب هزلي أو فيلم سابق. تبيّن أن المنتج الذي أتعاون معه لديه عقد مع شبكة "نتفلكس". لا أعلم إذا كانت "نتفلكس" تعرف أنني أتجه إلى ابتكار فيلم أقل تشويقاً من الكتاب، ولا أظن أنني كنت أعرف ذلك أيضاً. الكتاب يقود القراء إلى اكتشاف معيّن لكني شعرتُ بأن هذا الجانب سيكون بديهياً ومخيّباً للآمال في الفيلم. يرتفع منسوب الغموض في الكلمات أكثر من الأفلام المصوّرة.


هل كان من الأسهل عليك أن تستلم سيناريو سبق وتعاملتَ معه في مسيرتك المهنية؟


نعم طبعاً. في مرحلة سابقة من مسيرتي، كنت أتنقل وأخوض التجارب، لكن تغيّر هذا القطاع بدرجة هائلة. حصل هذا التغيير في العام 2008 تقريباً، حين توقفت شركات الإنتاج عن صنع الأفلام وبدأت تقوم باستثمارات تجارية مربحة. نجحت شبكة "نتفلكس" في جذب المخرجين لأنها المنصة الوحيدة التي تسمح بإنتاج أفلام حقيقية اليوم. أشعر بالغضب عندما أسمع الناس وهم يتّهمون "نتفلكس" بإفساد قطاع الأفلام. هذا غير صحيح! الأفلام دمّرت الأفلام، وشركات الإنتاج دمّرت الأفلام! هذه هي الحقيقة!





هل أثّر ذلك التغيير على عدد من مشاريعك الخاصة؟


كتبتُ سيناريو بعنوان Frank or Francis، وهو يستكشف أفكاراً مشابهة لتلك المطروحة في روايتي. لم يكن بطل القصة ناقداً سينمائياً، بل متصيّداً إلكترونياً. إنه عمل غريب جداً، وهو عبارة عن فيلم موسيقي لكن رفض الجميع إنتاجه. أبدى عدد كبير من نجوم السينما اهتمامهم به، وهو عامل مطلوب مني للحصول على التمويل الذي أحتاج إليه. لكن رغم اهتمام هؤلاء النجوم كلهم، لم أستطع أن أحصل على التمويل اللازم مع أنني لم أطلب الكثير، بل حوالى 11 مليون دولار فقط. الكتب أفضل من هذه الناحية.


ما كان شعورك عند صدور روايتك وفيلمك في زمن الوباء؟


قلتُ لنفسي: لا أعرف كيف أستطيع الاهتمام بالرواية أو الفيلم بعد الآن! إنه شعور غريب لأنني خصّصتُ وقتاً طويلاً للمشروعَين وبذلتُ قصارى جهدي لإنهائهما. لكنّ العالم يشهد ظروفاً جهنمية ولا مفر من أن تخسر هذه المسائل أهميتها في ظروف مماثلة. كما أنني أنهيتُ عملي فيهما، لذا لم يبقَ لي ما أفعله في هذه المرحلة.


MISS 3