البرلمان الليبي يدعو إلى تدخّل مصر عسكريّاً

"طبول الحرب" تُقرع حول سرت والجفرة!

02 : 00

جانب من الحشود العسكريّة المصريّة على الحدود الغربيّة مع ليبيا (مواقع تواصل)

تحبس القوى المحلّية في ليبيا أنفاسها مترقّبةً القرارات والخطوات التي قد تتّخذها القوى الإقليميّة والدوليّة المعنيّة بالملف الليبي على وقع "قرع طبول الحرب"، بحيث تُصرّ أنقرة حتّى اللحظة على استعادة حليفتها حكومة "الوفاق" على مدينتَيْ سرت والجفرة الإستراتيجيّتَيْن من "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي يُراهن على تدخّل مصري حاسم، بدعم مباشر وغير مباشر من روسيا وفرنسا والإمارات وغيرها، يضع "النقاط العسكريّة" على "حروف الاحتلال التركي" لغرب ليبيا.

وكان لافتاً إعلان مجلس النوّاب الليبي، المؤيّد لحفتر، أنّه أجاز لمصر التدخّل عسكريّاً في ليبيا "لحماية الأمن القومي" للبلدَيْن، مشدّداً على أهمّية تضافر جهودهما من أجل "دحر المُحتلّ الغازي التركي"، ما يُعطي غطاءً داخليّاً شرعيّاً للقاهرة للدخول عسكريّاً إلى ليبيا.

وإذ أكد البرلمان ومقرّه طبرق (شرق) في بيان أنّ "للقوّات المسلّحة المصريّة حق التدخّل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت أنّ هناك خطراً داهماً وشيكاً يطال أمن بلدينا"، ذكّر بما "تُمثّله جمهوريّة مصر العربيّة من عمق إستراتيجي لليبيا على كافة الأصعدة، الأمنيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة على مرّ التاريخ، وبما تُمثّله المخاطر الناجمة عن الاحتلال التركي من تهديد مباشر لبلادنا ودول الجوار، وفي مقدّمها الشقيقة مصر".

وكان الجيش المصري قد نفّذ السبت مناورة عسكريّة ضخمة باسم "حسم 2020"، ضمّت تشكيلات من القوّات البحريّة والجوّية والبرّية والخاصة، في المناطق الحدوديّة الغربيّة مع ليبيا، فيما حذّرت الإمارات على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجيّة أنور قرقاش من "طبول الحرب التي تُقرع" من قبل حكومة "الوفاق" حول سرت، معتبرةً أنّها "تُهدّد بتطوّر جسيم وتبعات إنسانيّة وسياسيّة خطرة".

ودعا قرقاش في هذا الصدد إلى "الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب الحكمة، والدخول في حوار بين الأطراف الليبيّة وضمن مرجعيّات دوليّة واضحة، وتجاهل التحريض الإقليمي وغاياته"، في إشارة صريحة إلى أنقرة.

تزامناً، وإذ أوضح البيت الأبيض أن الرئيسَيْن الأميركي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان اتفقا خلال اتصال هاتفي على الحاجة للتوصّل إلى حلّ عبر المفاوضات للقضايا الإقليميّة، أعلنت الرئاسة التركيّة من جهتها أن أردوغان توافق مع نظيره الأميركي على "العمل بشكل أوثق كحليفَيْن من أجل إرساء استقرار دائم في ليبيا".

من ناحيته، رأى النائب الأوّل لرئيس لجنة الشؤون الدوليّة في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جاباروف أن تدخّل الجيش المصري في النزاع الليبي يُمكن أن يُساعد على استعادة الدولة الليبيّة، مشدّداً في الوقت عينه على أنّه يتعيّن السعي إلى حلّ سياسي للأزمة الليبيّة.

وفي حين أعلنت ميليشيات "الوفاق" تمسّكها بخيار الحرب، أكد المتحدّث الرسمي باسم "الجيش الوطني الليبي" اللواء أحمد المسماري أن الساعات المقبلة ستشهد "معركة كبرى" في محيط سرت والجفرة، مشيراً إلى "تحرّكات كبيرة لميليشيات الوفاق وتركيا في محيط المدينتَيْن".

وفي سياق التوتّر الإقليمي الذي تتسبّب به أنقرة في حوض المتوسّط، وبينما أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه واستياءه حيال سلوكيّات تركيا، وباشر النظر في خياراته لإرغام أنقرة على احترام التزاماتها الدوليّة، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّه من الأهمّية أن تضع أوروبا يدها، بشكل مباشر وبلا سذاجة وتهاون، على الملفّات الجيوسياسيّة في منطقة البحر المتوسط، كي يكون مصيرها ومستقبلها بين يديها وليس بين أيدي "قوى أخرى"، في اتّهام مبطّن إلى تركيا وروسيا.


MISS 3