بومبيو يُحذّر من عدم تمديد "حظر الأسلحة" على طهران

حريق ضخم يلتهم سفناً في مرفأ بوشهر الإيراني

02 : 00

لقطة من فيديو تُظهر إحدى السفن المحترقة في مرفأ بوشهر أمس

اندلع حريق ضخم في حوض مصنع لبناء السفن (ديلفار كاشتي بوشهر) في مرفأ بوشهر في جنوب غربي إيران، ما ألحق أضراراً بالغة بأكثر من 7 سفن يجري بناؤها وأدّى إلى انبعاث سحابة من الدخان الأسود غطّت المدينة، لكنّ الحريق لم يُسفر عن ضحايا، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام محلّية.

وتضمّ محافظة بوشهر محطّة الطاقة النوويّة التي تحمل اسمها، وهي الوحيدة في البلاد حتّى الآن. وهي تُنتج ألف ميغاواط من الكهرباء، وتقع محطّة الطاقة على بُعد 20 كيلومتراً من المدينة.

ولا يُمكن لأي متابع للتطوّرات الغامضة الأخيرة في الجمهوريّة الإسلاميّة إلّا أن يطرح علامات استفهام عدّة وكبيرة حول ما يحصل هناك، مع تراكم الأحداث الغريبة من حرائق وانفجارات طالت مواقع نوويّة وعسكريّة وصناعيّة. ورسميّاً، وصفت هذه الحوادث بالعرضيّة، لكن العديد من الإيرانيين يرون أنّها نتيجة أعمال إسرائيليّة سرّية.

في الغضون، وعلى الرغم من رفض قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم) الجنرال كينيث ماكينزي التعليق على الانفجار في موقع نطنز النووي الإيراني، لكنّه في الوقت عينه كان حازماً لجهة تحذير طهران من أن أي استهداف للقوّات الأميركيّة سيكون ثمنه باهظاً.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران عدّلت استراتيجيّتها للهيمنة على المنطقة بعد تصفية قائد "فيلق القدس" السابق الجنرال قاسم سليماني، أجاب ماكينزي خلال مؤتمره الصحافي عبر الهاتف الذي نظّمه المكتب الإقليمي الإعلامي للخارجيّة الأميركيّة: "بعد ما حصل في كانون الثاني، أصبحنا في مرحلة من الردع المتنازع عليه، والذي وُلِدَ من خلال القدرة والإرادة، وأنا لا أعتقد أن إيران لديها أي شك في قدراتنا، لكن في بعض الأحيان كانوا يُشكّكون في إرادتنا".

ورأى أن "إيران لا تزال تسعى إلى السيطرة على المنطقة وإخراج الولايات المتحدة منها، وأعتقد أنّهم ما زالوا عازمين على متابعة ذلك، لكنّهم يحسبون كيف يُمكنهم تحقيق هذا الهدف من دون عبور أي خط أحمر، وأعتقد للمرّة الأولى أنّنا حدّدنا نوعاً ما بعض الخطوط الحمر، التي ربّما لم تكن مرئيّة لهم من قبل".

ولفت الجنرال الأميركي كذلك إلى أنّه "من الصعب جدّاً معرفة ما تُفكّر به إيران، ووضعها الآن في المنطقة حسّاس جدّاً، وأعتقد أن طهران تُواجه صعوبة في عمليّة اتخاذ القرار، خصوصاً بعد مقتل سليماني". وتابع في هذا الصدد: "واشنطن أسّست مسرحاً كاملاً لردع إيران بشكل مباشر وغير مباشر، وكلفة أي فعل ضدّ القوّات الأميركيّة في المنطقة ستكون باهظة، والولايات المتحدة تعتقد أن إيران دائماً على دراية بقدرات الجيش الأميركي العسكريّة".

وإذ جدد التأكيد أن بلاده "ستدفع نحو المضي قدماً في حظر الأسلحة المفروض على إيران في الأمم المتحدة"، علّق ماكينزي على الاتفاق الموقع بين إيران وسوريا أخيراً في مجال الدفاع الجوّي، معتبراً أن "طهران تستخدم سوريا لأسباب خاصة بها، وعلى رئيس النظام السوري بشار الأسد أن يكون على دراية بذلك، ونحن نُراقب التحرّكات الفعليّة على الأرض، لا النقاشات فقط بين الجانبَيْن"، في حين حذّر وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو مجدّداً من خطورة عدم تمديد حظر الأسلحة على إيران، معرباً عن أمله في إصدار مجلس الأمن قراراً بتمديد الحظر. كما حذّر من أن مجموعة من العقوبات ستُطبّق على أي شركة تتعامل مع إيران.

توازياً، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الولايات المتحدة "ستفشل في كلّ مؤامراتها ضدّ إيران"، معتبراً أنّه "لا أحد يستطيع لوم طهران طالما هي ملتزمة بكلّ تعهّداتها"، وذلك في كلمة خلال اجتماع الحكومة الإيرانيّة التي تتزامن مع الذكرى الخامسة للتوقيع على الاتفاق النووي.

وقال الرئيس الإيراني: "نحن أمام اختبار آخر للاتفاق النووي وهو المحافظة على أحد بنوده والمتعلّق بإنهاء الحظر التسليحي على إيران"، معتبراً أن "من يُخالف القانون وينقضه هي أميركا التي تُغادر المعاهدات والاتفاقات بلا مبرّر". وأكد أنّه "خلافاً لإرادة الأميركيين، لم يتمّ عزل إيران". كما رأى أن الإدارة الأميركيّة الحاليّة "لا يُمكن أن تكون معياراً لأيّ شيء، ولا يُمكن أن تكون موضع ثقة لعقد أي اتفاق".

وكان لافتاً أمس كتابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغريدتَيْن واحدة بالإنكليزيّة وأخرى بالفارسيّة، تناول فيهما تثبيت المحكمة العليا في إيران أحكاماً بالإعدام بحق ثلاثة أشخاص شاركوا في التظاهرات الشعبيّة الدمويّة في تشرين الثاني، قائلاً: "حُكِمَ على ثلاثة أشخاص بالإعدام في إيران لمشاركتهم في الاحتجاجات والتنفيذ متوقّع في أيّ لحظة"، معتبراً أن "تنفيذ حكم الإعدام بحق هؤلاء الأشخاص يُرسل إشارة رهيبة إلى العالم ولا ينبغي القيام به!".

على صعيد آخر، قرّرت المحكمة الاستشاريّة في مدينة أنتويرب في شمال بلجيكا إحالة 4 إيرانيين، بينهم ديبلوماسي، إلى محكمة الجنايات. والإيرانيّون الأربعة يُواجهون تهماً تتعلّق بالتحضير لعمل إرهابي كان يستهدف مؤتمراً عاماً للمعارضة الإيرانيّة في باريس العام 2018.